اتصل بنا
 

آذار الفخر والنصر

نيسان ـ نشر في 2024-03-21 الساعة 12:19

نيسان ـ للأردنيين تقويمهم الخاص الذي يبدأ في آذار، الشهر صاحب الأثر الأعمق والصدى الأوسع في ذاكرة الأردنيين، ففي أوله عُرّبت قيادة جيشه بقرار شجاع من الملك الباني الحسين بن طلال - طيّب الله ثراه- الذي أدرك أن القيادة الأجنبية ستكون عائقا أمام تطور الجيش وتقدمه ورغم كل الصعاب إلا أن التعريب سار في وجهته المرادة ليبلغ الجيش غايته المستمدة من الثورة العربية المنطلقة من بطاح مكّة حيث بُعِث نبي الرحمة والإنسانية محمد- صلّى الله عليه وسلم- ليكون داعياً للحق وناصراً له، فبنيت عقيدة الجيش العربي على الدفاع عن حق العرب ونصرة قضايا الإنسانية منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في عشرينيات القرن الماضي، جيشاً لم يسجل في مسيرته اعتداء او استباحة او قتل لأبرياء او انتهاك لحرمات كان المتزن في نهجه الحربي وفق ثوابته الراسخة رسوخ الجبال ولان الجيوش في نهجها وإسلوب حربها هي انعكاس لعقيدةالدول سار الجيش العربي وفق نهج إنساني مؤمنا بحقوق الاخرين ومساهما في تضميد جراح كل من نادى مستنصرا به، وانطلاقاً من فلسفة الدولة الأردنية القائمة على الرحمة والعدل والتضامن، فغدا الجيش الملفت اداء ونهجاً وعقيدة وسط منطقة تحكمها الغطرسة والمصالح دونما مراعاة لحق او شريعة.
وفي أوسط آذار عام ١٩٢٤م كانت البيعة الكبرى من العرب والأردنيين للشريف الحسين بن علي خليفة للعرب والمسلمين ليكون قائدهم نحوّ استعادة مكانتهم التي تليق بهم باعتباره من عترة البيت النبوي وخيارهم الأوحد لاستعادة حقوقهم.
وفي الثلث الأخير من آذار في الواحد والعشرين منه عام ١٩٦٨م كان الموعد بين الجيش العربي المصطفوي وجيش الصهاينة المتغطرس الذي بُنيت عقيدته القتالية على اغتصاب الحقوق وتشريد أهل الأرض وقتل الأطفال، الجيش المدجج بأحدث المعدات والأسلحة المتاحة انذاك، في ٢١ آذار كان اللقاء بين الجيش العربي الملتصق بأرضه ذات العمق التاريخي الضارب في الجذور المدافع عن قضايا العرب، وبين الجيش صاحب المسيرة الحافلة بالبطش والتشريد والاعتداء، بين الجند اصحاب العقيدة العروبية الإسلامية الإنسانية، وبين الجند المرتزقة اللاهث وراء الكسب والقتل والتجويع، وبين الجند المنتمي لأرض آبائه وأجداده، فيأبى الله إلا أن يتم نصره المبين ويرد كيد الكائدين لتبقى ارض الأردن طاهرة عصية على كل معتدٍ أثيم ترفرف رايته خفّاقة عالية ترويها دم شهداء أبرار وجرحى اطهار يؤمنون بأن الجيوش وُجدت لتكون درع وقاية وحماية للأرواح والممتلكات لا لتكون أرتال من الاليات المفخخة والجند المرتزقة الباغية الآثمة، تحية لجيشنا العربي المصطفوي الذي أعاد لنا هيبتنا وكرامتنا في يوم الكرامة الخالدة الممتدة من ستينيات القرن الماضي إلى يومنا الحاضر، تحية لنسوره الصاعدة إلى سماء غزة هاشم تمدهم بالدواء والغذاء والدماء، تحية لجيشنا ناصر الحق وباسط العدل ولقائدنا المفدى سليل نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ولوطننا الغالي.

نيسان ـ نشر في 2024-03-21 الساعة 12:19


رأي: الدكتور عبدالهادي أبو قاعود

الكلمات الأكثر بحثاً