اتصل بنا
 

وزيرة الثقافة الاردنية هيفاء النجار : جريدة الشرق العربي.. مرجع أردني لتراثنا الإنساني.

نيسان ـ نشر في 2024-06-12 الساعة 10:52

نيسان ـ *بقلم :حسين دعسة.

تبتهج المكتبة العربية، الأردنية والعالمية، بالإنجاز الذي أصرت دائرة المكتبة الوطنية، على أن تكون الطبعة الثانية المزيدة والمنقحة من مجلدات جريدة الشرق العربي،إشراقة أمل وهدية حضارية، دعمتها بكل ثقل وألق وزارة الثقافة، وكشفت عنها بمناسبة احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وعيد الاستقلال الثامن والسبعين.
رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، انتداب وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، التي رعت ، بدائرة المكتبة الوطنية، حفل إشهار، الطبعة الثانية، من الجريدة الأقدم والاولى أردنيا وعربيا، والتي باتت تعد مرجعية ثقافية حضارية ومصدرا أساسيا لتوثيق صورة الأردن منذ تأسيس الدولة الأردنية، المملكة الأردنية الهاشمية، النموذج الأجمل والذي يحمل إرث الهاشميين الملوك حماة التاج الهاشمي، وحماية الأمة.
*قامت وزيرة الثقافة، الشخصية الأردنية التي تجتهد بعمق ووعي نحو قيادة الوزارة وانفتاحها على الأردن، المدن والبوادي، عدا عن اخذ مانتنا عربيا ودوليا وفق فهم لموروثنا وحضارتنا ثقافتنا.. هويتنا الوطنية والإنسانية، فقالت الوزيرة هيفاءالنجار خلال حفل إطلاق مجلدات الشرق العربي، في دائرة المكتبة الوطنية: "حينما نتحدث عن جريدة الشرق العربي، فإننا نتحدث عن سردية وطنية وحراك ثقافي بدأ مع تأسيس الدولة الأردنية في عهد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالله بن الحسين".
ومما ابهج جهود العلماء ورجال البحث والتوثيق، أن الوزيرة النجار، ثمنت وعى وقدرات وذكاء جهود المكتبة الوطنية لإصدار الطبعة الثانية بحلة جديدة ومنقحة ومزيدة ضمن رسالتها في حفظ النتاج الوثائقي الوطني والتعريف به ونقله وتقديمه للباحثين والدارسين والأجيال القادمة.
*.. مشروعا وثقافيا، تنمويا، تنويريا للفكر العربي.
.. وأيضا، اعلت الوزيرة، بوعي ورؤية ثقافية وتربية وإدارية، عندما صرحت أن جريدة الشرق العربي كانت مشروعا ثقافيا تنمويا تنويريا للفكر العربي ومثلت مجمل أعدادها جزءا من السردية التي شكلت الهوية الوطنية في نزعتها العروبية وملامح النهضة المنشودة والتقدم وتوطين العلم، لافتة إلى مكانة الأردن الذي يقع في قلب العالم بما يحمل من رسالة وقيم إنسانية.
وعن أهمية توثيق الإصدار، قالت الوزيرة النجار، في الحفل الذي حظي بتقديم من الباحث الدكتور المؤرخ جورج طريف، إن صفحات أعداد جريدة الشرق العربي زخرت بالنظرة الشمولية العربية والدولية ولم تغفل عن الاهتمام محليا بشؤون الوطن وبث القوانين الناظمة وبشرت بحياة برلمانية ديمقراطية.
وبينت أن فكرة إعادة تحقيق وطباعة ونشر جريدة الشرق العربي في مجلداتها الضخمة الثلاثة والتي تقارب بمجموعها 2400 صفحة، جاءت كجزء من اهتمام وزارة الثقافة بإحياء ونشر التراث الفكري والمعرفي والإعلامي الأردني في عهد الهاشميين، مشيرة إلى أن الجريدة التي تأسست في عهد الإمارة بتاريخ 13 أيار 1923 مثلت أول جريدة أردنية يجري تأسيسها وكانت الجريدة الرسمية للأمارة.
*طلائع الوعي الهاشمي المبكر
لفتت وزير الثقافة، الى أن الوزارة، تعمل بجهد تشاركي مع جميع الوزارات ومؤسسات الوطن، منوهة بأن الطبعة الثانية من مجلدات جريدة الشرق العربي التي شكلت احد علامات التنوير ومثلت طلائع الوعي الهاشمي المبكر في بناء أركان الدولة الأردنية الفتية، هي منتج شمولي يقدم السردية الوطنية بأبهى صورها.
*مشاركات وشهادات
1.:المفوض العام لحقوق الإنسان في الأردن جمال الشمايلة:
إن هذا الإنجاز يجسد اهتمام الأردن بالعلم والثقافة وحرية التعبير التي هي مكفولة بالدستور، و بما تجسده المجلدات من وعي مبكر في تأسيس الدول بمختلف قطاعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية.
* 2.:
مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة:
كشف إن المكتبة ذاكرة الوطن وحاضنة تاريخه ونحتفل بإطلاق الإصدار الجديد من جريدة الشرق العربي بطبعته الثانية وبمجلداته الثلاثة بحلة جديدة بمناسبة اليوبيل الفضي.

و أن "المكتبة" أطلقت الطبعة الأولى من جريدة الشرق العربي بمجلداتها الثلاثة في المئوية الأولى للدولة الأردنية بجهود مضنية قام بها فريق العمل في الدائرة من خلال البحث عن جميع اعداد الجريدة، ومن ثم عملية المسح الضوئي والأرشفة والتجميع والصف ما قبل الطباعة.
وأوضح أن إطلاق الطبعة الثانية من جريدة الشرق العربي، بمجلداتها الثلاثة والمزودة بفهرس خاص لكل مجلد يبين توزيع الأعداد على الصفحات وفهرسة تاريخية للأحداث والقوانين المهمة والتي تقارب بمجموعها 2400 صفحة، والتي حوت في مضامينها أعداد جريدة الشرق العربي منذ صدورها في عام 1923 وبمجموع 212 عددا موزعة على ثلاثة مجلدات، احتوى المجلد الأول منها على الاعداد من (1-119)، والمجلد الثاني على الاعداد من (120-174)، واحتوى المجلد الثالث على الاعداد من (175-212).
* 3.:
الباحث الدكتور محمد المناصير:
ووصف نشأة وصدور صحيفة "الحق يعلو" وصولا الى تأسيس جريدة الشرق العربي، ولفت إلى أن جريدة الشرق العربي كانت صحيفة شعبية وتعبر عن الدولة الاردنية آنذاك، وتتابع أخبار الأردن وفلسطين والدول العربية، تعد مصدرا مهما للتاريخ العربي.
*4.:
الباحث الدكتور حسين الشقيرات:
وصف صدور الطبعة الثانية من هذه المجلدات، مثمنا جهود القائمين عليها.
واستعرض أبرز ملامح الطبعة الثانية منها، والإضافات والتنقيحات التي شملتها وأهمية إضافة الفهارس.
واشتمل الحفل على عرض فيلم عن مراحل إعداد جريدة الشرق العربي وإعادة تصوير ومعالجة النسخ القديمة منها وطباعاتها وتجهيزها وصولا الى إصدار الطبعة الثانية من مجلداتها.
*عن الموروث الثقافي الوطني في جريدة الشرق العربي
.. ويذكر مركز التوثيق الملكي الهاشمي، بتوافق وتعاضد عن حكاية الجريدة، فيقول، مؤكدا ما درسته وعملت عليه المكتبة الوطنية لسنوات:تعد جريدة الشرق العربي الجريدة الأولى بعد تأسيس الإمارة الأردنية لتكون استمراراً وحاملة لإرث وفكر صحافة الثورة ومسيرة النهضة الأردنية، وكانت تقبل المقالات العلمية والفنية والأدبية، وذلك بموجب قانون تأسيس الجريدة الرسمية المؤرخ في 13 / 5 / 1923 م، رقم (148)، والذي جاء في خمس مواد أهمها:
المادة (1): تؤسس جريدة رسمية في منطقة الشرق العربي باسم (جريدة الشرق العربي).
المادة (2): تدار هذه الجريدة من قبل مدير مرتبط بإدارة المالية ويُعيّن له مساعدون عند الاقتضاء.
المادة (3): تنشر هذه الجريدة أسبوعياً في الحال الحاضرة ويمكن اصدارها مرتين في الأسبوع.
وجاء في افتتاحية العدد الاول (والقلم وما يسطرون، إن هذه إلاْ صحيفة نبدأ بنشرها في مطلع فجر جديد، وفي يوم هزت بشائر الاتحاد العربي القلوب متطلعين بنور الأمل إلى صاحب الجلالة الهاشمية (الحسين بن علي) منقذ العرب والساعي لتأسيس وحدتهم وجمع كلمتهم والنهوض بهم إلى مصاف الأمم الحية).
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها على أنها ستقوم بمهمة نشر الإعلانات والأوامر والأنظمة التي ستقررها حكومة الإمارة الأردنية، وقد أفرد العدد الأول من جريدة الشرق العربي مساحة كبيرة منه لمراسيم استقلال الإمارة الأردنية والذي كان برعاية الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه.
وقد اتسمت ( الشرق العربي ) ببساطة المظهر والترتيب وكتبت مقالاتها وأخبارها بأسلوب رصين، فاتسمت بالأسلوب الراقي والجد والرزانة، وعلى الرغم من أنها جريدة رسمية إلاّ أن أعمدتها كانت حافلة بالمقالات التي تعالج القضايا الوطنية والقومية والإسلامية وحتى الإنسانية، فهي لم تكن مجرد جريدة محلية رسمية بل كان مجال اهتمامها يتعدى نطاق الأردن كما تعدى نطاق الإعلان عن الأنظمة والقوانين فقد تفاعلت مع القضايا القومية المطروحة بجرأة وكان على رأسها المشروع النهضوي الهاشمي وقدمت سجلا حافلا لنشاط الشريف الحسين بن علي قائد النهضة العربية أثناء زيارته إلى الأردن، وقد بينت لنا الجريدة من خلال أعدادها بشكل عام بدايات النهضة التعليمية والاقتصادية والزراعية والاجتماعية في إمارة شرقي الأردن والتي تمثلت بإنشاء المدارس والمعاهد وإقامة المشافي وتنظيم الأحوال العامة من خلال الارادات السنية التي استهدفت تحسين الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية والصحية.
وقد تولى إدارة الجريدة والكتابة بها الباحث الراحل محمد الشريقي بالإضافة إلى عدد من الأدباء والمفكرين والشخصيات أمثال محمد طاهر الحسيني، محمود الكرمي، حنا القسوس، الدكتور ناجي الأصيل، محمد المحيسن، ومحمد نديم الملاح… وآخرون.
ويضم مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي في أرشيفه اصدارات جريدة الشرق العربي من العدد الأول والذي صدر بتاريخ 12 شوال عام 1341 هـ / الموافق 28 أيار 1923م، الى العدد رقم 105 والذي صدر بتاريخ 3 ذو القعدة عام 1343هـ/ الموافق 25 أيار عام 1925م.
.. المنجز، موروث مهم من الوثائق والمكتبة الأردنية العربية التي عنيت بها وزارة الثقافة بجهود ودعم الوزيرة المجتهد، بوعي وتنوير مستقبلي، بضرورة ارتياد المستقبل مع وعى قدرتنا ثقافتنا الوطنية الأردنية، بكل امتدادها الحضاري والفكري.
*ثقافتنا في وثائقنا.. هويتنا
المرجعية والأثر، الذي انطلق من داذرة المكتبة الوطنية، جعل مديرها العالم المقدر د. نضال العياصرة، يتفق، مشددا على وعى وادراك تشاركية شخصية وكيان وزيرة الثقافة وخضورها العلمي، الثقافي، السياسي، مندوبة عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وفي ذلك قال مستعرضا نشأة ومسيرة دائرة المكتبة الوطنية وصولا إلى مبناها الحالي وما شهدته من تطوير وتحديث في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، منوها إلى أن هذا الصرح الوطني الحالي هو احد الانجازات التي تحققت خلال الربع قرن الأخير.
.. وهنا تلفت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إلى دلالة وكينونة الكتاب الأردني، كأحد أوعية العمل الثقافي والإبداعي والحضارية، والسند الوثائقي الذي يحمل ارادتنا سرديتنا الوطنية الأردنية إلى العالم والمجتمع الدولي.
*huss2d@yahoo.com

نيسان ـ نشر في 2024-06-12 الساعة 10:52


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً