مواعيد أخو شيحة..!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور
نيسان ـ نشر في 2024-06-05 الساعة 08:20
نيسان ـ ابراهيم عبدالمجيد القيسي
هم في الواقع يقولونها هكذا (عندي سيدنا.. توجيهاتك اوامر.. ورغباتك تكليف.. وما شئتم من نبط الهرج).. وتالي النهار وكما يقول صبيان عمان (كله فستق فاضي)، أما ما يقوله جماعتنا (مواعيد أخو شيحة).
اخوان شيحة وعيالها وعيالهم، كثر في السياسة، لكنهم تكاثروا إلى حد غير معقول في العشر الأواخر من أعوام عمر الدولة الراشدة، وإن كان وجودهم مبررا قبل 10 أعوام، فهو ليس كذلك الآن، لأن مثل هذا النموذج من الذين لا يحترمون عهودهم، وتلاشى عندهم مفهوم العمل العام ومفهوم إدارة شؤون الدولة، وظهر رهط منهم يقتنع بأن هذه هي السياسة، أن تقول وتقنع المسؤولين عنك بوعود وعهود وبرامج، ثم تقول لهم (الوضع ما خدمنا سيدي).. (الإعلام والإشاعات وانهيار الثقة..الخ) تدفعنا لاتباع القاعدة «سكّن تسلم».. اذا أمهلتونا سيدي بعض الوقت فنتعهد ان نحقق المطلوب وأكثر منه.. (يعني الشباب يريدون ان يستمرو «مخيلين على ظهر الحكومات والدولة» ويتذرعون بالمجتمع الغاضب وبالحراكات التي تنشر الإشاعات والظروف الداخلية والاقليمية والدولية، وبالمديونية والسوشال ميديا... ).
أعيدكم بهذه المقدمة إلى ما قاله سمو ولي العهد خلال مقابلته التلفزيونية، حين «جاب سيرة هؤلاء»، بأنهم (يدقون صدورهم أمام جلالة الملك وسمو ولي العهد)، متعهدين بالقيام بواجباتهم، وبتحقيق أهداف ونتائج في مجال ما، ثم قدموا الذرائع عن إخفاقهم، بل وطالبوا بفرص أخرى لتحقيق «الحلم»..
لم يتجرأ أحد على الحديث بوضوح عن هذه الظاهرة، لكن قدمها سمو ولي العهد الأمير الحسين بسهولة واختصار، بخطاب يكشف عن طريقة تفكيره والتزامه السياسي، واعتماده على المكاشفة والصدق، وكذلك عن شدة التزامه بتنفيذ الخطط والبرامج وتحقيق الأهداف، والحصول على نتائج مفيدة.
كنا نشيد برئيس الحكومة حين كان لا يظهر للإعلام حين لا يملك انجازات ونتائج جديدة، واعتبرناه يقدم نموذجا من «الصدق»، حين كان يقول : لا يمكنني بيع الناس كلاما.. ولا اتقدم للحديث الا إن كان عندي جديد.. كلنا يذكر هذه المواقف والتصريحات، لكن لماذا أصبحت مثل هذه الحالة من الحكمة والمكاشفة والصدق واحترام عقول الناس، مجرد استراتيجية لهروب بعض المسؤولين من المساءلة عن النتائج والإنجازات؟..
اعرف بعض الوزراء الذين تعهدوا بتقديم نتائج في مجالات عمل وزاراتهم وفعلوا، ولا يعني هذا بأنني «أتحفظ بشدة» على نمط إدارتهم لعملهم، وسلوكهم، وهم بالتأكيد لا يشملهم تصريح سمو ولي العهد، الذي ومن خلال تصريحه بهذا الكلام عن هذا النوع من المسؤولين فهو إنما كشف عن سياسته في رعاية الشأن العام من موقعه كولي للعهد، وهذا تعبير وتصريح أعتبره مريحا جدا، ومطمئنا، وينمّ عن كل الحرص على البناء والعطاء بشكل حقيقي وليس مجرد كلام و»خداع».
التحايل والخداع والكذب والـ»تقيا».. كلها تقع في صلب سياسة وديمقراطية الأحزاب، وقلما تجد في الديمقراطيات أحزابا تعمل بوضوح، وتبتعد عن التبريرات والذرائعية، وهذا سيشكل تحديا كبيرا في المستقبل، لأننا نتوجه لإدخال الأحزاب السياسية في صناعة القرار، ومع وجود مثل هذا النوع من السياسيين مع قدوم الأحزاب، فتجارة الكذب و»مواعيد أخو شيحة» ستزدهر، وهذا تحدّ سياسي نوعيّ سيواجه الدولة، لكن حديث سمو ولي العهد، ومن قبله أحاديث وتصريحات جلالة الملك المشابهة (اللي ما بده يشتغل يترك المكان لغيره.. وقوله أيضا من وين نجيب الكو وزراء).. كلها تصريحات ملكية تبين قناعة جلالة الملك وولي العهد بان يكون الوزير قادما للموقع ليعمل ويبذل كل الجهود ليقدم نتائج، وليس ذرائع ومبررات وتسويفات وتسويقات أيضا لوضع يشوبه الحذر، بينما هم الصامتون الذين يسكّنون كل شيء ليسلموا ويستمروا في مواقعهم.
دعوني أخبركم بسر حول المقابلة التلفزيونية مع سمو ولي العهد، والله ما حضرتها (لأسباب وذرائع تشبه ذرائعهم وأسبابهم)، لكنني كلما وصلني فيديو مجتزأ منها أكتشف مقدار الأهمية النوعية لتصريحات سموه، والقناعة والإصرار على التغيير والتجديد وتقديم المفيد، وليس شراء الوقت والانحناء إلى ما شاء الله للأمواج الطبيعية والاصطناعية، ويحق لبعض الناس وليس كلهم ان يلوموني عن عدم متابعتي للجديد، وقد يكون السبب أي شيء سوى منهج «سكّن تسلم»، فلا شيء نخشاه بل يكون في مكانه لو قلتم نحن في الصحافة الوطنية التي تحمل هم البلد والقيادة الصادقة نسكّن خلافا للمتوقع، لأننا لا نريد جلب المزيد من الغضب على المسؤولين، لكن حين يتحدث ولي العهد بهذا الخطاب، فلن نتوانى عن المتابعة والحديث بما يخدم هذا التوجه الملكي..
سنطارد «اخوان شيحة» متذ اليوم، ونسألهم ماذا قدموا ولماذا لم يقوموا بالمطلوب؟
هم في الواقع يقولونها هكذا (عندي سيدنا.. توجيهاتك اوامر.. ورغباتك تكليف.. وما شئتم من نبط الهرج).. وتالي النهار وكما يقول صبيان عمان (كله فستق فاضي)، أما ما يقوله جماعتنا (مواعيد أخو شيحة).
اخوان شيحة وعيالها وعيالهم، كثر في السياسة، لكنهم تكاثروا إلى حد غير معقول في العشر الأواخر من أعوام عمر الدولة الراشدة، وإن كان وجودهم مبررا قبل 10 أعوام، فهو ليس كذلك الآن، لأن مثل هذا النموذج من الذين لا يحترمون عهودهم، وتلاشى عندهم مفهوم العمل العام ومفهوم إدارة شؤون الدولة، وظهر رهط منهم يقتنع بأن هذه هي السياسة، أن تقول وتقنع المسؤولين عنك بوعود وعهود وبرامج، ثم تقول لهم (الوضع ما خدمنا سيدي).. (الإعلام والإشاعات وانهيار الثقة..الخ) تدفعنا لاتباع القاعدة «سكّن تسلم».. اذا أمهلتونا سيدي بعض الوقت فنتعهد ان نحقق المطلوب وأكثر منه.. (يعني الشباب يريدون ان يستمرو «مخيلين على ظهر الحكومات والدولة» ويتذرعون بالمجتمع الغاضب وبالحراكات التي تنشر الإشاعات والظروف الداخلية والاقليمية والدولية، وبالمديونية والسوشال ميديا... ).
أعيدكم بهذه المقدمة إلى ما قاله سمو ولي العهد خلال مقابلته التلفزيونية، حين «جاب سيرة هؤلاء»، بأنهم (يدقون صدورهم أمام جلالة الملك وسمو ولي العهد)، متعهدين بالقيام بواجباتهم، وبتحقيق أهداف ونتائج في مجال ما، ثم قدموا الذرائع عن إخفاقهم، بل وطالبوا بفرص أخرى لتحقيق «الحلم»..
لم يتجرأ أحد على الحديث بوضوح عن هذه الظاهرة، لكن قدمها سمو ولي العهد الأمير الحسين بسهولة واختصار، بخطاب يكشف عن طريقة تفكيره والتزامه السياسي، واعتماده على المكاشفة والصدق، وكذلك عن شدة التزامه بتنفيذ الخطط والبرامج وتحقيق الأهداف، والحصول على نتائج مفيدة.
كنا نشيد برئيس الحكومة حين كان لا يظهر للإعلام حين لا يملك انجازات ونتائج جديدة، واعتبرناه يقدم نموذجا من «الصدق»، حين كان يقول : لا يمكنني بيع الناس كلاما.. ولا اتقدم للحديث الا إن كان عندي جديد.. كلنا يذكر هذه المواقف والتصريحات، لكن لماذا أصبحت مثل هذه الحالة من الحكمة والمكاشفة والصدق واحترام عقول الناس، مجرد استراتيجية لهروب بعض المسؤولين من المساءلة عن النتائج والإنجازات؟..
اعرف بعض الوزراء الذين تعهدوا بتقديم نتائج في مجالات عمل وزاراتهم وفعلوا، ولا يعني هذا بأنني «أتحفظ بشدة» على نمط إدارتهم لعملهم، وسلوكهم، وهم بالتأكيد لا يشملهم تصريح سمو ولي العهد، الذي ومن خلال تصريحه بهذا الكلام عن هذا النوع من المسؤولين فهو إنما كشف عن سياسته في رعاية الشأن العام من موقعه كولي للعهد، وهذا تعبير وتصريح أعتبره مريحا جدا، ومطمئنا، وينمّ عن كل الحرص على البناء والعطاء بشكل حقيقي وليس مجرد كلام و»خداع».
التحايل والخداع والكذب والـ»تقيا».. كلها تقع في صلب سياسة وديمقراطية الأحزاب، وقلما تجد في الديمقراطيات أحزابا تعمل بوضوح، وتبتعد عن التبريرات والذرائعية، وهذا سيشكل تحديا كبيرا في المستقبل، لأننا نتوجه لإدخال الأحزاب السياسية في صناعة القرار، ومع وجود مثل هذا النوع من السياسيين مع قدوم الأحزاب، فتجارة الكذب و»مواعيد أخو شيحة» ستزدهر، وهذا تحدّ سياسي نوعيّ سيواجه الدولة، لكن حديث سمو ولي العهد، ومن قبله أحاديث وتصريحات جلالة الملك المشابهة (اللي ما بده يشتغل يترك المكان لغيره.. وقوله أيضا من وين نجيب الكو وزراء).. كلها تصريحات ملكية تبين قناعة جلالة الملك وولي العهد بان يكون الوزير قادما للموقع ليعمل ويبذل كل الجهود ليقدم نتائج، وليس ذرائع ومبررات وتسويفات وتسويقات أيضا لوضع يشوبه الحذر، بينما هم الصامتون الذين يسكّنون كل شيء ليسلموا ويستمروا في مواقعهم.
دعوني أخبركم بسر حول المقابلة التلفزيونية مع سمو ولي العهد، والله ما حضرتها (لأسباب وذرائع تشبه ذرائعهم وأسبابهم)، لكنني كلما وصلني فيديو مجتزأ منها أكتشف مقدار الأهمية النوعية لتصريحات سموه، والقناعة والإصرار على التغيير والتجديد وتقديم المفيد، وليس شراء الوقت والانحناء إلى ما شاء الله للأمواج الطبيعية والاصطناعية، ويحق لبعض الناس وليس كلهم ان يلوموني عن عدم متابعتي للجديد، وقد يكون السبب أي شيء سوى منهج «سكّن تسلم»، فلا شيء نخشاه بل يكون في مكانه لو قلتم نحن في الصحافة الوطنية التي تحمل هم البلد والقيادة الصادقة نسكّن خلافا للمتوقع، لأننا لا نريد جلب المزيد من الغضب على المسؤولين، لكن حين يتحدث ولي العهد بهذا الخطاب، فلن نتوانى عن المتابعة والحديث بما يخدم هذا التوجه الملكي..
سنطارد «اخوان شيحة» متذ اليوم، ونسألهم ماذا قدموا ولماذا لم يقوموا بالمطلوب؟
نيسان ـ نشر في 2024-06-05 الساعة 08:20
رأي: ابراهيم عبدالمجيد القيسي صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور