اتصل بنا
 

غزة.. الموت جوعا

نيسان ـ نشر في 2024-04-26 الساعة 21:45

نيسان ـ (لا أحد يموت جوعًا) لم تعد هذه الكذبة سارية في زمننا هذا، ولعل ما يزيد الأمر سوءً تغافل الملايين من البشر عن أمرٍ كارثي مُهين وهو أن الناس حقًا يموتون جوعاً وقد التصقت أمعاؤهم بظهورهم من الجوع والعذاب لا ندري أموتهم جوعًا وهم يركضون وراء كسرة خبزٍ وحفنة طحينٍ تسد جوعهم أو شربةِ ماءٍ تروي عطشهم أم تشريدهم وتهجيرهم وقتلهم بالصواريخ هو أشدٌ بؤسًا وألمًا.
نستيقظ صباحًا ،نتصفّح هواتفنا لنرى مشاهد التجويع والقتل قد عاثَت فسادًا في تلكَ البُقعة الطاهرة "غزة" التي مازالت تعاني من الدمار حنى هذا اليوم من هذا الإحتلال المُجرم الذي يعذب النفس البشرية بأبشع الطرق يحرمها من أبسط حقوقها ( حياة، ماء ،غذاء، دواء ،كهرباء )كل تلك الحقوق التي تصرخ بها مؤسسات حقوق الإنسان وهي نفسها التي حرم منها أهل غزة ولم نسمع أصوات العالم تتحرك نحوها وتطالب بحقوق تلك البقعة.
شاهدت قبل عدة أيامٍ مشهدًا يُدمي العيون لطفلٍ يحمل مسؤولية رجل، يبكي وهو عائدٌ من توزيع خيري للطعام، فعندما سأله الشاب لماذا تبكي قال:" أخذوا مني كيس السكر والطحين الي رحت أجيبهم لأهلي عشان نوكل" قالها بحرقة أحرقت قلبي وأدمعت عينياي بشدة وجعلتني أقول وا أسفاه على عروبتنا وا اسفاه إلى أين وصلنا، أي ذلٍ هذا؟ أي عارٍ تحمل أمتنا؟
يتزاحم الأشخاص عند شاحنة المساعدات التي لا تغطي العدد الكبير والتي لا تصل إلى كل مكان بسبب الدمار الكبير على الطرق والمباني وأصبحت معاناة الناس تزداد وكل شخص عند تلك الشاحنة يأمل في الحصول ولو على قطعة طعام ليسكت أنين معدته التي لا تسكت وأصبح السوق في غزة كأنه مزاد عالمي أسعار خيالية مرتفعة وأصبح الذي يحصل على قطعة طعام كأنه حصل على قطعة من الذهب وبسبب هذه الأسعار التي أصبح من الصعب على السكان الحصول على الطعام.

من كان يظن أن أناسًا عاشوا طوال حياتهم يأكلون ألذ أنواع اللحوم وبيوتهم مفتوحةُ للقريب والغريب فلا يردّون أحدًا محتاجًا ويُطعمون ويُكرمون سيموتون يومًا وقد جفّت حلوقهم من الجوع والعطش فلا نقول إلا بئسًا وإذلالًا لنفسٍ بشريةٍ نامت قريرة العين مطمئنة بعد أن رأت كل أنواع العذاب هذا وارتضت لنفسها ذلًا لا حدود ولا أعذار له.

نيسان ـ نشر في 2024-04-26 الساعة 21:45


رأي: حنين صالح خليل

الكلمات الأكثر بحثاً