اتصل بنا
 

أداء 'إيرباص' يكشف حدود هيمنة الاحتكار الثنائي

نيسان ـ نشر في 2024-06-27 الساعة 03:33

x
نيسان ـ تصور السيناريو التالي: أنت تنتمي إلى احتكار ثنائي في قطاع يشهد نمواً هائلاً في الطلب، ومنافسك تعوقه صعوبات تشغيلية ومالية كبيرة، فمن الطبيعي أن تفضي هذه الوصفة إلى قفزة في الأرباح.
لكن لا يبدو أن هذه هي الحال بالنسبة لشركة إيرباص لصناعة الطائرات، حيث انخفض السهم بأكثر من 10% قبل يومين، بعد تحذيرات حيال وتيرة تسليم الطائرات ومشكلات مستمرة في قسم الفضاء التابع للشركة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا المزيج إلى خفض توقعات الأرباح قبل الفوائد والضرائب لهذا العام بمقدار 1.2 مليار يورو، أو نحو 18 %، وفقاً لفيليب بولر من بيرنبرغ.
إن المشكلة لا تكمن في أن شركة إيرباص تفتقر إلى مسار للنمو، فعلى العكس من ذلك، تفوقت الشركة باستمرار على منافستها المتعثرة بوينغ في حجم الطلبيات الجديدة. وقبل التحذير الصادم، توقع المحللون أن تتضاعف الأرباح إلى قرابة 7.5 مليارات يورو بين عامي 2023 و2026، بحسب تقديرات إس آند بي كابيتال آي كيو.
تكمن مشكلة إيرباص بدلاً من ذلك في التنفيذ، حيث تجد الشركة نفسها مقيدة بسلاسل توريد غير مرنة، وتبرز في هذا السياق الاختناقات في صناعة هياكل الطائرات، ومعدات المقصورة، ومؤخراً المحركات، كأسباب لتسليم عدد أقل من الطائرات بنحو 30 طائرة مما كان مخططاً له هذا العام. كما أن الشركة أجلت هدفها المتمثل في زيادة عدد طائرات طراز «إيه 320» إلى 75 طائرة شهرياً لمدة عام إلى 2027. ويعد ذلك موضع اهتمام كبير من المستثمرين، فلا يزال المتوسط المتحرك لعمليات التسليم الشهرية لمدة 12 شهراً أقل من 50، بحسب ما قاله ساش توسا من «أجنسي بارتنرز».
وتتمثل الرسالة المؤسفة الناتجة عن الصعوبات التي تواجه شركة إيرباص بالنسبة لركاب الطائرات هي توقع زيادة مستمرة غير مسبوقة في أسعار التذاكر. وبالنسبة للآخرين، فهي تسلط الضوء على التعقيد الشديد لصناعة الطائرات. ويتطلب تكثيف الإنتاج تدريب موظفين ذوي مهارات عالية، واعتماد المكونات والإجراءات. ولن يكون من الحكمة تقليل جوانب الإنتاج، كما فعلت بوينغ من جانبها.
إن قيود هيمنة الاحتكار الثنائي تعني أن شركة إيرباص لا تستطيع في ظل أزمة قدرات التوريد أن تستفيد بدرجة كبيرة من الأزمات التي تعانيها شركة بوينغ. وعلى الرغم من أنهما يتشاركان بعض الموردين، إلا أن التصنيع عادةً ما يرتبط ببرامج محددة ليس من السهل تغييرها. وفي الوقع، في أسوأ الظروف، يمكن أن يكون للاضطرابات لدى أحد العملاء تداعيات متتالية على العميل الآخر، كما يتضح من خطوة إيرباص للاستحواذ على بعض أجزاء من شركة «سبيريت آيروسيستمز» الموردة لشركة بوينغ.
لقد عادت التوقعات إزاء مدى الاستفادة الفعلية لشركة إيرباص من أزمة بوينغ إلى الواقع الصعب. وحتى في الوقت الراهن، يبدو أن خطط تكثيف الإنتاج ستمثل تحدياً صعباً. وفي ظل التقييم المنخفض، يتم تداول أسهم الشركة بمعدل 28 ضعف أرباح هذا العام، وفقاً لتقديرات دويتشه بنك. وهذا لا يبشر بمسيرة سلسلة للسهم.

نيسان ـ نشر في 2024-06-27 الساعة 03:33

الكلمات الأكثر بحثاً