نحو سماء واسعة ! قصائد .. لــ ِ / ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015-11-19 الساعة 16:42
( 1 ) زوبعة !
إنـّها " الزوبعة " ..
رمل و تراب و هواء ناشف و ضيق في الصدر !
إنـّها الزوبعة ،
أتوارى قليلا ً لكي تمر ّ ،
أنحني قليلا ً لكي لا تأخذني في طريقها ،
إنـّها " الزوبعة " !
...
إنـّها الزوبعة ،
في الفناجين والصحون والأباريق والشبابيك والشوارع ،
في البنايات و الحقول و المزارع ،
في أطراف الأصابع ،
إنـّها الزوبعة !
...
إنـّها فكرة الخفاء
ينثرها " ريح الكلام " فتغدو شاسعة ،
يرويها أنصاف ثقاة
أو أنصاف تقاة
أو أنصاف باعة وقت ٍ و أنصاف رواة ٍ
فتصير في الأرجاء جملة ً ناصعة ْ
وتغدو " شائعة ْ " !
...
إنـّها حصـّة في الكُرْه ِ
أو حصـّة في التيه ِ
أو إنـّها خلط لــ ِ وجوه مقنـّعة
أو كشف ٌ لــ ِ ذاكرة ٍ موجـَعَة !
...
إنـّها " الزوبعة "
أغلق ُ الشبابيك دونها
و أترك روحي لسماء ٍ واسعة ْ !
( 2 ) خـُذ الفاكهة !
خـُذْ الفاكهة ،
والنساء المُبهجات
اسرقهن ّ إن شئت َ
أو خـُذ ياقوتهنّ إن شئن َ ،
خـذ ما تحبّ من الهواء ِ
والماء العذب ِ َ
والطرقات ِ ،
خـُذ ما شئت من ساعات العصر
والأوقات ،
خـُذ مفاتيح الدروب
و رسائل الصبايا
و اقطف عنب جدائلهن ّ إن شئت َ
أو إن ْ شئن َ ،
خـُذ دفاتر َ اللغة ِ اليتيمة ِ
و أقلام َ الولد البهيّ
و مقاعد َ الحصّة ِ التاسعة ِ
في رحلة ما بعد الظهر ،
خُـذ الذهاب َ و الإياب َ
و تـَوَل ّ َ أمر حضورنا والغياب ْ ،
خـُذ رائحة الورد في حصّة الرسم
وانزع ما تراه شائكا ً في دفتر الحساب ْ !
خُـذ ْ واسرق ما شئت
أو حين تشاء ،
لكن في درب رحيلك :
اترك لنا رغيف َ خبزنا
و مقعدا ً على رصيفنا
أو حجرا ً نركن إليه ،
أو طاولة نقرأ أصابعنا عليها
في هذه الدنيا اليباب ْ !
( 3 ) ولد ٌ أوجَعَتـْه ُ المدرسة ْ !!
لا أسماء كثيرة ،
لا أسماء عندي
في دفتر التدوين
لا أسماء تكفي ، مثلا ً
لكي أسمّي الحياة بأسمائها
أو أسمّي الماء بأسمائها
أو أسمّي أوقات َ الخبز ِ بأسمائها !
لا شيء كثيراً
أو لا شيء قليلا ً
والأشياء لا تكفي لكي نعدّ الأرغفة ْ!
لا وقت كثيراً
أو لا وقت قليلا ً
والأوقات لا تكفي لكي نوزّع الأغلفة ْ:
هنا غلاف ٌ لدفتر البهجة
أهلكه التلف ،
هنا غلاف ٌ لدفتر المقامات
صار غريباً ،
فلا تحفل ُ الآن بالعازفين الأرصفة ْ !
و أعين الناي فقدت ماءها ،
هنا غلاف ٌ لدفتر الميتات
لا ينفع الدفتر
يضيق كثيرا ً و أكثر
لا يتّسع لغير نافذة واحدة
أخذت جيرانا ً من طرف الشارع !
هنا دفتر الأحياء ،
إذا ً ، نعدّهم
فلا نرى سوى :
هنا حزن يترصّد
هنا امرأة سرقوا شالها
هنا ولد أوجعته المدرسة ْ
هنا شبابيك الهوى
بلا حارس
أو بلا حارسة ْ !
لا أسماء تكفي للبكاء
في دفاترنا
لا أشياء تكفي للشجن !


