اتصل بنا
 

في ظلال الاستقلال

نيسان ـ نشر في 2024-05-26 الساعة 08:35

نيسان ـ هذه مناسبة عظيمة تستحق الاحتفال لان الاردن حافظ على استقلاله في وسط مضطرب.
العقدان الاخيران كانا غاية في الصعوبة فقد هبت أعاصير كثيرة اقتلعت كثيرا من الاشجار التي كنا نظن انها راسخة، شجرة الاردن ذات جذور صلبة امتزج فيها شعب مؤمن مع نظام متسامح في تشابك صاغته معاني العروبة والايمان بالامة وهي ان كانت هذه الامة في حالة ضعف وشتات لكنها تبقى إنك استكملت لها عناصر النهوض وستنهض. وان كانت تبدو خاملة.
يحتفل الاردن بالاستقلال وعينه على فلسطين البوصلة التي تواجه اخر اشكال الاستعمار والاحتلال، الذي تجمع في ابشع صوره ليظهر اوقح وجه اه على مر التاريخ، وإن كان الاردن يفرح في مناسبة استقلاله الا انه فرح بطعم المرارة لان ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من مذابح دانها العالم اجمع تجرعنا طعم المرارة والالم وسيبقى طعمها ينقص من فرحنا الى ان ياذن الله.
يمر الاستقلال الاردني والعالم يتغير، فاسرائيل التي تتباهى باجماع العالم حولها تعاني عزلة لم تشهدها منذ ٧٥ عاما وتعاني نقمة لم تواجهها منذ اصبحت كيانا فرضه الاستعمار بينما كان يغادر بلادنا.
هل انقشع الزيف؟ لا زالت الطريق طويلة كي يستقر العالم على زيف هذا الكيان ومرارة الخديعة التي لفت العالم بتزوير التاريخ.
مر الأردن بفترات صعبة كثيرة، ومر أيضًا بفترات راحة ورفاه لكن بالمقاييس كانت المصاعب والأزمات أكثر عددًا وأطول أمدًا، وصعوبتها تكمن في أنها مستوردة ومفروضة لكن ظل للاستقلال قيمته المتجـددة، والاحتفال به يعيد إلى الاذهان معاني السيادة والدول تتخذ منه مناسبة للانتاج والسعي للازدهار وتوطين الثروة وتحقيق الازدهار والمنعة لما كان يفعله الاستعمار بسلب السيادة ونهب الثروات ونشر التخلف والضعف والهوان.
منذ الاستقلال والاردن يواجه تحديات متعددة تجاوز معظمها بالتناقض معها، فتجاوز حدوده الجغرافية المعقدة بالانفتاح على العالم وواجه موارده المادية المحدودة بقواه البشرية وكان الانفتاح والتحرر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الحل.
انتقال الاردن من إدارة الازمات التي فرضت عليه كطريقة للنجاة من كل التحديات التي مرت على مدى العقود السابقة الى التخطيط قصير وبعيد الامد أو بمعنى آخر من الدفاع إلى الهجوم في ظل منافسة محمومة على مستوى المنطقة والعالم المتغير والتعامل مع أحداث وتقلبات ومفاجآت في بيئة لا تخضع للتوقعات
الاردن بلد صغير وفتي وفق مقاييس أعمار الدول الحديثة لكنه يستيقظ كل يوم على أزمات معظمها مستورد بعضها يعرقل نموه لكن كلها تزيده صلابة ومنعه وخبرة.
دول كثيرة وكبيرة في المنطقة اهتزت فقدت سيادتها الوطنية وبعضها فقد ما هو أكثر وأغلى من الثروات فقد السيادة والقرار.
ودول في طريقها لان تفقد الهيمنة والتفوق بعد ان خسرت معركة الاخلاق التي روجتها بفضل التضليل وسرقة الامال والاحلام.
انظروا الى وضع اسرائيل في عالم اليوم !!.
الرأي

نيسان ـ نشر في 2024-05-26 الساعة 08:35


رأي: عصام قضماني

الكلمات الأكثر بحثاً