اتصل بنا
 

منذر النوافعة موصيا ابنته الطبيبة إيمان في يوم تخرجها : عليك بالتواضع وإياكِ والفتوى بغير علم

نيسان ـ نشر في 2024-05-29 الساعة 16:27

x
نيسان ـ نسج منذر سليمان النوافعة بمشاعر ممزوجة بالفخر والزهو وصايا وقلدها في عنق ابنته الدكتورة إيمان في يوم تخرجها من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وحصولها على درجة البكالوريوس في الطب البشري، في مشهد تتجلى به روح لقمان الحكيم ووصاياه لابنه.
شكل النص الأدبي الباذخ في جماله وبهائه ووصاياه الأبوية منهجية مهنية لطبيبة تقف اليوم على رؤوس أصابعها فرحاً بما حصدت من علم، بعد سنوات من التعب والكد والجهد، مانحة أسرتها بعامة وأبيها خاصة نهراً من فرح وسعادة، صارت معه أوجاع الحياة على كثرتها مجرد سطر في كتاب اسمه (طبيبتنا إيمان) .
لا يخفي الأب منذر فرحه واعتزازه بابنته وهو يراها ترتدي ثوبها الأبيض، وعيونها على المستقبل، وهو في هذا وذاك إنما يجسد بعفوية إنسانية أصدق ما فينا من محبة متدفقة لا يثنيها عارض عن مواصلة دربها بعزم لا يقبل إلا النجاح.
وتاليا ما أدرجه الأب المهذب في حنانه منذر النوافعة:
لا أنكر أن رسائل منذر الأدبية أخذتني كثيراً، واستقرت بأقرب كسر عشري للفرح، كيف لا وهو الذي عرف أوجاع الحياة ولواعجها مبكراً، ثم صاغ منها عقداً من ياسمين،
ابنتي الغالية الدكتورة إيمان : مبارك نجاحك الذي نثر السعادة على العائلة والمحبين، فقد أنهيت اليوم مسيرتك الجامعية بتخرجك من كلية الطب البشري جامعة العلوم والتكنولوجيا ، الحاضنة للنخبة من أبناء الوطن، اليوم تحقق الحلم الذي ترعرع في داخلك منذ الطفولة وسيرا على النهج والوعد والبذل والتضحية، تحقق الحلم لكل فرد بالعائلة بعد ان أصبح حقيقة بإنضمامك لركب المعشر الطبي، ويقيني أن عواصف التعب والارهاق الممزوجة ببراكين السهر والحرمان قد انتهت، الدكتورة إيمان مشروع بدأ بأمنية منذ الطفولة وتحقق بواقع لجهد وتصميم، فغدير التهاني من المحبين صنع من لحن المحبة جدارية للسعادة.
دعيني أعترف لكِ اليوم أنك شكلتِ منعطفا خاصا بمسيرة العائلة، بؤرة الاهتمام بكل خطواتكِ، ممزوجة بحرص لرصف الطريق وتمهيده لمسيرتكِ منذ البدايات المدرسية حتى اليوم؛ كنتِ الطبيب الصغير في حفل تخرجك من الروضة والمرحلة الابتدائية، ارتديتِ الثوب الأبيض وسماعة الطبيب تزين عقد الرقبة في حفل المدرسة بالمرحلة الثانوية؛ مؤشرات لها من المعاني لتجعل مني مساحة وطن كبيرة لمن سكن القلب والفؤاد، لمن امتلك اللب والعقل، حيث يكبر الوطن بإنجاز ساكنيه، وعندما يكون القدوة، يصنع الفرق للعائلة، ليكون الوطن آمناً، مستقراً، مطمئناً، فالكلمات أسيرة للمعاني، وربما تعجز أحيانا عن ترجمة الذات، وعندما أرى نسمات العبير بالمحبة الصادقة من القلب الحاضن للحب، أجد ذاتي وقد ملكتُ الدنيا، القدوة والمثل والمرجع للإستئناس، ابتسامتك بنيتي لها معنى مختلف، وقُبْلَتُكِ ذات عليل ينعش الروح ويعيد الأمل لمساره على درب السعادة.
إبنتي الغالية الدكتورة إيمان : بعد أيام ستبدأين أولى خطواتكِ العملية بمشوار المهنة فسنة الامتياز التمهيدية للحياة العملية الحقيقية باستقلال، ستبدأين باستقبال المرضى وأخذ السيرة المرضية بهدف التشخيص للعلاج والشفاء، لأنك الأمل لكل مريض، خطوة أولى مهمة تستحق الوقوف على أطلالها بكل حرفية، فأنتِ الطبيب والعلاج، بلسم الأمل ونبض المستقبل، تبنين محطات السعادة بالزمن والوقت، فاحرصي على التواضع والهدوء، تذكري قَسَمُ مهنة الطب بواجب الاخلاص وبذل الجهد دون تمييز، كوني شريكة بالرأي وتعاوني مع الزملاء ليكون الأداء بأبهى معانيه، حافظي على ابتسامتك المعهودة التي هي عنوان السلوك للطبيب الحكيم، ففيها سحر يشفي من المرض ويساعد على إعادة الأمل، تعلمي امتصاص نوبات العصبية والغضب وبعض الكلمات التي تترجم عصبية المريض ومرافقيه، فاستميحي العذر لمحتاج الرعاية بسبب أنينه وألمه، إياكِ والفتوى بغير علم ومعرفة لأن حياة الانسان ليست مقاصة ويمنع الاجتهاد بمعطياتها، بل كوني متابعة لكل جديد فمهنة الطب هي مهنة تضحيات، فبارك الله لكِ ورعاكِ لمستقبل يليق بكِ.
إبنتي الغالية الدكتورة إيمان : مهنة الطب إنسانية بكل تفاصيلها، واليوم قد أصبحتِ رسولا يترجم معانيها وأهدافها، فكوني على قدر التحدي وحُسن الظن، اريدك قيمة تاريخية يجب احترامها، وقد عهدتك لا تصدقين الكذبة التي ترضيكِ، لا تكذبين الحقيقة التي تغضبك، لا تكسرين قلباً رق لك يوماً، فلحظات الود لها عليك الف حق، وتذكري دائما أنه يمنع تحت طائلة الأخلاق إعطاء أملاً كاذبا لاحد فالرفض الواضح خيرا بكثير من الوعود الزائفة برسم التحقيق، وتذكري أن الأيام تسير بسرعة ولا تنتظري ليكون خيارك باختصاص المستقبل برغبة وقدرة على العطاء?هو العنوان القادم.
إبنتي الغالية الدكتورة إيمان : تلك الليالي وأيام السهر قد ولت، وأيام الحصاد قد أقبلت، سنوات العمر لم تذهب هدراً؛ اليوم أراجع شريط الذكريات وأقدر مدى مساهمتكِ بنجاح العائلة بعد تحديات وظروف عصفت بالمسيرة، لكنها لم توقفها أبداً بل كانت الوقود الذي دفع عرباتها فكنتِ الجزء والكل والأهمّ أنكِ قد نجحتِ وأصبحتِ الطبيبة المتميزة، فخورٌ بكِ وعنادكِ وتصميمكِ؛ مزيج صنع الفرق وتأكدي أن الأيام القادمة حُبلى بالخير، والنجاح حصري لأصحاب الطموح؛ الدكتورة إيمان حقيقة أرست بأهدابها على شواطىء المهنة الانسانية الأولى ودعيني أعترف لك مجددا أنكِ جعلتِ من ذاتي الرجل الأغنى وللحديث بقية. انا وأنتي نهدي هذه الشهاده إلى الروح الطاهره التي كانت تنتظر هذا اليوم روح والدي وجدكي عليه رحمة الله

نيسان ـ نشر في 2024-05-29 الساعة 16:27

هذه المادة برعاية: استوديوهات وليد خرمة.
لتصوير مناسباتكم الاجتماعية ونشرها مجانا في صحيفة نيسان الاخبارية، الاتصال على رقم 0777801414

الكلمات الأكثر بحثاً