إيران .. حليف أم مشروع؟
سميح المعايطة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2024-05-30 الساعة 07:34
نيسان ـ منذ أن سقطت طائرة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته لم تتوقف التحليلات التي تتحدث عن تأثيرات هذا القدر "السياسي" الذي قدره الله تعالى على إيران وبنية نظامها السياسي، وهناك من يرى تأثيرات وخاصة أن الرئيس الإيراني كان مرشحا لخلافة مرشد الثورة وهناك من يرى الأمر حدثا سياسيا مهما لكنه ليس نقطة تحول في بنية النظام السياسي الإيراني.
وبالنسبة لنا، نحن العرب وخاصة في إقليمنا، فإن البعض من الجمهور العربي يراها صديقا لأنها تساعد حركات فلسطينية، دون أن يقف هؤلاء على الدور العدواني والسلبي لإيران من وجهة نظر شعوب عربية مثل الشعب السوري وفئات من الشعب العراقي التي تعرضت للموت على يد إيران عبر مليشيات تابعة لها، أو حتى فئات من الشعب اللبناني ترى في إيران مصدرا مهما للوضع المتردي للبنان سياسيا واقتصاديا.
وهناك من يرى إيران عدوا حقيقيا للعرب وأنها دولة تعمل على خدمة مشروع نفوذ فارسي في المنطقة العربية، وانه حتى دعمها لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية فإنها جزء من سعيها لامتلاك نفوذ في القضية العربية الأهم، واحتلال مساحة إيجابية لدى الشعوب عبر استغلال قضية فلسطين.
في قائمة الشعوب العربية شعوب تعرضت للقتل والتشريد ومشاريع إبادة طائفية على أيدي الحرس الثوري وفيلق القدس ومليشيات إيرانية عربية وغير عربية مثل الشعب السوري والعراقي واليمني، وشعوب ودول عربية تتعرض لمحاولات عبث بأمنها واستقرارها بواسطة الأسلحة والخلايا المسلحة وحرب المخدرات، ونحن في الأردن منها، وأخرى ترى في إيران الحليف من ذات الخطر وهو الحرس الثوري مثل فصائل غزة وموالين لها، وأيضا تجمعات سياسية وعسكرية عربية مثل حزب الله ومن يتبعه من شيعة لبنان والحوثيين وفصائل عراقية موالية لإيران واليمن.
ربما لن يكون سهلا إزالة التناقض بين حالتين في عالمنا العربي حول إيران، لكن فهم الحالة سهل لأن إيران واضحة بينما نحن العرب نحاول فهمها وفق ما نحتاج وليس وفق المضمون الإيراني.
إيران دولة فارسية لديها مشروع نفوذ وتوسع في الإقليم، وأي سلاح يخدم مشروعها لا تتردد في استخدامه، فإذا كان قتل الشعب السوري مثلا يعزز نفوذها في سورية فهي تفعل هذا، وإن كان تقديم سلاح للجهاد الإسلامي وحماس يخدمها تفعل هذا، وإن كان تفكيك الدولة اللبنانية عبر تحويل حزب الله إلى دولة داخل دولة وعلى حساب فكرة الدولة في لبنان يخدمها فهي تفعل، وكذلك اليمن والعراق والبحرين.
فلسطين وولاية الفقيه ومساندة أنظمة مثل النظام السوري أو صناعة مليشيات في دول أو تهريب المخدرات كلها أدوات مشروعة تستخدمها إيران، يضاف إليها عقد صفقات مع أميركا في أي مرحلة مثلما فعلت بعد الاحتلال الأميركي للعراق ومثلما فعلت بعد بدء العدوان على غزة وما زالت.
إيران تمارس التقية السياسية لكنها بعد عشرات السنين من مشروعها الفارسي الجديد واضحة، لكننا نحن العرب من نحاول أن نراها ملاكا وحليفا لأننا نحتاج حلفاء، ولهذا فموت أي رئيس أو مرشد مثل الحادثة الأخيرة ليس قادرا على تغيير جوهر النظام الإيراني إلا في مجال صراعات النظام الفارسي الداخلي أما نحن العرب فلسنا أكثر من ساحة وأدوات تعمل إيران على استغلالنا وفق قضية كل بلد من بلداننا.
الغد
وبالنسبة لنا، نحن العرب وخاصة في إقليمنا، فإن البعض من الجمهور العربي يراها صديقا لأنها تساعد حركات فلسطينية، دون أن يقف هؤلاء على الدور العدواني والسلبي لإيران من وجهة نظر شعوب عربية مثل الشعب السوري وفئات من الشعب العراقي التي تعرضت للموت على يد إيران عبر مليشيات تابعة لها، أو حتى فئات من الشعب اللبناني ترى في إيران مصدرا مهما للوضع المتردي للبنان سياسيا واقتصاديا.
وهناك من يرى إيران عدوا حقيقيا للعرب وأنها دولة تعمل على خدمة مشروع نفوذ فارسي في المنطقة العربية، وانه حتى دعمها لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية فإنها جزء من سعيها لامتلاك نفوذ في القضية العربية الأهم، واحتلال مساحة إيجابية لدى الشعوب عبر استغلال قضية فلسطين.
في قائمة الشعوب العربية شعوب تعرضت للقتل والتشريد ومشاريع إبادة طائفية على أيدي الحرس الثوري وفيلق القدس ومليشيات إيرانية عربية وغير عربية مثل الشعب السوري والعراقي واليمني، وشعوب ودول عربية تتعرض لمحاولات عبث بأمنها واستقرارها بواسطة الأسلحة والخلايا المسلحة وحرب المخدرات، ونحن في الأردن منها، وأخرى ترى في إيران الحليف من ذات الخطر وهو الحرس الثوري مثل فصائل غزة وموالين لها، وأيضا تجمعات سياسية وعسكرية عربية مثل حزب الله ومن يتبعه من شيعة لبنان والحوثيين وفصائل عراقية موالية لإيران واليمن.
ربما لن يكون سهلا إزالة التناقض بين حالتين في عالمنا العربي حول إيران، لكن فهم الحالة سهل لأن إيران واضحة بينما نحن العرب نحاول فهمها وفق ما نحتاج وليس وفق المضمون الإيراني.
إيران دولة فارسية لديها مشروع نفوذ وتوسع في الإقليم، وأي سلاح يخدم مشروعها لا تتردد في استخدامه، فإذا كان قتل الشعب السوري مثلا يعزز نفوذها في سورية فهي تفعل هذا، وإن كان تقديم سلاح للجهاد الإسلامي وحماس يخدمها تفعل هذا، وإن كان تفكيك الدولة اللبنانية عبر تحويل حزب الله إلى دولة داخل دولة وعلى حساب فكرة الدولة في لبنان يخدمها فهي تفعل، وكذلك اليمن والعراق والبحرين.
فلسطين وولاية الفقيه ومساندة أنظمة مثل النظام السوري أو صناعة مليشيات في دول أو تهريب المخدرات كلها أدوات مشروعة تستخدمها إيران، يضاف إليها عقد صفقات مع أميركا في أي مرحلة مثلما فعلت بعد الاحتلال الأميركي للعراق ومثلما فعلت بعد بدء العدوان على غزة وما زالت.
إيران تمارس التقية السياسية لكنها بعد عشرات السنين من مشروعها الفارسي الجديد واضحة، لكننا نحن العرب من نحاول أن نراها ملاكا وحليفا لأننا نحتاج حلفاء، ولهذا فموت أي رئيس أو مرشد مثل الحادثة الأخيرة ليس قادرا على تغيير جوهر النظام الإيراني إلا في مجال صراعات النظام الفارسي الداخلي أما نحن العرب فلسنا أكثر من ساحة وأدوات تعمل إيران على استغلالنا وفق قضية كل بلد من بلداننا.
الغد
نيسان ـ نشر في 2024-05-30 الساعة 07:34
رأي: سميح المعايطة كاتب أردني