اتصل بنا
 

في بيتنا داعشيّ

أكاديمي وشاعر أردني

نيسان ـ نشر في 2015-11-17 الساعة 19:32

نيسان ـ

عندما ظهر تنظيم الدولة الإسلاميّة أو ما يسمّى (داعش) أخذ مناصروه يسوّقونه باعتباره تنظيمًا يدعو إلى إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوحيد صفوف المسلمين في دولة تضمّ بلاد الشام والعراق، وربّما تجاوز طموحهم هذه الحدود إلى الجزيرة العربيّة.

وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا التنظيم وبهذه الأهداف المعلنة بدأ يجد أصداء من المناصرين الذين انساقوا وراء سموّ الهدف المعلن، كما حدث مع الخوارج في بداياتهم.

ولكنّ تسارع الأحداث، وما أخذ يطفو على السطح من محاولات لتشويه صورة الإسلام بوصفه دينًا دمويًّا يتخذ من القتل والترويع أداة لفرض سيطرته على المناطق التي يدخلها جعل كثيرًا من الناس يعيد حساباته، ويقف موقفَ المتهيّب تجاهه، خاصّة أنّ سموّ الغاية لا يمكن أن يبرّر شناعة وبشاعة الوسيلة المستخدمة لتحقيقه.

من هنا بدأ الناس على اختلاف توجهاتهم العقديّة والسياسيّة يرفضون فكرة وجود هذا التنظيم ممثّلاً للدين الإسلاميّ، لكنّ كثيرًا منهم لم يتخلّصوا من تعصّبهم وتعنصرهم ورفضهم للآخر لدينه أو عرقه أو لغته، فأخذوا يمارسون هذه العنصريّات في حياتهم ومن خلال تواصلهم مع غيرهم من أصحاب الفكر المختلف أو المضاد، فتولّد تيّار معاكس قد يكون أكثر تطرّفًا.

وتبعًا لما تقدّم ذكره أخذت الداعشيّة أو (الدعشنة) تتخطّى حدود التنظيم المعلن إلى أفكار ومعتقدات غير مرتبطة بالدين الإسلاميّ وحده، بل تشمل المتطرّفين أنّى كانت أديانهم ومعتقداتهم؛ فالداعشيّة التي أعني هنا لا ترتبط بفكرة الدولة الإسلاميّة المزعومة فقط بل بكلّ متعصّب متطرّف يقصي الآخر ويتعصّب ضده دونما سبب أو مبرّر منطقيّ.

وها هم الآن يعيشون بيننا، يأكلون ويشربون معنا، بل ويشاركوننا أفراحنا وأتراحنا وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عنّا.

نيسان ـ نشر في 2015-11-17 الساعة 19:32

الكلمات الأكثر بحثاً