اتصل بنا
 

المجهول شبه المعلوم!

نيسان ـ نشر في 2024-05-21 الساعة 08:08

نيسان ـ وفقاً لما في أذهاننا نحن الأردنيين والفلسطينيين فأن ما بعد الحرب على غزة، سيفضي في نهاية المطاف إلى حل تاريخي لقضية فلسطين يستند إلى جلاء الاحتلال وقيام الدولة الفسطينية على التراب الوطني الفلسطيني.
واقع الحال إقليمياً وعالمياً وإسرائيلياً يقول بغير ذلك، فدولة الاحتلال تترنح الآن وهناك إجماع داخل المجتمع الإسرائيلي مع اختلاف الرؤى تكتيكياً على حتمية تكريس الاحتلال وإن بصورة أقل حدة في غزة والضفة معاً، وبما لا ينطوي على تحميل الاحتلال أية تبعات حياتية إزاء الشعب الفلسطيني، أي احتلال وحسب!.
قمة العرب الأخيرة دعت إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إلا أن هذه الدعوة وكما تابعنا لم تحظ حتى بأي تعقيب غربي، والسبب ربما هو أن مؤتمراً كهذا سيستحضر قرارات الشرعية الدولية المجمدة منذ عقود، وهو ما لا يتفق مع إستراتيجية دولة الاحتلال.
أميركا على وشك الدخول في معترك الانتخابات الرئاسية، وهناك انقسام داخل الإدارة الأميركية والرأي العام الأميركي حول فلسطين، وهو انقسام تقول مختلف المؤشرات انه سيجعل الانتخابات هذه المرة مختلفة تماماً وتاريخياً عن جميع سابقاتها وقد تعود بالرئيس السابق "ترامب"، وقد كذلك تتخللها أعمال فوضى. أميركا اليوم ما عادت أميركا التي نعرفها على مدى مئة عام خلت!.
أٌوروبا من ناحيتها ليس بمقدورها فرض سلام لا تريده دولة الاحتلال إن لم يكن هناك موقف أميركي صلب في هذا الاتجاه، وهذا لن يكون كما تقول كل الشواهد والطوالع إن جاز التعبير.
هذا يعني أن الحرب ستطول كثيراً وقد ينقلها الاحتلال إلى مواقع أخرى كجنوب لبنان مثلاً، وربما إلى سورية كذلك، استناداً إلى الدعم الأمريكي غير المحدود وبوصلته ضمان بقاء إسرائيل وتفوقها العسكري على الجميع، وهؤلاء الجميع ولسوء الحظ وأعني بهم العرب، ليسوا موحدين في مواجهة ما ينتظرهم من مخاطر وتحديات، فالقطرية هي السائدة تماماً والإجماع نظري فقط!.
الدول النابهة وأخص منها الأردن الذي تعتبر قضية فلسطين قضية مركزية له، تبني حساباتها واستراتيجياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية على هذا السيناريو الذي لا يوجد سيناريو غيره حتى الآن، ومن يدري فالله يبدل من حال إلى حال في ثانية مثلاً.
خلاصة الأمر، نحن في المملكة الأردنية الهاشمية سنبقى في عين العاصفة لا عند حوافها، وعلينا أن نحتاط وأن نتوحد فالمفاجآت تأتي بغتة، وفي اتحادنا حول الأردن ونصرة فلسطين نجاة لنا من كل شر، وما أكثر الشرور في هذا الزمن.
الدولة تستقوي برجالها الأقوياء ذوي الإرادة الوطنية الأخلاقية القوية، والتاريخ شاهد، والمتحدون مع بلدانهم لا تفت في عضدهم أقوى القوى وأشد المخاطر، وعلينا أن نكون كذلك، وإلا فنحن "لا قدر الله"، نترك بلدنا تحت رحمة الظروف.
الله من أمام قصدي
الراي

نيسان ـ نشر في 2024-05-21 الساعة 08:08


رأي: شحادة أبو بقر

الكلمات الأكثر بحثاً