نتنياهو حجر ضمن رقعة شطرنج
محمود خطاطبة
صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد
نيسان ـ نشر في 2024-03-21 الساعة 11:37
نيسان ـ مكانة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «في خطر. تعمق حالة عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحُكم. توقع مظاهرات كبيرة تُطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة. نتنياهو لا يعمل لصالح إسرائيل، بل من أجل بقائه السياسي فقط. كُل ما يحدث في قطاع غزة مُرتبط بشخص نتنياهو».. تلك مُقتطفات من تقارير لأجهزة الاستخبارات الأميركية، أو مسؤولين غربيين أو مراكز أبحاث ودراسات مُختلفة.
من الخطورة، اختزال ما تتعرض له غزة، من إبادة جماعية وتهجير مُمنهج، بشخص نتنياهو فقط، وإلقاء اللوم عليه، ووصفه بسمات من قبيل «مريض نفسي»، أو «كُل ما يهمه تاريخه السياسي، ولا يعبأ بمصالح شعبه».
الأخطر من ذلك، هو أن يكون هذا المسار مُتعمدًا، بمعنى خطة لإلصاق، مُا يرتكب من مجازر بشعة، وقتل لأطفال ونساء وكبار سن، وتدمير المباني التاريخية والأثرية والتُراثية، بنتنياهو، وإظهاره للعالم بأنه «ديكتاتوري»، أو «مجنون»، أو يُعاني من «انفصام».. وإن كان عكس ذلك فهناك قصور بالفهم.
دول العالم، التي تتباهى بأنها لديها ديمقراطية وهي راعية لحقوق الإنسان، تُريد وبمُشاركة الصهاينة أن تُظهر بأن «المُجتمع الإسرائيلي» مُتحضر، وديمقراطي، ويُقيم أوزانًا للقوانين والمواثيق الدولية.. وفي الوقت نفسه تُريد «حرق» نتنياهو، وإظهاره بأنه مُختلف عن بقية «الشعب الإسرائيلي»، وأنه قام بتلك المجازر من تلقاء نفسه فقط.
وللعلم فقط، فإن تلك الخطة معلومة ومعروفة لدى الكثير من الشعوب، التي نستطيع إطلاق صفة «المقهورة» أو «المقموعة» عليها، فالتاريخ مليء بأحداث وحكايات من قبيل إقدام مسؤول ما على «مجزرة» بحق شعبه، ومن ثم إلصاقها بشخص آخر، يتبوأ منصبًا مُعينًا في الدولة.
تمامًا فعلت مثل ذلك، الكثير من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المُتحدة الأميركية، عندما وضعت تحت تصرف نتنياهو، طائرات ودبابات ومدافع وطائرات مُسيرة، وقنابل عنقودية وأخرى يصل وزنها لألفي طن، وعشرات المليارات من الدولارات.
فعلت كُل ذلك، مُمنية النفس بأن يُحسن التصرف بها، ويُنفذ «المُخطط الشيطاني» بحق غزة.. ومن ثم فإن الخروج من ذلك سهل جدًا، يتمثل بنعت نتنياهو بأقذر الأوصاف وتهميشه، وجعل المُجتمع الدولي بأكمله «يلفظه»، وإظهار باقي المسؤولين الصهانية بصور الحمل الوديع، الذي يؤمن بالسلام، وبحق الإنسانية.
كل الصهاينة، أكان نتنياهو أم أي أحد غيره، يؤمنون بنفس الأفكار والأهداف والعقيدة، ومتشابهون بـ»القذارة» وعدم احترام الشعوب الأُخرى، وعلى رأسها العربية والإسلامية.. فأيًا كان في موقع المسؤولية (رئاسة وزراء الاحتلال)، يُطبق شريعة الصهيونية، القائمة على القتل والتدمير بحق أهل فلسطين.
إذًا، الأهداف لا تختلف، وإنما تختلف الأدوات التي توضع بإجماع يخدم المصلحة العُليا للكيان الغاصب، طبعًا تحت حماية شرطي العالم الفاسد والحاقد.
مرة ثانية، إلصاق ما يحدث في غزة بشخص نتنياهو، أو حتى حُكومته المُتطرفة، أمر يُجانب الصواب، ليس دفاعًا عن هذا القاتل، ولكن خوف من فهم مغلوط، وابتعاد عن الحقيقة.. فكُل ما حدث ويحدث، لم يكن نتاج قرار وتصرفات حُكومة مُتطرفة، فحتى أكثر الساسة عقلانية في دولة الكيان، لو تبوأوا منصب رئاسة الوزراء لكانوا فعلوا ما فعله نتنياهو، إن لم يكن أكثر.
مُهاجمة الحُكومة الحالية لدولة الكيان ومحاولة إدانتها، تُخرج الأمور من نصابها، وتُلصق الجرائم التي ارتكبت بالشخوص، وهذا أمر غير منطقي إن لم يكن كارثيًا.. فما حدث في قطاع غزة من جرائم لا يُمكن إلصاقها بحكومة مُعنية أو شخص ما.
ما حدث في غزة، جاء بفعل مُشاركة ودعم ومُساندة دول، تعرف ما تُريد، ولا تترك الأمور للنزوات الشخصية، أو لعبثية الأحداث، ليُديرها أهوج غير متزن، لا يعي ما يفعل.. وجد نفسه فجأة، أمام وضع لا يُحسد عليه، وكأن الكُل يراقبه كيف ومتى سينجح بالخروج من مأزقه قبل أن ينتهز خصومه الفُرصة ويقصوه جانبًا وتنتهي القصة، ليبدأ فصل جديد من التعايش السلمي المزعوم.
