غزة و'المُنا...كفون' العرب
نيسان ـ نشر في 2024-05-26 الساعة 17:03
نيسان ـ لم يكن "عبد الله بن أبي بن سلول" عندما عاد بثلث الجيش، ولم يشاركو في غزوة أحد، يريد للمسلمين الخير، ويخاف عليهم من الهزيمة وعلى نفوسهم من القتل، ولكنه كان "منافقاً" يبحث عن مبرر ليخذل المسلمين، ولو قرر المسلمون البقاء في المدينة وقاتلوا المشركين من داخلها، لبحث عن مبرر آخر يخذل به المسلمين خدمة للمشركين الذين يقتربون من المدينة لاستئصال الفئة المؤمنة إن استطاعوا.
لو كان ابن سلول مؤمناً حقيقياً وينتمي إلى دولة الإيمان، لكان موقفه واضحاً ولعرف أيهما أهدى، أن تقف مع أخيك وتنصره وانت ترى أهل الشر يطبقون عليه، متناسياً الخلاف إن كان هناك خلاف منطقي، أم القفز في حضن عدو الأمة تناصره بجهل أو بقصد وتفضله على أخيك، حباً في الدنيا وانحيازاً إلى الطاغوت..
عندما تقف مع عدو الأمة الظاهر، وتدعي أن الخلاف المذهبي البسيط هو السبب وأن مخالفك المذهبي يريد استئصالك، -مع أن بواعث هذا الخلاف انتهت منذ قرون، وانهدمت دولة الإسلام التي كان أسلافك في الفهم يتكادمون تحت خيمتها- فلا تقل إن هذا موقف ترجو منه حفاظك على أمتك، فالأمور ما عادت خافية على أحد، ووقوفك مع أعداء الأمة والغاصبين وجند الشيطان، لن يقنع أحداً بأنك تقف مع الحق والحرية، وأنك تقدم وجهة نظرك!! ..وأمام قتل الناس وإبادتهم بعشرات الألوف، ليس لمؤمن أن يجنح إلى الفلسفة ويدين أخاه المقتول بدعوى أنه قال لقاتله.. أرفض احتلالك.. وسأقاومك..!! ومن يجرّم المقاومة فهو حتماً في صف أميركا وربيبتها.
ولنكن على بينة، بأن الصراع في المنطقة ليس صراعاً مذهبياً، داخل دولة مسلمة، إذا انتصر مذهبك تسيدت على الأمة كما كان سابقاً في أثناء الحكم الاسلامي، ولكنه صراع دولي بين القوى الاستعمارية، وهم يستغلون المذهبيين للسيطرة على بلاد العرب والمسلمين، وإيران تقف مع طرف ضد الطرف الآخر، والطرف الآخر هو أميركا واسرائيل، وقد صار هذا واضحاً حتى للمواطنين في الغرب غير المهتمين بالسياسة،
...وبالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فهي تقف مع مصالحها ومصالح شعبها "فقط" وغير معنية بالمذاهب والمذهبية، ولأن قادتها يفهمون السياسة بشكل صحيح وعندهم هدف استراتيجي، يميلون إلى الطرف الذي يمكّنهم من تحقيق أهدافهم الكبرى وهي تحرير بلادهم من اليهود الغاصبين، وهذا مبرر قوي يشفع لهم ويبرر وقوفهم في هذا الصف، أما المتمذهب الساذج، عندما يقف مع أميركا وإسرائيل بحجة وقوفه ضد إيران كما يوجهه شيوخ الغفلة، وهو يعرف حق المعرفة أنهم يريدون اغتصاب فلسطين وتهجير أهلها وهدم المسجد الأقصى، فما هو مبرره؟ وأين يجد رخصته في الشرع!! أما إن كان يعيش في القرن الرابع الهجري، متجاهلاً الحاضر والتغيرات السياسية، وأن الأمة برمتها محتلة، وهي مرهونة للمستعمرين، والعرب والمسلمون منذ أكثر من قرن يتعرضون للإبادة!! فهذه طامة كبرى يغرق فيها الكثير، ولا يريدون القيام بأي حركة تنقذهم من الغرق..
إذا كانت بضاعة "تيارات التاريخ" المناكفة المذهبية، دعوها في إطارها التاريخي، وإطارها المكاني وفي جلساتكم الوجاهية، ولا تخرجونها إلى الواقع وتشوش على العاملين لتغيير واقع العرب والمسلمين البائس، والانتصار للشعوب المنكوبة منذ قرون بنهجكم الذي لا يعترف بتغيُّر الواقع ولا بتغير الزمن.. واخيراً لمصلحة مَن إشعال الخلاف المذهبي وكل أهل مذهب لا يعرفون عن الآخر إلا الكراهية التي تتفاعل على الفضاء الإلكتروني فقط، وكل واحد في بلد لا يرى الآخر وإن رآه يتعامل معه كعربي، وانما الخلاف هو بين القابعين في التاريخ أو في العالم الافتراضي..، والمشكلة أن كل تنافخهم وتكادمهم يصب في مصلحة أميركا وإسرائيل!!.
لو كان ابن سلول مؤمناً حقيقياً وينتمي إلى دولة الإيمان، لكان موقفه واضحاً ولعرف أيهما أهدى، أن تقف مع أخيك وتنصره وانت ترى أهل الشر يطبقون عليه، متناسياً الخلاف إن كان هناك خلاف منطقي، أم القفز في حضن عدو الأمة تناصره بجهل أو بقصد وتفضله على أخيك، حباً في الدنيا وانحيازاً إلى الطاغوت..
عندما تقف مع عدو الأمة الظاهر، وتدعي أن الخلاف المذهبي البسيط هو السبب وأن مخالفك المذهبي يريد استئصالك، -مع أن بواعث هذا الخلاف انتهت منذ قرون، وانهدمت دولة الإسلام التي كان أسلافك في الفهم يتكادمون تحت خيمتها- فلا تقل إن هذا موقف ترجو منه حفاظك على أمتك، فالأمور ما عادت خافية على أحد، ووقوفك مع أعداء الأمة والغاصبين وجند الشيطان، لن يقنع أحداً بأنك تقف مع الحق والحرية، وأنك تقدم وجهة نظرك!! ..وأمام قتل الناس وإبادتهم بعشرات الألوف، ليس لمؤمن أن يجنح إلى الفلسفة ويدين أخاه المقتول بدعوى أنه قال لقاتله.. أرفض احتلالك.. وسأقاومك..!! ومن يجرّم المقاومة فهو حتماً في صف أميركا وربيبتها.
ولنكن على بينة، بأن الصراع في المنطقة ليس صراعاً مذهبياً، داخل دولة مسلمة، إذا انتصر مذهبك تسيدت على الأمة كما كان سابقاً في أثناء الحكم الاسلامي، ولكنه صراع دولي بين القوى الاستعمارية، وهم يستغلون المذهبيين للسيطرة على بلاد العرب والمسلمين، وإيران تقف مع طرف ضد الطرف الآخر، والطرف الآخر هو أميركا واسرائيل، وقد صار هذا واضحاً حتى للمواطنين في الغرب غير المهتمين بالسياسة،
...وبالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فهي تقف مع مصالحها ومصالح شعبها "فقط" وغير معنية بالمذاهب والمذهبية، ولأن قادتها يفهمون السياسة بشكل صحيح وعندهم هدف استراتيجي، يميلون إلى الطرف الذي يمكّنهم من تحقيق أهدافهم الكبرى وهي تحرير بلادهم من اليهود الغاصبين، وهذا مبرر قوي يشفع لهم ويبرر وقوفهم في هذا الصف، أما المتمذهب الساذج، عندما يقف مع أميركا وإسرائيل بحجة وقوفه ضد إيران كما يوجهه شيوخ الغفلة، وهو يعرف حق المعرفة أنهم يريدون اغتصاب فلسطين وتهجير أهلها وهدم المسجد الأقصى، فما هو مبرره؟ وأين يجد رخصته في الشرع!! أما إن كان يعيش في القرن الرابع الهجري، متجاهلاً الحاضر والتغيرات السياسية، وأن الأمة برمتها محتلة، وهي مرهونة للمستعمرين، والعرب والمسلمون منذ أكثر من قرن يتعرضون للإبادة!! فهذه طامة كبرى يغرق فيها الكثير، ولا يريدون القيام بأي حركة تنقذهم من الغرق..
إذا كانت بضاعة "تيارات التاريخ" المناكفة المذهبية، دعوها في إطارها التاريخي، وإطارها المكاني وفي جلساتكم الوجاهية، ولا تخرجونها إلى الواقع وتشوش على العاملين لتغيير واقع العرب والمسلمين البائس، والانتصار للشعوب المنكوبة منذ قرون بنهجكم الذي لا يعترف بتغيُّر الواقع ولا بتغير الزمن.. واخيراً لمصلحة مَن إشعال الخلاف المذهبي وكل أهل مذهب لا يعرفون عن الآخر إلا الكراهية التي تتفاعل على الفضاء الإلكتروني فقط، وكل واحد في بلد لا يرى الآخر وإن رآه يتعامل معه كعربي، وانما الخلاف هو بين القابعين في التاريخ أو في العالم الافتراضي..، والمشكلة أن كل تنافخهم وتكادمهم يصب في مصلحة أميركا وإسرائيل!!.
نيسان ـ نشر في 2024-05-26 الساعة 17:03
رأي: صابر العبادي