اتصل بنا
 

كي الوعي

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2024-06-09 الساعة 05:10

نيسان ـ لماذا يتعمد الكيان الصهيوني، ترك الجثث المتحللة ومشاهد الدمار والشهود الذين يروون فظاعاته وجرائمه وراء عملياته في مستشفى الشفاء وغيرها دون أن يخفيها أو يطمسها.
كما حدث في نصيرات أمس ، تعمدت وسائل إعلامه أظهار قوة الجيش القدرات الهائلة التي يمتلكها ،وقتل جيش الاحتلال ما يزيد على 15 آلف طفلا فلسطينيا في قطاع غزة، وكان ذلك جزء من حصيلة إجمالية للشهداء، تجاوزت حاجز 37 ألف شهيد، بخلاف الجرحى والنزوح والهدم والتخريب والجوع .. مقابل تحرير 4 صهاينة ..
ورغم ان هذه المعادلة لا يقبلها إنسان ذو فطرة سليمة ، الا ان هذا هو الدرس الاستراتيجي الذي يهدف إليه الكيان من هذه الجرائم التي تفوق الخيال الإنساني. والتي باتت تسمى بـ (كي الوعي) والمعنى أن الذين يتحدونه ومن يهاجمونه سيلقون النتيجة نفسها مثل غزة، ولا يخفي قادة الكيان التأكيد على هذا الدرس دائما قديما وحديثا.
قال وزير جيش الاحتلال في أكثر من مناسبة. أن الذين يفكرون بمهاجمة دولة إسرائيل في أي مكان. في بيروت أو غيرها. سنجعلهم مثل غزة.
غزة هي العبرة والمثال التي يجب أن ينظر الجميع إليها ويرتعبون ويخافون ويبكون إذا ما فكروا بتحدي الاحتلال.
الحقيقة أن الاحتلال قبل 7 تشرين اول 2023 كان يعاني. وربما الجميع كان يعلم ويسمع يوميا. عن فقد جيشه قوة الردع. بعد الإبادة في غزة. لم يعد أحد يسمع عن هذا المصطلح. لقد وفر جيش الاحتلال قوة ردع ضخمة من جرائمه في غزة. تكفيه للتغني بها سنوات. ليرعب الدول الإقليمية والجماعات المسلحة حوله.
كان جيش الاحتلال مدمرا متوحشا يبيد ويدمر دون رحمة. حتى أنه لم يصدق نفسه في امتلاكه كل هذه القوة.
وأصبح يخطط في البقاء في غزة سنوات وسنوات. ولا يتوقف عن تدمير المحافظات الواحدة تلو الأخرى. إلى رفح وما بعد رفح.
الحقيقة ألرئيسية في هذا الاكتشاف لجيش الاحتلال أنه ليس بهذه القوة التي يراها في نفسه.
وأصبحت عبرة وجسدا جريحا يستعيد به الاحتلال قوة ردعه المفقودة .ويهدد بها العالم أن تجربة تدميرها ستنقل إلى أي عاصمة تفكر في الاعتداء على إسرائيل. غزة الدرس القاسي الذي أعادت ترميم صورة جيش الاحتلال نتيجة للغباء.
في النهاية وبعد ان تنتهي هذه المحرقة يستطيع بأدواته الإعلامية الضخمة إعادة ترميم صورته القذرة بكل سهولة..
ولكن ما لم يدركه هذا الكيان ان القطار فاتهم فالعالم بات يعرف جيدا مدى قذارتهم .

نيسان ـ نشر في 2024-06-09 الساعة 05:10


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً