اتصل بنا
 

الخطر القادم من الشرق

نيسان ـ نشر في 2024-04-05 الساعة 15:11

نيسان ـ تُعد التصريحات الصادرة عن عما يعرف بالمقاومة الإسلامية العراقية، والتي عبّرت فيها عن دعمها للمقاومة المسلحة الأردنية على حد زعمها!!، تطورًا غير مسبوق في الخطاب السياسي لأحد وكلاء وأذرع إيران في المنطقة، وعلى الرغم من اليقظة الأمنية، إلا أنّ تلك التصريحات استوجبت رفع الوعي بحقيقة هذه التصريحات والتي جاءت من فصيل يعتبر ذراعًا إيرانيًا لتحقيق أهدافها في المنطقة!. ومما شلاك فيه، أنّ إيران ما زالت تسعى جاهدة لتحقيق هيمنتها الإقليمية، وتوسيع دائرة مناوراتها السياسية خصوصًا بعد سقوط كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان في وحل الطائفية ومستنقع أهداف إيران الظلامية!!.
وبناء على ذلك لم يكن الأردن بمنأى عن تحركات إيران في المنطقة لأنه من يقع في دائرة الاستهداف الإيرانية، إذ أعلن صراحةً حربهُ على جماعات تهريب المخدرات والسلاح المدعومة من قوى إقليمية، وأشارت الكثير من التقارير الصحفية ارتباطها بإيران وحزب الله الذراع الأقوى لإيران في المنطقة!!. وأمام تلك المعطيات وما يشهده الأردن من حراكًا رسميًا وشعبيًا داعمًا لوقف إطلاق النار ومساندة قطاع غزة لتجاوز آثار العدوان الإسرائيلي، ظهرت بعض أصوات النشاز المتعاطفة مع أذرع إيران في المنطقة كجماعة أنصار لله الحوثية وحزب الله وتتفاخر بدورها في المقابل تشكك بالموقف الأردني وتسيئ لمؤسسات الدولة الحامية لكل مكونات الشعب الأردني، وتعمل بأطر دستورية وقانونية تكفل حق التجمع والتعبير للجميع، ومن جانب آخر لا زال بعض المغرر بهم يعتقد أنّ إيران هي محور الممانعة والمقاومة !ّ!.
وتحاول إيران من خلال وكلاءها في المنطقة استقطاب الحراكات الشعبية وبعض الجماعات السياسية من خلال افتعال تلك الأزمات المترامية الأطراف في المنطقة والتي عنوانها القضية الفلسطينية إلا أنّ مضمونها الحقيقي هو خدمة المشروع التوسعي الإيراني وأنها قوة إقليمية لا يستهان بها وكل ذلك على حساب القضية وأمن واستقرار المنطقة، وكل ذلك أدى إلى تأزيم الوضع الإقليمي مما جرّ الحشود الغربية إلى المنطقة إضافة إلى أنها تحاول إلى شيطنة الدور الأردني المتوازن والواعي في مساندة الأشقاء في فلسطين وغزة خصوصًا واسهامه الفاعل في استقرار منطقة باتت ملتهبة.
هذا، ونجد أنّ ما يتم تحريكه في الشارع الأردني عاطفيًا يبعدنا عن حقيقة المخاطر التي تحيط بنا فالخطر الإيراني النفوذي تتعامل معه بعض الأوساط الشعبية بسذاجة، فالمصالح السياسية والدينية التي تلهث إيران وراء تحقيقها في الأردن من خلال الترويج لفكرة المقاومة الثورية ضد التوسع الصهيوني ودعم القصية الفلسطينية بات مكشوفًا للأردنيين وما هو القصد والغاية منها.
حقيقةً إنّ الاردنيين على وعي كبير بمسؤولياتهم تجاه وطنهم وما يحيط به من أخطار، إلا أن هناك شريحة مطالبة هي أيضا أن تكون على قدر عالٍ من الوعي والمسؤولية، وعدم الانجرار خلف (الحماس الهش)!! ورصد كل التحركات المشبوهة في الشوارع الأردنية خاصة لأولئك المندسين في جنبات المظاهرات والتي وصلت ذروتها بنعت رجال الأمن (بالصهاينة، وحماة للكيان)!!، لأن المظاهرات في الأردن ليست كالتي تجري في الدول الأخرى لكون الأردن هناك من يحاول أن يستغله كساحة لتأجيج الصراع وبسط النفوذ وفرض أمر واقع بشتى الطرق.
وأخيراً، من الضروري أن تتخذ الدولة الأردنية ويساندها في ذلك الشعب الأردني إجراءات فورية لمواجهة كل ما يفضي إلى التلاعب بأمن واستقرار البلاد، فالأردن القوي والمنيع هو الأجدر على مساندة القضية الفلسطينية.

نيسان ـ نشر في 2024-04-05 الساعة 15:11


رأي: عامر عبد الرؤوف السعايده

الكلمات الأكثر بحثاً