اتصل بنا
 

السائح الذي كرّم الشجرة

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2024-05-07 الساعة 09:29

نيسان ـ وجّه لي بعض الأصدقاء لوماً بأني من أسباب انقلاب غابات عجلون إلى مقبرة نفايات عارمة. فأنا وحسب لوائح اتهامهم كنت من الذي روجوا في هذا الزاوية، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمواطن جمالها وطبيعتها الساحرة؛ الأمر الذي جعلها محجاً يقصده المتنزهون، ويأبى بعضهم إلا أن يتركوا بصمات لهم هناك تدل عليهم.
سعيد بهذه التهمة الغريبة العجيبة، ولكني حزين جدا أنّ غابات وربوعنا ومتنزهاتنا، وبدل أن نحفظها ونصونها نقلبها إلى مكب نفايات يثير سخطاً في النفوس العاشقة للخير والجمال. وهنا ينتابني سؤال واخز أوجهه لكل من يجرؤ ويترك خلفه تلك البصمات، هل يمكنك الرجوع الأسبوع القادم والتمتع بذات المكان وقد تركته ملوثا.
آلاف السياح حجوا إلى عجلون الجمعة الماضية. وهم في بيتهم ومحلهم ومرحب بهم، رغم أن غالبيتهم لا يفيدون المناطق من الناحية الاقتصادية إذ يأتون ومعهم لحمهم وفحمهم ولا يشترون كأس ماء من متجر هنك. لكن هذه الملاحظة ليست قضيتي الملحة الآن، مع أن الأصل أن نفكر بعقلية (ربح - ربح)، وأن نهتم بتنشيط اقتصاديات أهل تلك المناطق.
قضيتنا الساعة أننا نقتل الجمال الذي تمتعنا به، ولا نقيم وزنا لمعنى استدامته. فأحدهم مثلا علق كيس قمامته بجذع شجرة قيقب باذخة الجمال؛ فقلت في نفسي لعله كرّمها بهذه الميدالية وجازاها على احتوائها له ولعائلته لساعات طيبة.
الوضع بائس جداً. فأنا أقدر أن في أحراشنا ومتنزهاتنا مئات الأطنان من القمامة والبلاستيك، وتنظيفها يحتاج جهداً تكاملياً من الجميع. والحل لا يكون بحملات نظافة بروتوكولية يتقدمها مسؤول لا يكون هم المشاركين إلا صور (السلفي) لنشرها على مواقع التواصل. الحل أن نتبنى فضيلة ومبادرة: خذ كيسك معك.
حين نحلُّ على أي مكان هناك، دعونا نعمل على تنظيفه، وجمع نفاياته وحين نغادر ننظف خلفنا، ونحمل أكياسنا إلى أقرب حاوية. فالبلديات في تلك المناطق لا تستطيع أن توفر عامل وطن ينظف وراء كل زائر.
أراهن على لؤلؤة الخير في نفوس الزائرين. وأراهن أننا قادرون أن نشيع تلك الفضيلة بممارستنا لها والمواظبة عليها. فقط خذ كيسين أو أكثر معك ونظف ما استطعت. وهنا أدعو شباب تلك المناطق إلى تطبيق الفكرة، فما على الواحد منا سوى توزيع بعض الأكياس على المتنزهين، وحثهم على التنظيف بالعمل معهم. ومرة على مرة سنعتاد هذه الفضيلة، وستتكرس ثقافة النظافة في مجتمعنا.
الدستور

نيسان ـ نشر في 2024-05-07 الساعة 09:29


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً