استثمار سعودي من نوع آخر!
محمود خطاطبة
صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد
نيسان ـ نشر في 2024-05-30 الساعة 08:55
نيسان ـ يقوم المسؤولون في الشقيقة السعودية بزيارات «مكوكية»، إلى العديد من دول المنطقة، خصوصًا المجاورة لها، لتحقيق أهداف وضعتها الرياض، من أجل جذب مستثمرين، لكن بطريقة مختلفة نوعًا ما، أو بمعنى آخر استثمار من نوع آخر، يقف على رأسه التركيز أكثر على خبراء وأصحاب مهن وصناعة.
آخر الزيارات «المكوكية»، تلك التي قام بها وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر بن إبراهيم الخريف، مؤخرًا إلى الأردن، لإيصال رسالة لصناع القرار، ورجالات القطاع الخاص، بأن بلاده جادة بالفعل، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من الاستثمار، خاصة المتعلقة بالأمن الغذائي، وقطاعات التعدين، والطاقة، والأدوية.
الوزير الخريف، في جلسة مغلقة مع نخبة من قادة الرأي والإعلام المهتمين بالشأنين الاقتصادي والصناعي، وبحضور نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، سلط الضوء على ما تُريده السعودية، مُلخصًا إياها بما ذُكر سابقًا، بالإضافة إلى التركيز على موضوع التصدير، والوصول إلى أسواق خارجية أكثر، شريطة أن تكون مرتبطة بالجودة والنوعية، لتُصبح الشقيقة السعودية في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
خطوة أكثر من رائعة، تلك التي أقدم عليها الوزير الخريف وفريقه، تؤكد من جديد أن الرياض ماضية، وبكل ما أوتيت من قوة، في سبيل الاستغناء عن الاهتمام في النفط فقط.. وأنها جادة بالفعل، وتعد العدة، وتُهيئ البنى التحتية اللازمة، من أجل إنجاح مُخططها في الاستثمار.
السعودية لا تُريد البحث عن جلب مزيد من الأموال، بل تُريد خبراء وكفاءات ومختصين، وأصحاب مهن وصناعة.. وكأن لسان حال مسؤوليها واضح، لا لُبس فيه، يتمثل بأنهم يُريدون الاستثمار بصاحب الصنعة والمهنة فقط، وهو ما أكده الوزير الخريف أثناء حديثه في تلك الجلسة.
عندما تُفتح الأبواب أمام أصحاب الخبراء والمهن، فذلك يختصر الكثير، خصوصًا أن السعودية تملك موقعًا جغرافيًا مميزًا، ولديها مواد خام كافية، لا بل كثيرة، والبنى التحتية المهيأة والمطلوبة لجميع المجالات أو القطاعات، وكوادر بشرية، باتت شبه مؤهلة لتحقيق الأهداف التي وضعتها الرياض، فضلًا عن وعود جادة «مُقوننة» بالمحافظة على مصالح المستثمر.
السعودية تمضي، بكل نجاح، لتحقيق توجهاتها في مجال الاستثمار، وتركز بالطرق المشروعة كافة على الخبراء في القطاع الخاص، خصوصًا في الأمن الغذائي والطاقة والأدوية، والتعدين.. والقطاع الأخير، أي التعدين، الأردن له باع طويل فيه، ويُعتبر من السباقين من دول المنطقة فيه.
نأمل أن يلتقط المسؤولون الأردنيون، ما ينعم به وطننا من ثروات، الاستثمار بها سهل جدًا، شريطة أن يكون هُناك إرادة وقرار، وقبل ذلك حب الوطن والإخلاص إليه.. لا مجرد كلمات لوزراء أو مسؤولين، يدلون بها على عجل، في مُناسبات يحضرها مُمثلون عن الكثير من الدول، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، ويريدون الخلاص من كلمات مكتوبة على قصاصة من الورق!.
نأمل من مسؤولينا التقاط الرسالة أو الإشارة، فالشقيقة السعودية، التي تملك من المال ما تملك، تُريد الاستثمار بالخبراء وأصحاب المهن والصنعة.. ونحن غير مُبالين ولا مُهتمين بالاستثمار بما نمتلك من هذه الفئات، لا بل يتم «ركنهم» على الرف أو إبعادهم، حتى أنه لا تتم استشارتهم.
الخلاصة أن الاستثمار بالبشر أفضل وبكثير من الاستثمار بالمال، فمن يملك اقتصادًا قويًا يملك أمنًا قويًا.. وهذا الأمر تنبهت إليه السعودية جيدًا، وتعمل على تطبيقه.
(الغد)
آخر الزيارات «المكوكية»، تلك التي قام بها وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر بن إبراهيم الخريف، مؤخرًا إلى الأردن، لإيصال رسالة لصناع القرار، ورجالات القطاع الخاص، بأن بلاده جادة بالفعل، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من الاستثمار، خاصة المتعلقة بالأمن الغذائي، وقطاعات التعدين، والطاقة، والأدوية.
الوزير الخريف، في جلسة مغلقة مع نخبة من قادة الرأي والإعلام المهتمين بالشأنين الاقتصادي والصناعي، وبحضور نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، سلط الضوء على ما تُريده السعودية، مُلخصًا إياها بما ذُكر سابقًا، بالإضافة إلى التركيز على موضوع التصدير، والوصول إلى أسواق خارجية أكثر، شريطة أن تكون مرتبطة بالجودة والنوعية، لتُصبح الشقيقة السعودية في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
خطوة أكثر من رائعة، تلك التي أقدم عليها الوزير الخريف وفريقه، تؤكد من جديد أن الرياض ماضية، وبكل ما أوتيت من قوة، في سبيل الاستغناء عن الاهتمام في النفط فقط.. وأنها جادة بالفعل، وتعد العدة، وتُهيئ البنى التحتية اللازمة، من أجل إنجاح مُخططها في الاستثمار.
السعودية لا تُريد البحث عن جلب مزيد من الأموال، بل تُريد خبراء وكفاءات ومختصين، وأصحاب مهن وصناعة.. وكأن لسان حال مسؤوليها واضح، لا لُبس فيه، يتمثل بأنهم يُريدون الاستثمار بصاحب الصنعة والمهنة فقط، وهو ما أكده الوزير الخريف أثناء حديثه في تلك الجلسة.
عندما تُفتح الأبواب أمام أصحاب الخبراء والمهن، فذلك يختصر الكثير، خصوصًا أن السعودية تملك موقعًا جغرافيًا مميزًا، ولديها مواد خام كافية، لا بل كثيرة، والبنى التحتية المهيأة والمطلوبة لجميع المجالات أو القطاعات، وكوادر بشرية، باتت شبه مؤهلة لتحقيق الأهداف التي وضعتها الرياض، فضلًا عن وعود جادة «مُقوننة» بالمحافظة على مصالح المستثمر.
السعودية تمضي، بكل نجاح، لتحقيق توجهاتها في مجال الاستثمار، وتركز بالطرق المشروعة كافة على الخبراء في القطاع الخاص، خصوصًا في الأمن الغذائي والطاقة والأدوية، والتعدين.. والقطاع الأخير، أي التعدين، الأردن له باع طويل فيه، ويُعتبر من السباقين من دول المنطقة فيه.
نأمل أن يلتقط المسؤولون الأردنيون، ما ينعم به وطننا من ثروات، الاستثمار بها سهل جدًا، شريطة أن يكون هُناك إرادة وقرار، وقبل ذلك حب الوطن والإخلاص إليه.. لا مجرد كلمات لوزراء أو مسؤولين، يدلون بها على عجل، في مُناسبات يحضرها مُمثلون عن الكثير من الدول، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، ويريدون الخلاص من كلمات مكتوبة على قصاصة من الورق!.
نأمل من مسؤولينا التقاط الرسالة أو الإشارة، فالشقيقة السعودية، التي تملك من المال ما تملك، تُريد الاستثمار بالخبراء وأصحاب المهن والصنعة.. ونحن غير مُبالين ولا مُهتمين بالاستثمار بما نمتلك من هذه الفئات، لا بل يتم «ركنهم» على الرف أو إبعادهم، حتى أنه لا تتم استشارتهم.
الخلاصة أن الاستثمار بالبشر أفضل وبكثير من الاستثمار بالمال، فمن يملك اقتصادًا قويًا يملك أمنًا قويًا.. وهذا الأمر تنبهت إليه السعودية جيدًا، وتعمل على تطبيقه.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2024-05-30 الساعة 08:55
رأي: محمود خطاطبة صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد