اتصل بنا
 

هل خالفت ' اليرموك ' ألاعراف الأكاديمية في دكتوراة ' الرفاعي الفخرية '؟؟

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2024-03-26 الساعة 23:09

نيسان ـ سحبت جامعة اليرموك امس، خبر منحها الدكتوراة الفخرية بالعلوم السياسية، لرئيس الوزراء الأسبق زيد الرفاعي، عن موقعها الإلكتروني، والحال كذلك عن جروب تواصلي يضم مجموعة كبيرة من الإعلاميين، واعادت نشره لاحقا، بعد ان استبعدت الصور المرفقة للمناسبة، واستبدلتها بصورة شخصية للرئيس، ربما لكون المناسبة والمراسم المتصلة بها ، بخلاف الاعراف والتقاليد الاكاديمية العالمية، أقيمت في منزل صاحب الدولة لا الحرم الجامعي ..
بداية، نؤكد ان شخصية سياسية بحجم دولة الرفاعي، لن تشكل الدكتوراة الفخرية من جامعة محلية، اي إضافة نوعية لسيرته الذاتية الحافلة سياسيا واجتماعيا، كما أن عدم حصوله عليها، لا ينتقص منه كسياسي خدم الدولة والعرش، ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، بغض النظر عن اي جدال يتفق او يعارض هذا الدور، اذ ما يعنينا الالية والظروف التي منحت بها الشهادة، وشكلت خرقا لاعراف وتقاليد أكاديمية عالمية، وربما تكون سابقة في هذا المجال من حيث انتقال أركان الإدارة الجامعية من مجلس أمناء ورئاسة، وعمادة دراسات عليا، وقبول وتسجيل، وخلافه، إلى أجواء اسرية في منزل خاص، والصور التي تم سحبها لكنها بقيت في مواقع أخرى على الشبكة العنكبوتية، تعكس هذه الأجواء.

لا شك ان التقاليد المتصلة بالحياة الخاصة للشخصيات العامة، لها اعتبار يستدعي الحفاظ على عدم مسها، وتلك حقيقة عالمية متفق عليها، لكن بعض القضايا تنتفي عنها هذه الخصوصية، وعلى العكس تماما يكون عمادها واساسها العلنية، ومنها كل ما يتصل بالاكاديميا التي تتطلب إشهار الانتقال بشخصية سياسية واجتماعية، من واقع إلى آخر، عماده التكريم الفخري اكاديميا، الذي يتطلب إشهار المسببات التي استدعت اجتماعات أركان الإدارة الأكاديمية، واتخاذها قرار منح بعض الشخصيات الشهادات، وهو ما غاب عن مسألة دولة الرفاعي التي برزت فجأة دون تحضير، أو توطئة مشهرة مسبقا لهذا التكريم كما جرت العادة ، اتساقا والاعراف والتقاليد الأكاديمية..
ولما كان الشيء بالشيء يذكر، نذكر ان ذات الجامعة كانت قد منحت رئيسة كوسوفو السابقة الدكتوراة الفخرية، وضربت عرض الحائط الجدل الذي ساد انذاك حول المسببات من جهة، كون بلادها (كوسوفو) كانت من اوائل الدول، واول دولة إسلامية اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم تفلح اصوات الرفض في ثني اليرموك عن استضافتها واشهار منحها الشهادة داخل الحرم الجامعي..
بقي القول اننا هنا لا نناقش احقية اختيار الجامعة لشخصية سياسية درجة الدكتوراة الفخرية، تكريما لدور سياسي مارسه عبر عقود، وان كان هذا الدور مثار رضى او خلاف ، لكن ما نناقشه ان الواقعة كان يمكن إخراجها بصورة افضل تراعي خصوصية ربما صحية للرفاعي حفظه الله، طبعا ان كان هذا هو السبب، لكن الانتقال من الحرم الجامعي بكامل قيافات الأكاديميا ومراسم منح الشهادات، لاشك انها سابقة لم يتجرأ عليها أي كان، حتى لو كانت لربما نوعا من باب رد الجميل المتصل بجانب شخصي، وفضل في شأن ما للشخصية على المانحين، فوقتها حتى لو كانت الامور كذلك، فالحلول كثيرة ويمكن اجترارها بما يليق بالتكريم.

نيسان ـ نشر في 2024-03-26 الساعة 23:09


رأي: نادر خطاطبة كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً