اتصل بنا
 

أمسية للشعراء تيسير الشماسين وعلي الفاعوري وفيلومين نصّار في النادي الأهلي

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-06-06 الساعة 07:15

x
نيسان ـ احتضن النادي الأهلي الأردني مساء يوم الثلاثاء الماضي أمسية شعرية وطنية بعنوان "غزّة ونحن"، تحت رعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجّار، ومشاركة الشعراء: تيسير الشماسين وعلي الفاعوري وفيلومين نصّار.
وتأتي هذه الأمسية التي حضرها حشد من الشخصيات العامّة والثقافية، والوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين، وممثلين عن المجلس العشائري الشركسي، والجمعية الخيرية الشركسية وفرعها النسائي، ونادي الجيل الجديد، ورابطة الكتّاب الأردنيين، والجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني والمحلي، تعبيراً عن روح التضامن التي تجمع أبناء الأسرة الأردنية الواحدة بأشقائهم في غزّة والضفة وعموم فلسطين، وذلك في ضوء العدوان الدموي والجرائم ضدّ الإنسانية التي يتعرضون لها على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد ابتدأت الأمسية بالوقوف دقيقة صمت، لا حُزناً وحِداداً، بل اعتزازاً وافتخاراً بأرواح شهداء غزّة وأهلهم الصابرين المرابطين. تلى ذلك مداخلة افتتاحية ألقاها مقرّر اللجنة الثقافية في النادي الدكتور "كمال ميرزا" استحضر فيها أسماء كوكبة من الشعراء والأدباء والمناضلين الأردنيين الذين "أحبّوا الوطن و"أحبهم الوطن"، مثل الشاعر "زياد العناني" الذي غيّبه الموت مؤخّراً، و"الشاعر "حبيب الزيودي"، والشاعر "فيصل قات"، والأديب "عيسى الناعوري"، والروائية "زهرة عمر"، والأديب "محمد أزوقة"، والشاعر "حسني مرتضى"، والأديب والمفكر "غالب هلسه"، والكاتب والناقد "غطّاس صويص/ نزيه أبو نضال"، وشاعر الأردن "مصطفي وهبي التل/ عرار"، والحقوقي "شمس الدين سامي"، وعميد المكتبات والأرشفة والتوثيق في الأردن الدكتور "أحمد شركس".. موجّهاً باسمهم جميعاً رسالة "حبّ وصمود وإباء وفداء ووحدة حال ومصير" إلى الأشقّاء الصابرين المرابطين المجاهدين في غزّة وفلسطين "روح الروح".
وقرأ "ميرزا" بالأصالة عن "سواند" و"لاريسّا" و"إلزا" بنات المرحوم الشاعر "فيصل قات"، وزوجته السيدة "شهيرة هاكوز"، مقتطفات من قصيدته "النار التي لا تخبو أبداً" جاء فيها:
في قلبي/ خبأتكِ تفاحاً بريّا/ خبأتكِ قمراً/ يسلب عقلي/ يجعلني أركض عبر شوارع/ هذي المدن المنسيّة/ يجعلني أرفع صوتي
أجعله مئذنةً/ وأنادي: أين تكونين الآن../ يا تفاحة قلبي مايكوب/ يا تفاحة قلبي عمّان/ يا تفاحة قلبي القدس/ يا تفاحة قلبي غزّة.
ثمّ تعاقب الشعراء على اعتلاء المنبر، وبثّ رسائلهم ووجدانياتهم للحضور وباسمهم إلى الأهل في غزّة وفلسطين، والبداية كانت مع الشاعر تيسير الشماسين وقصيدته "آخر معاقل الكرامة" والتي جاء فيها:
"سلّم لغزّة رايَ العزّ والمجدِ/ فغير غزّة ما للمجد من أحدِ/ سلّم لها الرايَ فالماء الذي جُبلتْ/ فيه الوجوه كريهٌ آجنُ الخُدَدِ/ بالله أين مباهينا التي طفحتْ/ وأين يرقد أهل الحلّ والعقدِ؟!/ لا بارك الله في مليار أمّتنا/ فيضٍ من النّقضِ رغم العِدِّ والعددِ/ نحن الذين على أنقاض مَن سبقوا/ عشنا نوائم بين الجمر والرَمدِ/ أنا من الهمّ تاريخٌ ومطلَعُهُ/ مذ شوّه البعض تاريخي ومعتقدي".
أمّا الشاعر علي الفاعوري فقد قال في قصيدته بعنوان "الغَزَيَة":
"لا صوت يعلو وحدها الرشقاتُ/ فلتصمت الأبواق والكلماتُ/ شرف القصيدة أن تكون السيف لا/ تلك (ال على) أوهامنا تقتاتُ/ وتُصفّق الكفّ التي قد دُجّنتْ/ وتمرّ تحت دمائنا الصفقاتُ/ ما نحن مَن نمضي شياهاً إنّنا/ من يوم أن كنّا ونحن حُماةُ/ يا غزّة الأحرار صوتكِ موجعٌ/ يا ليت تبلغ قصدها الأصواتُ/ والمجد ليس عرائس الشعر اللواتي فتنّنا.. الشعرُ غزّياتُ".
ومسك الختام كان مع الشاعرة "فيلومين نصّار" التي قالت في قصيدتها بعنوان "غزّة لا تعذرينا" التي كتبتها خصيصاً لهذه الأمسية:
"غزّة لا تعذرينا/ قد مات الحياء ودفنّاه فينا/ ـ ـ ـ/ انقلب الحال في الأوطان/ متبدّلاً مهلهلاً رثّاً حزينا/ أشعلنا النار في تمّوز/ وأطفأناها في ثلوج كوانينا/ ـ ـ ـ/ لم يعدْ لاغتصاب الأرض والعقول/ ما يغضبنا ويضحكنا ويبكينا/ ولا في همجيّة السحل والتنكيل/ في غياب الذكورة.. مَن يحمينا/ ـ ـ ـ/ تركناكِ لطقس الذبحِ ملحمةً/ ومجزرةً، في كلّ يوم تنادينا/ ـ ـ ـ/ إنّا في الحياة أمواتٌ/ وأنتِ، مَن في الموت تُحيينا/ أرجوكِ غزّة: مهما اعتذرنا/ لا لا تعذرينا!".
وفي نهاية الأمسية قامت راعية الفعالية وزيرة الثقافة بتسليم دروع النادي الأهلي التكريمية إلى أسرة الشاعر المرحوم "فيصل قات"، وإلى الشعراء المشاركين. كما قام رئيس النادي الأهلي السيد "عوني نغوي" بتسليم "النجار" درعاً تكريميةً تقديراً لحضورها، ونشاطها المميّز، والجهود الكبيرة التي تبذلها منذ توليها حقيبة الوزارة من أجل خدمة الثقافة والأدب والمبدعين في الأردن.
ويُذكر أنّ هذه الأمسية تأتي باكورةً لنشاطات النادي الأهلي للموسم الحالي، حيث تتضمن أجندة النادي العديد من النشاطات الثقافية والاجتماعية والفنيّة المميّزة التي تتزامن مع العيد الثمانين لتأسيس النادي سنة 1944، وبالتزامن مع احتفالات الأسرة الأردنية الواحدة باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على العرش وتسلّمه سلطاته الدستورية.

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-06-06 الساعة 07:15

الكلمات الأكثر بحثاً