اتصل بنا
 

الحرب على غزة .. انتبهوا فطريق القدس من عمّان

نيسان ـ نشر في 2024-04-15 الساعة 14:34

x
نيسان ـ يدرك زعيم اليمين المتطرف، نتنياهو وتدرك القوى الامبريالية من قبله ان طريق النهضة واستعادة القدس من العاصمة الاردنية عمان لا من سواها.
منذ السابع من اكتوبر /تشرين اول الفائت شكل الاردنيون حالة نهوض وطنية تخلوا فيها عن صغائر الامور لصالح تشكيل حالة من الضغط المحلي تصل رسائلها للخارج بوضوح.
اليساري يهتف الى جانب الإسلامي في مشهد احتشد فيه الوطنيون والقوميون اليساريون بعيدا عن مواقفهم السياسية المتباعدة محليا واقليميا، فالعنوان والمرحلة يتطلبان ان يقف الجميع في خندق واضح. ولا خنادق اليوم غير المقاومة.
في الاثناء، شكلت الجماعات الشبابية لتلك القوى جميعا، اطارا حقيقيا لدعم طوفان الأقصى باسم تجمع الشباب الوطني في الأردن، وهؤلاء هم الذين يقودون التظاهرات التي وصلت اليوم لعشرات الآلاف.
لا شك ان هذا النهوض يقلق الإسرائيلي والأمريكي كثيرا، لسببين رئيسيين، الأول: أن أطول جبهة عربية مع فلسطين المحتلة هي جبهة الأردن.
نحن نتحدث عن 360 كم، تبدو خالية تماما من السكان، والقوى العسكرية والامنية، مع استثناءات متواضعة، ولا يمكن بحال من الاحوال حمايتها من الجانب الفلسطيني.
ما يعني ان مهمة ضبط خط الحدود يجب أن يتم من الجهة الأردنية، ولذلك، فان العقل الأمريكي والعقل الإسرائيلي يتمسكان باستقرار الأردن وعدم قيام حركات مقاومة داعمة لفلسطين، باعتباره أحد شروط الأمن الإسرائيلي.
وفق هذا الفهم، فإن انحياز الأردن لفلسطين يعني أن أمن الكيان أصبح في خطر.
اما السبب الثاني فهو ان القلق الامريكي على أمن الكيان الصهيوني يبدا عندما يتحرك الأردن، وعندما يصبح الأردن عمقا حقيقيا لفلسطين، وعندما تنهض المقاومة فيها يصبح الإسرائيلي في خطر، والمشروع الصهيوني كله في خطر.
فإذا نهض الأردن نهضت الضفة الغربية.
لذلك إن هذا النهوض هو بشارة خير، وربما يكتب على يد هذا النهوض، نهاية العدوان على غزة، لأنه إذا ما شعر الأمريكي والإسرائيلي أن الوضع في الأردن ذاهب إلى مدى بعيد وعميق وجذري في مواجهة الكيان، فان المعادلة ستصبح اكثر من صعبة.
وبالمناسبة قادة الحراك الأردني على درجة عالية من الذكاء والعقلانية، فهم لا يرفعون شعارات ضد النظام، كما انهم لا يعتبرون أنفسهم ثورة داخلية، بل يتمسكون بوصف (حركة مطلبية)، تريد إسقاط الاتفاقيات مع كيان الاحتلال، وتريد طرد السفارة والسفير، وهذا محرج اليوم للحكومة الأردنية، ويدفعها للأمام، ولعل خطاب وزير الخارجية ايمن الصفدي المتقدم يستند في عمقه الى كل ذلك، حتى لا تخرج الامور في بلاده عن السيطرة.
ربما ان باب نهاية الحرب قد يأتي من عمان، وربما ايضا ان طريق القدس تعبده عمان بهدوء . نقول ربما .

نيسان ـ نشر في 2024-04-15 الساعة 14:34

الكلمات الأكثر بحثاً