اتصل بنا
 

حمام الشيخ...

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2015-11-18 الساعة 18:19

نيسان ـ

في احدى المناسبات التي اعتقل فيها الاحتلال رائد المجاهدين وبقية صلاح الدين، هرع محاميه الى المركز الامني لمعرفة سبب اعتقاله بعد ان ارتدى ملابسه على عجل وحمل معه جرعة من القلق على شيخه.

وصل المحامي الى المركز الامني وكان في استقباله انعكاس الضوء على اسنان من اقلقه خبره، فكان كافيا لابطال الجرعة، حينها ابرقت عينا المحامي برقية مستعجلة لحبيبه الشيخ.."ما الذي حصل؟!"، فجاء الرد باشارة من الشيخ له بالاقتراب منه وكأنه يريد ان يبوح له بسر اعتقاله، حينها ظن المحامي ان الشيخ لايريد لاحد ان يسمع اعترافاته الخطيرة.

اقترب المحامي من الشيخ، ووضع يده بيده فشعر المحامي ببرودة في بطن يده، فنظر اليها فاذا هو مفتاح..

همس الشيخ في أذن محاميه قائلا "هذا مفتاح قفص الحمام..لم اطعمه اليوم..قل لاهل بيتي ان يطعموه"..نظر المحامي لعيون الشيخ وهز برأسه فزاد لمعان اسنانه.

اخذ الشيخ يروي تفاصيل اعتقاله من وادي الجوز المجاور للقدس التي احبها وارسل طيوره للتحليق فوق اقصاها بعد ان حرمه الاحتلال من الاقتراب من مسجدها.

واوصى الشيخ باطلاق طيوره حتى تحلق باقصى قدراتها على الطيران، ولترسل له صور مستعجلة عما يجري داخل الجدار، ولتمطر مقتحميه بما عافته بطونها.

واذا كان الشيخ قد اخرج من جيبه مفتاحا فان في جعته العديد من المفاتيح التي تفتح ابوابا نحو طرق اكثر وضوحا لشعبه من تلك التي وضعها له محتله واوعوانه.

وكلما كان يغلق الاحتلال بابا في وجه رائدنا، كانت ابوابا عديدة تفتح في وجه شعبه وتنير دربه.

وهاهو المحتل يستعد لاغلاق بابا جديدا من الابواب المظلمة في وجه شيخنا لكن سجانه لن يستطيع ان يمنع لمعان اسنانه.

نيسان ـ نشر في 2015-11-18 الساعة 18:19

الكلمات الأكثر بحثاً