اتصل بنا
 

في انتخابات بريطانيا.. غزة لم تخسر ولم تكسب

نيسان ـ نشر في 2024-07-06 الساعة 11:10

نيسان ـ علي سعادةعلي سعادة
نعم صحيح؛ فاز حزب العمال بالانتخابات البريطانية، وكلف رئيسه كير ستارمر برئاسة الحكومة رسميا، لكنه لم يكن تصويتا للحزب ومحبة فيه أو اقتناعا ببرنامجه الانتخابي، وإنما كراهية لحزب المحافظين بعد 14 عاما من وجودهم في السلطة، ما أدى إلى تدمير البنى ‏التحتية في بريطانيا، وزيادة التضخم، وارتفاع الأسعار، وشبه ‏انهيار للنظام الصحي.

حزب المحافظين واجه أسوأ نتائج له منذ 200 عام، أما ‏العمال، فهي الأفضل له منذ عام 1997. وسط انهيار للمحافظين وخسارة ‏وزراء مقاعدهم البرلمانية. وتعد الانتخابات هزيمة لريشي ‏سوناك الباهت والعنصري والمتردد، الذي لم يمض على توليه الوزارة سوى عامين في "‏‏10 دواننينغ ستريت" مقر رئيس الحكومة البريطانية.
صحيفة الغارديان البريطانية أكدت في تحليل لها لنتائج الانتخابات، أن فوز حزب العمال المذهل لم يكن ‏بسبب حب الناخبين له، ولكن لكراهيتهم المحافظين. وبدا أن ‏الناخب البريطاني كان يريد معاقبة الحزب الحاكم وبشدة‏، ولم يرد ‏الناخبون على ما يبدو المغفرة لحزب المحافظين؛ لأنه كان ‏مسؤولا عن عدد من الكوارث، وبخاصة الميزانية المصغرة ‏التي قدمتها رئيسة الحكومة ليز تراس عام 2022، وأدت إلى زيادة رسوم ‏الرهن العقاري وزيادة سعر الفائدة.
انتصار حزب العمال ‏الساحق، يعطي صورة أن السياسة في بريطانيا باتت متقلبة، ‏فلم تعد الولاءات القديمة للناخبين والموزعة بين العمال ‏والمحافظين معيارا للسياسة، وأثبتت أن الانتخابات البريطانية أن الناخبين مستعدين لمعاقبة الساسة ‏وبقسوة، حال فشلوا في مهمتهم.‏
وفاز الزعيم السابق لحزب العمال، والسياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين بمقعده البرلماني، في دائرة إيسلينغتون التي يمثلها منذ عام 1983، وتعهد كوربين بأن يكون شوكة في خاصرة حكومة كير ستارمر المقبلة، بعد خلاف حاد مع خليفته في قيادة الحزب.
وفي علامة على أن نهج حزب العمال في التعامل مع حرب غزة أفقده الدعم في بعض المناطق، تغلب مرشح مستقل آخر حظي بتأييد كوربين، وهو شوكت آدم، على مرشح حزب العمال البارز جوناثان آشورث.
واستقال كوربين من زعامة حزب العمال عام 2019، بعد هزيمة الحزب في الانتخابات وقام ستارمر بعزله من الحزب بعد أقل من عام، متهما إياه بتقويض الجهود المبذولة لمعالجة معاداة السامية.
ملاحظة أخرى هامة في الموضوع وهي أن الناخب عادة ينتخب بناء على مصالحة ومن يقدم حلولا مالية واقتصادية واجتماعية ويخفض الأسعار والضرائب وليس بناء على سياسية بلاده الخارجية، ورغم أن غزة كانت حاضرة في الانتخابات إلا أنها لم تكن ورقة انتخابية مؤثرة بشكل لافت، وربما أدى تشتيت الصوت العربي والإسلامي إلى عدم فوز بعض المرشحين المؤيدين لغزة.
في جميع الأحوال لن يختلف كثيرا ستارمر عن سوناك في السياسة الخارجية فحزب العمال بعد أن تسلم قيادتيه توني بلير سيء الذكر ودوره الفاشي في تدمير العراق وغيرها من مؤامرات مست وطننا العربي ، فقد هويته السياسية بوصفه حزبا يساريا.

نيسان ـ نشر في 2024-07-06 الساعة 11:10


رأي: علي سعادة

الكلمات الأكثر بحثاً