صحيح انه البنك العربي
نيسان ـ نشر في 2024-05-21 الساعة 19:05
نيسان ـ انا لا احب البنوك ولا أجيد التجارة وكلما سمعت أحدا يتفوه بجملة فيها كلمة بنك لفضا او ضمنا ينقلب مزاجي وأشعر بوجود كمين اقتصادي او توريطة في قرض او شك مرتجع او استفسار عن سبب عدم كفاية الرصيد وغيرها من المواقف التي لا تبعث على السرور .
بالنسبة للبنوك الكل عملاء لكنهم وبحسب ثنائية كارل ماركس يصنفوا صنفين الأول يشمل المودعون والثاني الساحبون وبلغة اخرى الدائنون والمدينون...الحق ان غالبية ما تكسبه البنوك يتحقق من ازدواجية معاملة هذه المؤسسات مع جمهورها فهي تمنح فائدة معقولة للودائع في حين انها تجني نسب فائدة عالية من المقترضين.
اليوم ومن دون تخطيط وجدتني ادخل مكتب مديرة احد فروع البنوك الكبيرة في السلط من اجل معاملة صرف شك وقد أحسست بالغربة بالرغم انني من اقدم عملاء هذا البنك وقد اقتضى الظرف ان افتح اول حساب لي في هذا البنك في صيف عام ١٩٧٧.
اعرف انني من أصحاب الدخل المحدود المتوسط وإنني استدنت من البنك مرارا وسهل بعض العاملين فيه معاملات الاقتراض والسداد لكني اعرف اني لك اتخلف وطوال ال ٤٧ عام عن دفع قسط مستحق ولم يعاد لي شك لعدم كفاية الرصيد ولا اظن ان في سجلي البنكي مخالفة واحدة ...
ما ازعجني حقا اني لم اشعر باي امتياز من امتيازات العلاقات الزبائنية التي تحاول البنوك تمتينها لعشرات الوسائل لقد طرحت التحية على مديرة الفرع وشرحت لها حاجتي وشيء عن اسمي وعلاقتي بالبنك فارشدتني الى ان اذهب الى بنك مجاور . .
شكرت السيدة على ردها واعتذارها وقبلت ارشاداتها وادرت محركات سيارتي التي كافحت لاجد لها موقفا في ساحة المصرف المكتظة وانا مطرق بالتفكير في برود العلاقة القائمة بين البنوك وزبائنها المقترضين وكيف بمكن ان تكون مثل هذه العلاقة لو كنت في بلد اخر ولي نفس السجل والتاريخ الذي لا يشوبه شائبة.
كانت وجهتي التالية البنك العربي فرع السلط .وعند الفرع الواقع على الكتف الشمالي لنفق الدبابنة في مدخل المدينة....من دون سابق معرفة وبالرغم انها المرة التي ادخل فيها فرعا من فروع هذا البنك الا انني شعرت وكأني أملك غالبية اسهمه فقد كانت مديرة الفرع التي رحبت بنا ترحيب الشيوخ بضيوفهم وهي واعية بانها تمثل مؤسسة مالية عريقة تحرص على الحفاظ على عملاءها واستقطاب المزيد كلما كان ذلك ممكنا.
في اقل من ربع ساعة تلقيت خدمة بنكية وانسانية عالية الجودة واجبتها على السؤال الذي طرحته حول انطباعاتي عن خدمة البنك العربي ولماذا لا أكون زبونا .اعرف ان هناك تفاوت في امزجة المدراء ومأمير الصناديق وضباط مكاتب خدمة العملاء ..لكني اعرف أيضا ان بعض إدارات البنوك ومجالسها لا تولي تطوير علاقة البنك بالعملاء العناية اللازمة...
اعرف ان ما قامت به السيدة المديرة ليس مؤشرا ولا برهانا على ان البنك العربي وكل من فيه على شاكلة هذه المديرة فقد يكون اسلوبها نتاج تربية وخبرة وميول لا علاقة للمؤسسة فيها ....
لكني اجد نفسي ومهما كانت الاحوال منحازا لهذا النمط من التعامل وتحمست لشكر السيدة المديرة على اللباقة العالية و مهنية إدارة الموقف واجادة فن التعامل واتمنى ان تهتم إدارات البنوك بالسمات والميزات التي يتحلى بها من هم على شاكلتها من العاملين...
بالنسبة للبنوك الكل عملاء لكنهم وبحسب ثنائية كارل ماركس يصنفوا صنفين الأول يشمل المودعون والثاني الساحبون وبلغة اخرى الدائنون والمدينون...الحق ان غالبية ما تكسبه البنوك يتحقق من ازدواجية معاملة هذه المؤسسات مع جمهورها فهي تمنح فائدة معقولة للودائع في حين انها تجني نسب فائدة عالية من المقترضين.
اليوم ومن دون تخطيط وجدتني ادخل مكتب مديرة احد فروع البنوك الكبيرة في السلط من اجل معاملة صرف شك وقد أحسست بالغربة بالرغم انني من اقدم عملاء هذا البنك وقد اقتضى الظرف ان افتح اول حساب لي في هذا البنك في صيف عام ١٩٧٧.
اعرف انني من أصحاب الدخل المحدود المتوسط وإنني استدنت من البنك مرارا وسهل بعض العاملين فيه معاملات الاقتراض والسداد لكني اعرف اني لك اتخلف وطوال ال ٤٧ عام عن دفع قسط مستحق ولم يعاد لي شك لعدم كفاية الرصيد ولا اظن ان في سجلي البنكي مخالفة واحدة ...
ما ازعجني حقا اني لم اشعر باي امتياز من امتيازات العلاقات الزبائنية التي تحاول البنوك تمتينها لعشرات الوسائل لقد طرحت التحية على مديرة الفرع وشرحت لها حاجتي وشيء عن اسمي وعلاقتي بالبنك فارشدتني الى ان اذهب الى بنك مجاور . .
شكرت السيدة على ردها واعتذارها وقبلت ارشاداتها وادرت محركات سيارتي التي كافحت لاجد لها موقفا في ساحة المصرف المكتظة وانا مطرق بالتفكير في برود العلاقة القائمة بين البنوك وزبائنها المقترضين وكيف بمكن ان تكون مثل هذه العلاقة لو كنت في بلد اخر ولي نفس السجل والتاريخ الذي لا يشوبه شائبة.
كانت وجهتي التالية البنك العربي فرع السلط .وعند الفرع الواقع على الكتف الشمالي لنفق الدبابنة في مدخل المدينة....من دون سابق معرفة وبالرغم انها المرة التي ادخل فيها فرعا من فروع هذا البنك الا انني شعرت وكأني أملك غالبية اسهمه فقد كانت مديرة الفرع التي رحبت بنا ترحيب الشيوخ بضيوفهم وهي واعية بانها تمثل مؤسسة مالية عريقة تحرص على الحفاظ على عملاءها واستقطاب المزيد كلما كان ذلك ممكنا.
في اقل من ربع ساعة تلقيت خدمة بنكية وانسانية عالية الجودة واجبتها على السؤال الذي طرحته حول انطباعاتي عن خدمة البنك العربي ولماذا لا أكون زبونا .اعرف ان هناك تفاوت في امزجة المدراء ومأمير الصناديق وضباط مكاتب خدمة العملاء ..لكني اعرف أيضا ان بعض إدارات البنوك ومجالسها لا تولي تطوير علاقة البنك بالعملاء العناية اللازمة...
اعرف ان ما قامت به السيدة المديرة ليس مؤشرا ولا برهانا على ان البنك العربي وكل من فيه على شاكلة هذه المديرة فقد يكون اسلوبها نتاج تربية وخبرة وميول لا علاقة للمؤسسة فيها ....
لكني اجد نفسي ومهما كانت الاحوال منحازا لهذا النمط من التعامل وتحمست لشكر السيدة المديرة على اللباقة العالية و مهنية إدارة الموقف واجادة فن التعامل واتمنى ان تهتم إدارات البنوك بالسمات والميزات التي يتحلى بها من هم على شاكلتها من العاملين...
نيسان ـ نشر في 2024-05-21 الساعة 19:05
رأي: د. صبري الربيحات