من الخطورة، اختزال ما تتعرض له غزة، من إبادة جماعية وتهجير مُمنهج، بشخص نتنياهو فقط، وإلقاء اللوم عليه، ووصفه بسمات من قبيل «مريض نفسي»، أو «كُل ما يهمه تاريخه السياسي، ولا يعبأ بمصالح شعبه».
الأخطر من ذلك، هو أن يكون هذا المسار مُتعمدًا، بمعنى خطة لإلصاق، مُا يرتكب من مجازر بشعة، وقتل لأطفال ونساء وكبار سن، وتدمير المباني التاريخية والأثرية والتُراثية، بنتنياهو، وإظهاره للعالم بأنه «ديكتاتوري»، أو «مجنون»، أو يُعاني من «انفصام».. وإن كان عكس ذلك فهناك قصور بالفهم.
دول العالم، التي تتباهى بأنها لديها ديمقراطية وهي راعية لحقوق الإنسان، تُريد وبمُشاركة الصهاينة أن تُظهر بأن «المُجتمع الإسرائيلي» مُتحضر، وديمقراطي، ويُقيم أوزانًا للقوانين والمواثيق الدولية.. وفي الوقت نفسه تُريد «حرق» نتنياهو، وإظهاره بأنه مُختلف عن بقية «الشعب الإسرائيلي»، وأنه قام بتلك المجازر من تلقاء نفسه فقط.
وللعلم فقط، فإن تلك الخطة معلومة ومعروفة لدى الكثير من الشعوب، التي نستطيع إطلاق صفة «المقهورة» أو «المقموعة» عليها، فالتاريخ مليء بأحداث وحكايات من قبيل إقدام مسؤول ما على «مجزرة» بحق شعبه، ومن ثم إلصاقها بشخص آخر، يتبوأ منصبًا مُعينًا في الدولة.
تمامًا فعلت مثل ذلك، الكثير من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المُتحدة الأميركية، عندما وضعت تحت تصرف نتنياهو، طائرات ودبابات ومدافع وطائرات مُسيرة، وقنابل عنقودية وأخرى يصل وزنها لألفي طن، وعشرات المليارات من الدولارات.
فعلت كُل ذلك، مُمنية النفس بأن يُحسن التصرف بها، ويُنفذ «المُخطط الشيطاني» بحق غزة.. ومن ثم فإن الخروج من ذلك سهل جدًا، يتمثل بنعت نتنياهو بأقذر الأوصاف وتهميشه، وجعل المُجتمع الدولي بأكمله «يلفظه»، وإظهار باقي المسؤولين الصهانية بصور الحمل الوديع، الذي يؤمن بالسلام، وبحق الإنسانية.
كل الصهاينة، أكان نتنياهو أم أي أحد غيره، يؤمنون بنفس الأفكار والأهداف والعقيدة، ومتشابهون بـ»القذارة» وعدم احترام الشعوب الأُخرى، وعلى رأسها العربية والإسلامية.. فأيًا كان في موقع المسؤولية (رئاسة وزراء الاحتلال)، يُطبق شريعة الصهيونية، القائمة على القتل والتدمير بحق أهل فلسطين.
إذًا، الأهداف لا تختلف، وإنما تختلف الأدوات التي توضع بإجماع يخدم المصلحة العُليا للكيان الغاصب، طبعًا تحت حماية شرطي العالم الفاسد والحاقد.
مرة ثانية، إلصاق ما يحدث في غزة بشخص نتنياهو، أو حتى حُكومته المُتطرفة، أمر يُجانب الصواب، ليس دفاعًا عن هذا القاتل، ولكن خوف من فهم مغلوط، وابتعاد عن الحقيقة.. فكُل ما حدث ويحدث، لم يكن نتاج قرار وتصرفات حُكومة مُتطرفة، فحتى أكثر الساسة عقلانية في دولة الكيان، لو تبوأوا منصب رئاسة الوزراء لكانوا فعلوا ما فعله نتنياهو، إن لم يكن أكثر.
مُهاجمة الحُكومة الحالية لدولة الكيان ومحاولة إدانتها، تُخرج الأمور من نصابها، وتُلصق الجرائم التي ارتكبت بالشخوص، وهذا أمر غير منطقي إن لم يكن كارثيًا.. فما حدث في قطاع غزة من جرائم لا يُمكن إلصاقها بحكومة مُعنية أو شخص ما.
ما حدث في غزة، جاء بفعل مُشاركة ودعم ومُساندة دول، تعرف ما تُريد، ولا تترك الأمور للنزوات الشخصية، أو لعبثية الأحداث، ليُديرها أهوج غير متزن، لا يعي ما يفعل.. وجد نفسه فجأة، أمام وضع لا يُحسد عليه، وكأن الكُل يراقبه كيف ومتى سينجح بالخروج من مأزقه قبل أن ينتهز خصومه الفُرصة ويقصوه جانبًا وتنتهي القصة، ليبدأ فصل جديد من التعايش السلمي المزعوم.
نيسان ـ نشر في 2024-03-21 الساعة 11:37
رأي: محمود خطاطبة صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد