الماضي وحدادين وتحالف الأضداد
نيسان ـ نشر في 2024-06-24 الساعة 17:39
نيسان ـ لستُ في صدد تسخين أجواء النِّقاش الوطني حول مصطلحات المواجهة والتَّنافس مع أنَّ كلا المصطلحين يؤديان نفس المعنى إذا أُخذ المخاض في الحوار بحسن نيَّة، وقد يأخذ المصطلح معنىً إقصائياً إذا قُصد في المواجهة الصدام المادي بين الأحزاب والتيارات، وفي كل الأحوال فإنَّ المغالبة الجماهيرية مشروعة في العمل الوطني متى كان الهدف السعي نحو الأغلبية البرلمانية واحترام دور الأقلية بقدر حضورها في الشارع السياسي، ولربما نُصاب بالذهان عندما نشهد امتزاج الماء بالزيت والماركسية باليمين المحافظ.
مشكلتنا في واقعنا السِّياسي الأردني استقواء الأقلية، وتسللها اللاديمقراطي إلى مواقع السلطة بالحيلة، والخداع، والتَّوبة المأجورة، والإستتابة الدائمة على قلتها؛ لكن الأخطر في حياتنا السياسية يكمن في الأثواب المستعارة والمؤقتة التي ترافق تحديثنا السياسي، وتلك معضلة وطنية تتحملها النُّخب والأحزاب والدَّولة.
من حق شيخنا الماضي أن يدافع عن ارثه التَّاريخي مع الإسلاميين، وإعطاء الخطاب الإسلامي مظلَّة عشائرية ضمن الرؤى والدوافع والمنطلقات التي إرتآها وقتذاك، ومن حقه الآن أن يلج اليسار مؤثراً أو متأثراً، ويمارس دور الرفيق الذي يؤمن بأنَّ الحرية لا حد لها أو قيد، ولكن بالمقابل هل التَّيار الديمقراطي يتقبل أفكار الوافدين الجدد، وما هو موقف التَّحالف المرتقب وحلفاؤه من المبدأ الدستوري الذي يقول إنَّ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع؟ وهل يُجمع او يؤمن اليَّسار والإسلام السياسي بالهويَّة الوطنية الأردنية؟ أم إنها ما زالت وجهة نظر؟.
وكذلك من حق الصديق حدادين أن يقوّض دور الإسلامين والوسط المحافظ في المشهد السياسي العام إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن حق تلك التّيارات أن تضع حدادين ويساريته المترعة بالأمل في مكانها التي يليق بها او تستحق، كما فعلوا في عقود سابقة، ولعل المراقبة الحصيفة للواقع السياسي الأردني تشي بأنَّ اليسار قد ولج لبعض مفاصل السُّلطة وتسلل أحياناً بالتعيين لا بالانتخاب؛ مما يعني معه أن اليسار لا يقلق -البتة- الوسط المحافظ، وأن المواجهة الديمقراطية التي ينشدها الأخير هي مع الإسلام السياسي بخطابه المعارض العنيد الذي تمنينا فيه غير ذي مرة بناء شراكة أخلاقية وطنية يعترفون فيها حقّاً بثوابت الدولة وقيمها الراسخة ومضامين دستورها العتيد.
على الجميع أن يدرك بقناعة بأن الوسط المحافظ هو من يقود المجتمع رغم كل محاولات القفز هنا أو هناك، وأن قبول الشَّراكة مع التَّيارات الأخرى يقوم على منطق الأغلبية لا المغالبة، ولعل النسبة التي أطلقها حدادين حول حجم ما أسماه ب "التيار الديمقراطي التقدمي" هو ثلث ما ذهب إليه، والإسلام السياسي هو ضعف هذا الثلث، والباقي هم تيار الموالاة من الوسط المحافظ الذين بنوا الوطن والجيش في الوقت الذي كان فيه الغلاة يشتمون الدولة على منابر الغرباء، ويرقصون في مسارح الغير دون أن يرعوا في الوطن إلّا ولا ذمَّة.
نحن على مرمى وجع من الإنتخابات نعصبُ فيه الجرح على مذبح الحياء والوفاء للوطن والعرش، وعندها فقط سيدرك الجميع حجم البتر والغدر في تجربتنا الوطنية، وحتماً عندها سيكون للحديث بقية..
مشكلتنا في واقعنا السِّياسي الأردني استقواء الأقلية، وتسللها اللاديمقراطي إلى مواقع السلطة بالحيلة، والخداع، والتَّوبة المأجورة، والإستتابة الدائمة على قلتها؛ لكن الأخطر في حياتنا السياسية يكمن في الأثواب المستعارة والمؤقتة التي ترافق تحديثنا السياسي، وتلك معضلة وطنية تتحملها النُّخب والأحزاب والدَّولة.
من حق شيخنا الماضي أن يدافع عن ارثه التَّاريخي مع الإسلاميين، وإعطاء الخطاب الإسلامي مظلَّة عشائرية ضمن الرؤى والدوافع والمنطلقات التي إرتآها وقتذاك، ومن حقه الآن أن يلج اليسار مؤثراً أو متأثراً، ويمارس دور الرفيق الذي يؤمن بأنَّ الحرية لا حد لها أو قيد، ولكن بالمقابل هل التَّيار الديمقراطي يتقبل أفكار الوافدين الجدد، وما هو موقف التَّحالف المرتقب وحلفاؤه من المبدأ الدستوري الذي يقول إنَّ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع؟ وهل يُجمع او يؤمن اليَّسار والإسلام السياسي بالهويَّة الوطنية الأردنية؟ أم إنها ما زالت وجهة نظر؟.
وكذلك من حق الصديق حدادين أن يقوّض دور الإسلامين والوسط المحافظ في المشهد السياسي العام إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن حق تلك التّيارات أن تضع حدادين ويساريته المترعة بالأمل في مكانها التي يليق بها او تستحق، كما فعلوا في عقود سابقة، ولعل المراقبة الحصيفة للواقع السياسي الأردني تشي بأنَّ اليسار قد ولج لبعض مفاصل السُّلطة وتسلل أحياناً بالتعيين لا بالانتخاب؛ مما يعني معه أن اليسار لا يقلق -البتة- الوسط المحافظ، وأن المواجهة الديمقراطية التي ينشدها الأخير هي مع الإسلام السياسي بخطابه المعارض العنيد الذي تمنينا فيه غير ذي مرة بناء شراكة أخلاقية وطنية يعترفون فيها حقّاً بثوابت الدولة وقيمها الراسخة ومضامين دستورها العتيد.
على الجميع أن يدرك بقناعة بأن الوسط المحافظ هو من يقود المجتمع رغم كل محاولات القفز هنا أو هناك، وأن قبول الشَّراكة مع التَّيارات الأخرى يقوم على منطق الأغلبية لا المغالبة، ولعل النسبة التي أطلقها حدادين حول حجم ما أسماه ب "التيار الديمقراطي التقدمي" هو ثلث ما ذهب إليه، والإسلام السياسي هو ضعف هذا الثلث، والباقي هم تيار الموالاة من الوسط المحافظ الذين بنوا الوطن والجيش في الوقت الذي كان فيه الغلاة يشتمون الدولة على منابر الغرباء، ويرقصون في مسارح الغير دون أن يرعوا في الوطن إلّا ولا ذمَّة.
نحن على مرمى وجع من الإنتخابات نعصبُ فيه الجرح على مذبح الحياء والوفاء للوطن والعرش، وعندها فقط سيدرك الجميع حجم البتر والغدر في تجربتنا الوطنية، وحتماً عندها سيكون للحديث بقية..
نيسان ـ نشر في 2024-06-24 الساعة 17:39
رأي: