اتصل بنا
 

مؤتمر 'الاستجابة الإنسانية لغزة' تأكيد على دور الأردن الإنساني الفاعل تجاه الأشقاء في غزة

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-06-04 الساعة 10:31

x
نيسان ـ - منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها العدوان الاسرائيلي على غزة في (7 اكتوبر / تشرين الاول 2023) وقف الاردن وقفة رجل واحد خلف القيادة الهاشمية بأداء متناسق وجهد مكثف ومتواصل، بدأه جلالة الملك عبدالله الثاني باتصالات هاتفية تلقاها من الرئيس الامريكي في اليوم الاول ثم اتصالات هاتفية في اليوم الثاني (8 اكتوبر) مع قادة كل من مصر وفلسطين والامارات والعراق وفرنسا ورئيس الوزراء الكندي).. وجهود أردنية واتصالات على صعيد وزارة الخارجية ومواقف أردنية على صعيد الاعيان والنواب والنقابات وكافة قطاعات الدولة... لتتواصل بعدها جهود الاردن - ولا زالت - بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل: (وقف فوري للعدوان على غزة - ايصال المساعدات - منع مخططات التهجير).
- البعد الانساني في مواجهة العدوان الاسرائيلي على غزة ركّز عليه الاردن في خطابه السياسي والدبلوماسي، ثم في السردية الاعلامية، والاردن يختلف في كل ذلك عن كثير من الدول ويتقدم عليها كونه يقرن الاقوال بالافعال في الجانب الانساني ولا تتقدم عليه أية دولة، والشواهد على ذلك كثيرة سوف نتعرض لها في هذه القراءة والمتابعة من «مركز الدستور للدراسات الاقتصادية» للدور الانساني الذي قام ويقوم به الاردن - لا منّة - بل نصرة للاشقاء في غزة وفلسطين، بالقدر الممكن والمتاح بطاقته وفوق طاقته، في مواجهة التعنت الاسرائيلي واغلاق كل المنافذ للحيلولة دون وصول المساعدات، في جريمة ابادة جماعية يرتكبها العدو الاسرائيلي على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي بات يشاهد بأم عينيه كيانا يرى نفسه فوق كل القوانين والاعراف الدولية والاخلاقية والانسانية.
الأردن قرن الاقوال بالأفعال حين حذّر جلالة الملك ولا زال في جميع لقاءاته ومحادثاته مع قادة وزعماء العالم منذ اليوم الأول من التداعيات الانسانية والخطر المحدق بالابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ..ودفع بقوافل وشحنات المساعدات ولا يزال.. واخترق الحصار بأول انزال جوي ليستمر بتلك الانزالات حتى اليوم منفردا أو بتشاركية مع دول شقيقة وصديقة.
الأردن دولة شارك ملكها شخصيا بانزالين جويين للمساعدات على غزة.. وكان الخطاب الانساني حاضرا في جميع لقاءات وكلمات جلالته، وما كتبه لأكثر من مرة في الـ «واشنطن بوست» وغيرها، محذرا جلالته من الكارثة الانسانية التي يتعرض لها الأهل في غزة.. الاردن دولة يتابع ويشرف على ارسال المساعدات ولي عهدها.. كما وصل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى مدينة العريش المصرية، في 20 تشرين الثاني 2023، للإشراف على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 لجنوبي قطاع غزة بسعة 41 سريرا... كما خاطبت ملكة الأردن جلالة الملكة رانيا العبدالله مرارا وتكرارا الانسانية والضمير العالمي بوسائل اعلام غربية في مقدمتها (CNN) لأكثر من مرّة، و قناة (MSNBC) وقناة (CBS) لبرنامج فيس ذا نيشن، ومؤخرا خلال مشاركة جلالتها المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن، كشفت من خلال تلك اللقاءات والمشاركات زيف الاعلام الاسرائيلي والغربي المؤيد لسرديته الكاذبة، وتبنت خطابا منطقيا انسانيا سلطت فيه الضوء على المجازر التي ترتكب في غزة ضد الأبرياء من النساء والأطفال.. تحدثت عن الأمهات.. وعن الرضّع.. وعن ازدواجية المعايير.. الاردن دولة شاركت فيها الاميرة سلمى بنت عبدالله الثاني في الانزال الجوي الخامس للمساعدات الى غزة.. الاردن وحتى اليوم والى الابد سيبقى ملكا وشعبا الى جانب الاهل في فلسطين كلها، ولا يألوا من جهده وسعا للوصول الى حلّ شامل وعادل للقضية التي يعتبرها الاولى، كيف لا وجلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في قدس الاقداس.
مؤتمر الاستجابة الإنسانية لغزة 11 حزيران الحالي:
- لذلك فان الأردن وهو يستضيف مؤتمرا دوليا طارئا للاستجابة الإنسانية في غزة 11 حزيران انما يواصل جهوده التي بدأها ويستمر بها لتحقيق هدفه الاساس وهو وقف العدوان الاسرائيلي وادخال مساعدات كافية ومتواصلة وغير منقطعة للاهل في غزة.
- هذا المؤتمر الذي يستضيفه الاردن «للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة»، يعقد بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة.
- يعقد المؤتمر بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.
- يهدف المؤتمر، الذي يعقد بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، إلى:
1 - تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
2 - تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة.
3 - الاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار.
4 - والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة.
أهمية التوقيت:
- يعقد المؤتمر في وقت يتسبب فيه العدوان على غزة بكارثة إنسانية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني بمختلف مناطق القطاع، وتفشي المجاعة، والمعاناة النفسية والدمار الهائل، وقد أصبح وصول الغذاء، والماء، والمسكن، والأدوية للسكان شبه معدوم.
- يعقد المؤتمر ونحن في اليوم 242 للعدوان على غزة، حيث استشهد منذ بدء العدوان على غزة قرابة 37 الف شهيد واصيب اكثر من 78 الف مصاب معظمهم من الاطفال والنساء، اضافة لاكثر من 10 آلاف مفقود تحت الانقاض.
- يعقد المؤتمر في وقت تقول فيه منظمات دولية أن:
- 90 % من سكان غزة تعرضوا للتهجير القسري ويفتقرون إلى كل شيء.
- في القطاع الذي «لا يوجد فيه مكان آمن».
- غزة أصبحت منطقة «غير صالحة للسكن» و«أصبحت غزة مكانا للموت واليأس».
- سياسيا: يعقد المؤتمر في مرحلة طرح فيها الرئيس الامريكي مبادرة حل للحرب في غزة، يمكن في حال موافقة الاطراف عليها ان تبدأ معها أولى خطوات وقف حقيقي للحرب والبدء بايصال مساعدات كافية لانقاذ من وما يمكن انقاذهم ممن كتبت لهم الحياة في حرب الابادة التي ترتكبها اسرائيل.. ثم الانتقال في المرحلة الثالثة من المبادرة الامريكية لاعادة الاعمار، واعادة الحياة الى غزة.. وكل ذلك يستوجب جهدا انسانيا عالميا، الأردن خير من تنطلق من عنده الجهود الانسانية لمساعدة الاشقاء في غزة وفلسطين.. هذا الجهد يستوجب استجابة دول العالم ومنظماته الانسانية، وتستوجب وضع آليات وأسس ضاغطة على اسرائيل من اجل فتح المعابر جميعها لايصال مساعدات انسانية عاجلة وكافية، وهذا لن يتحقق الا اذا تم وقف الحرب في غزة واتمام صفقة عادلة لتبادل الرهائن والأسرى والسجناء.
- المؤتمر يأتي في وقت تتواصل فيه جهود اقليمية وعربية لوقف العدوان الاسرائيلي كان آخر تلك الجهود «البيان الخماسي» الصادر يوم أمس عن وزراء خارجية (الأردن والإمارات والسعودية وقطر ومصر) حيث أكد الوزراء ضرورة وقف العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها.
-ناهيك عن أن المؤتمر يأتي في وقت بدأ فيه المجتمع الدولي باعادة حساباته وتغيير مواقفه بعد أن أصبحت الأمور أكثر وضوحا، خصوصا بعد قرارات محكمة العدل الدولية، وبعد أن صوتت 143 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح دعم طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبعد أن بدأت دول مهمة بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين وفي مقدمتها اسبانيا والنرويج وايرلندا.
2023: الأردن استضاف اجتماعا لتنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة بمشاركة منظمات دولية:
- المؤتمر الذي سيستضيفه الاردن بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة بعد أيام.. يأتي استمرارا لجهود اردنية متواصلة منذ بدء العدوان الاسرائيلي من أجل الاستجابة الانسانية في غزة، ومن هذا المنطلق فقد استضاف الاردن في 30 تشرين الثاني 2023 اجتماعا دوليا طارئا في عمان لتنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة، بمشاركة قادة منظمات دولية ووكالات الأمم المتحدة وممثلي دول عربية وأجنبية، لكنه هذه المرّة سيستضيف مؤتمرا على مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.
- جلالة الملك عبدالله الثاني، عقد في 30 تشرين الثاني 2023 اجتماعا دوليا طارئا في عمّان لتنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة، بمشاركة قادة منظمات دولية ووكالات الأمم المتحدة وممثلي دول عربية وأجنبية.
- جلالته أشار خلال ذلك الاجتماع، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، إلى أن المساعدات الإنسانية التي يتم إيصالها حاليا إلى غزة لا تغطي الاحتياجات الإغاثية على الأرض.
- جلالة الملك أكد ضرورة تعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف الدولية المعنية لردم الفجوات وتجنب ازدواجية الجهود وحصر التحديات في قطاع غزة، من أجل العمل بشكل تشاركي لتوفير المساعدات المطلوبة وإيصالها ضمن آليات مستدامة تعزز الجهود الحالية.
- المشاركون في ذلك المؤتمر ثمّنوا بدورهم جهود الأردن، بقيادة جلالة الملك، في جمع مختلف الأطراف المعنية لتنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة.
ولفتوا في الاجتماع، الذي عقد ضمن مبادرة «اجتماعات العقبة»، إلى:
1 - ضرورة ضغط المجتمع الدولي باتجاه توفير الشروط المناسبة لضمان إيصال المساعدات إلى غزة بسرعة ودون انقطاع.
2 - ضرورة احترام القانون الدولي وأهمية توفير الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والمياه والأدوية والمسكن والطاقة.
3 - المشاركون حددوا أولويات المساعدات والاحتياجات الطارئة على الأرض في القطاع، بما في ذلك العمليات اللوجستية المطلوبة لإيصال المساعدات وآليات توزيعها، وتسخير الموارد بسرعة وبكفاءة.
- عُقد الاجتماع بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من أكثر من 30 منظمة إنسانية أممية ودولية، إذ ضم ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومكتب الأمم المتحدة لخدمة المشروعات، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالإضافة إلى ممثلين عن أكثر من 30 دولة عربية وأجنبية.
التعاون الأردني المصري الأممي:
- إقامة المؤتمر في الاردن وبتعاون وتنسيق أردني مصري مشترك يؤكد اهمية الدورين الاردني والمصري في دعم القضية الفلسطينية والضغط من اجل ايقاف الحرب وايصال المساعدات الانسانية، كما يأتي في سياق التعاون المشترك بين الاردن ومصر منذ بدايات الحرب خصوصا جهودهما المشتركة ضد كل مخططات التهجير، كما يؤكد تعاون البلدين منذ بداية الحرب مع الامم المتحدة وكافة المنظمات التابعة لها.. ولا بد من الاشارة هنا الى عشرات اللقاءات التي تمت بين جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني مع كثير من المنظمات الاممية المعنية بالمساعدات الانسانية سواء هنا في العاصمة عمان او خلال زيارات جلالة الملك الى العاصمة الامريكية مؤخرا والى عواصم صنع القرار، من أجل التأكيد على دور تلك المؤسسات والمنظمات ودعم تمكينها من القيام بدورها الانساني، وخصوصا وكالة «الأونروا» التي تعرضت - ولا تزال تتعرض لعدوان اسرائيلي غاشم يريد انهاءها وانهاء دورها.. مرة باتهامات باطلة ثبت كذبها وتارة باعتبارها منظة ارهابية.. هذه الوكالة التي فقدت نحو ( 152) من كوادرها على يد العدوان الاسرائيلي.
جهود الأردن الإنسانية منذ 7 أكتوبر:
- إضافة لجهود جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد، فقد اتخذت العديد من الاجراءات الحكومية وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني نذكر منها ما يلي:
1 - في تشرين الثاني 2023 قرر مجلس الوزراء تخصيص 45 ألف طن من القمح والحبوب و7 شاحنات من الأدوية والاحتياجات والمعدات الطبية والدوائية للأهل في الضفة الغربية في إطار المساعدات الإنسانية المستمر في الضفة وغزة.
2 - في تشرين الثاني 2023 وتنفيذا لتوجيهات جلالة الملك وبعد أيام من إرسال الأردن عشرات أطنان القمح والمستلزمات الطبية إلى الضفة الغربية، أقام الجيش الأردني مستشفى ميدانياً في مدينة نابلس شمال الضفة، ويتألف المستشفى الميداني من سبع قاطرات تضم غرفتي عمليات وغرفتين للعناية المكثفة و15 سريراً لإجراء الجراحات، إضافة إلى مختبر وصيدلية وأشعة وعيادة أسنان وغرفة تعقيم، يضم 18 طبيباً في تخصصات مختلفة إضافة إلى ممرضين وفنيين.
3 - في كانون الاول 2023 استقبل مركز الحسين للسرطان 11 مصابا بمرض السرطان من قطاع غزة لتلقي العلاج، على ان يتم استقبال نحو 300 مريض بالسرطان من قطاع غزة خلال العام 2024، وتتراوح اعمار المصابين الذين استقبلهم المركز من قطاع غزة بين عام ونصف و19 عاما.
4 - جهود جبارة قامت بها ولا زالت الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة ترجمة للموقف الأردني الراسخ والمستمر الداعم لأهل قطاع غزة، وهي تنفيذ للتوجيه الملكي حول تقديم المساعدات الإنسانية.
5 - الاردن تعامل وتعاون مع وكالات أممية رسمية ومعتمدة لديها الخبرة والامكانية والقدرة في غزة على التعامل مع هذا الحجم من المساعدات، عبر قواعد البيانات المناسبة التي تستطيع من خلالها تنفيذ مشروع المساعدات بكفاءة وفعالية، كالأونروا وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، كلٌ بحسب الاختصاص، حيث ان هذه المنظمات لها مستودعات في القطاع ولديها القدرة على ايصال تلك المساعدات الى جميع مناطق القطاع.
6 - حملات اهلية عديدة لتقديم المساعدات الانسانية من قبل القطاع الخاص وشركات ومؤسسات ونقابات وغيرها وتبرعات فردية وعينية ونقدية شارك فيها الشعب الاردني والمقيمون على ارضه دعما للاهل في غزة.
7 - انسانية الاردن ودعمه المطلق للاشقاء في فلسطين استفزت العدو الاسرائيلي الذي قام باعتداء سافر على المستشفى الميداني في خان يونس والذي تعرض لأضرار بالغة جراء قصف إسرائيلي متواصل في محيطه، وأدى ذلك لاصابة أحد مرتبات المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 في خان يونس جنوب قطاع غزة، نتيجة للاشتباكات في محيط المستشفى.

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-06-04 الساعة 10:31

الكلمات الأكثر بحثاً