ما بعد الحرب إذا توقفت
نيسان ـ نشر في 2024-05-05 الساعة 08:12
نيسان ـ أيا كانت مآلات الحرب الحالية، فإن التساؤلات الأبرز ترتبط حول دول المنطقة وخرائط دولها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما يرتبط بالنفوذ والتقاسم الوظيفي بين مراكز القوة.
هذا يعني أن حرب غزة كانت تعني أمرين، أولهما الحرب مشهد مكثف لصراع القوى الإقليمية والدولية والذي تركز في غزة ومن خلال جبهات ثانية، وثانيهما أن مراجعات الدول لشؤونها الداخلية على ضوء قراءات مختلفة، ستكون الأعلى إذا توقفت الحرب، ويستحيل التعامل مع نتائج الحرب، باعتبارها مجرد مواجهة عابرة استمرت عدة أشهر في هذه المنطقة.
يجنح البعض إلى اعتبار الحرب مجرد امتداد للمواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وانه برغم طول مدة الحرب، يمكن حصر كلفتها الإجمالية داخل فلسطين فقط، دون تمدد للكلف.
الرأي السابق غير دقيق ابدا، ويقوم على مقارنة مع بقية المواجهات السابقة، لأن هذه المرة كانت مختلفة، ولو عددنا الأطراف التي تدخلت بالحرب، أو تأثرت لكانت كبيرة، والكل يدرك أن الحرب دفعت الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والالمان، وغيرهم للتدخل في الحرب، بشكل مباشر والشراكة مع إسرائيل، فيما كانت هناك دول شريكة وجبهات على ذات الخط من إيران، مرورا بالعراق، وسورية، ولبنان، واليمن، ووجود روسيا والصين في الظلال، وهناك دول تأثرت مباشرة بالحرب، مثل الأردن ومصر وكل جوار فلسطين التاريخي، فيما ارتداد الحرب امتد إلى دول غربية، والولايات المتحدة، وتركت تأثيرا على الإعلام والسياسات.
مشهد غزة، أقل من حرب عالمية، وأعلى من حرب ثنائية فلسطينية إسرائيلية، وإذا توقفت الحرب، فإن المؤكد ان التوقف مؤقت، لان الملفات ما تزال عالقة على صعيد القضية الفلسطينية والقدس، وما يتعلق بالمسجد الأقصى، وتوقف الحرب لا يعني طي الملفات بل جدولتها مؤقتا، فيما التوقف المؤقت سيدفع كل الأطراف لإعادة ترسيم خرائط القوة والنفوذ والصراع بعد استخلاصات الحرب، وما ظهر من نقاط قوة وضغف الدول، وتطلعاتها.
اما استمرار الحرب، فيعني أيضا الدخول لمرحلة مختلفة، من توسع الصراع، والانزلاق نحو سيناريوهات من نوع مختلف، حيث لا يعقل أن تستمر أطول مذبحة بشرية في هذه الدموية، وفي الوجه الثاني، صراع بين القوى، وارتداد على الدول القطرية، والقوى المحلية فيها، وهو ارتداد لا يمكن التحكم في درجاته إلى ما لا نهاية، خصوصا، ان تحليل مساحات حركة القوى المحلية في دول كثيرة، يؤشر على مخاطر متعددة، وعلى احتمالات مختلفة في هذا التوقيت.
الاىستخلاص يقول إننا في الحالتين، سواء توقفت الحرب مؤقتا، لان التوقف الإستراتيجي مستحيل، أو استمرت الحرب وتوسعت، فنحن أمام ظرف مختلف، حيث ان كل الدول تقرأ المشهد الإجمالي، ومشهدها الداخلي على ضوء استنتاجات وتقييمات حساسة، ولا يمكن في كل الأحوال أن تواصل مشوارها بذات الطريقة، دون الوقوف عند الدلالات المستقبلية.
القوى الكبرى، وتلك الصغرى، ستجلس منفردة أو مجتمعة لتحليل النتائج، والخروج بتوصيات سنراها على صعيد الخرائط الداخلية في الدول، وعلى صعيد خرائط الإقليم والعالم أيضا.
الغد
هذا يعني أن حرب غزة كانت تعني أمرين، أولهما الحرب مشهد مكثف لصراع القوى الإقليمية والدولية والذي تركز في غزة ومن خلال جبهات ثانية، وثانيهما أن مراجعات الدول لشؤونها الداخلية على ضوء قراءات مختلفة، ستكون الأعلى إذا توقفت الحرب، ويستحيل التعامل مع نتائج الحرب، باعتبارها مجرد مواجهة عابرة استمرت عدة أشهر في هذه المنطقة.
يجنح البعض إلى اعتبار الحرب مجرد امتداد للمواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وانه برغم طول مدة الحرب، يمكن حصر كلفتها الإجمالية داخل فلسطين فقط، دون تمدد للكلف.
الرأي السابق غير دقيق ابدا، ويقوم على مقارنة مع بقية المواجهات السابقة، لأن هذه المرة كانت مختلفة، ولو عددنا الأطراف التي تدخلت بالحرب، أو تأثرت لكانت كبيرة، والكل يدرك أن الحرب دفعت الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والالمان، وغيرهم للتدخل في الحرب، بشكل مباشر والشراكة مع إسرائيل، فيما كانت هناك دول شريكة وجبهات على ذات الخط من إيران، مرورا بالعراق، وسورية، ولبنان، واليمن، ووجود روسيا والصين في الظلال، وهناك دول تأثرت مباشرة بالحرب، مثل الأردن ومصر وكل جوار فلسطين التاريخي، فيما ارتداد الحرب امتد إلى دول غربية، والولايات المتحدة، وتركت تأثيرا على الإعلام والسياسات.
مشهد غزة، أقل من حرب عالمية، وأعلى من حرب ثنائية فلسطينية إسرائيلية، وإذا توقفت الحرب، فإن المؤكد ان التوقف مؤقت، لان الملفات ما تزال عالقة على صعيد القضية الفلسطينية والقدس، وما يتعلق بالمسجد الأقصى، وتوقف الحرب لا يعني طي الملفات بل جدولتها مؤقتا، فيما التوقف المؤقت سيدفع كل الأطراف لإعادة ترسيم خرائط القوة والنفوذ والصراع بعد استخلاصات الحرب، وما ظهر من نقاط قوة وضغف الدول، وتطلعاتها.
اما استمرار الحرب، فيعني أيضا الدخول لمرحلة مختلفة، من توسع الصراع، والانزلاق نحو سيناريوهات من نوع مختلف، حيث لا يعقل أن تستمر أطول مذبحة بشرية في هذه الدموية، وفي الوجه الثاني، صراع بين القوى، وارتداد على الدول القطرية، والقوى المحلية فيها، وهو ارتداد لا يمكن التحكم في درجاته إلى ما لا نهاية، خصوصا، ان تحليل مساحات حركة القوى المحلية في دول كثيرة، يؤشر على مخاطر متعددة، وعلى احتمالات مختلفة في هذا التوقيت.
الاىستخلاص يقول إننا في الحالتين، سواء توقفت الحرب مؤقتا، لان التوقف الإستراتيجي مستحيل، أو استمرت الحرب وتوسعت، فنحن أمام ظرف مختلف، حيث ان كل الدول تقرأ المشهد الإجمالي، ومشهدها الداخلي على ضوء استنتاجات وتقييمات حساسة، ولا يمكن في كل الأحوال أن تواصل مشوارها بذات الطريقة، دون الوقوف عند الدلالات المستقبلية.
القوى الكبرى، وتلك الصغرى، ستجلس منفردة أو مجتمعة لتحليل النتائج، والخروج بتوصيات سنراها على صعيد الخرائط الداخلية في الدول، وعلى صعيد خرائط الإقليم والعالم أيضا.
الغد
نيسان ـ نشر في 2024-05-05 الساعة 08:12
رأي: ماهر أبو طير