اتصل بنا
 

علي أبو ياسين: ما يسيل الآن في غزة ليس دما بل أرواح هامت تبحث عن محبيها

نيسان ـ نشر في 2024-07-06 الساعة 12:21

x
نيسان ـ يمضي الممثل والمخرج الفلسطيني الغزي علي أبو ياسين أيامه في الحرب على غزة موثقا ومسجلا تفاصيل الإبادة في غزة منشغلا أيضا بمكابدة أيام طويلة للحفاظ على ما يبقيه وعائلته على قيد الحياة في مكان يبدو فيه الموت الثابت الوحيد في غزة.
ويرى أبو ياسين الذي بدأ حياته المهنية عام 1990 أن ما يحدث في غزة لا يشبه أي دراما سابقة أنتجتها أعظم شركات الإنتاج وأنها تمثل المشهد الأعظم للتوحش الذي لا يشبهه شيء.
ويقول الحاصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان تونس عام 2004 عن شخصية "أبو عرب" إن ما يشغل المبدع الفلسطيني في غزة الآن انتهاء هذا الفصل الأكثر دموية وإن النكبة في غزة تتجاوز في فصول مأساتها ما حدث في النكبة الأولى عام 1948.
الجزيرة نت حاورت الكاتب والمخرج الفلسطيني علي أبو ياسين للحديث عن انشغالاته اليومية في الحرب على غزة وتفاصيل المشهد اليومي فيها لمن يعايشها.
على مدى 30 عاما وأكثر وأنت في المسرح وعلى المسرح تكتب له، أسألك عن المسرحية الدموية في غزة ماذا تقول عنها ضمن سياق عملك الدرامي؟
لا أستطيع أن أربط أو أشبّه المسرح بما يحدث الآن في غزة لأن المسرح هو الفرح والوعي والثقافة والرقي والإنسانية والجمال والبناء.
أما ما يحدث هنا فهو على العكس تماما من المسرح؛ هو الهدم والدمار والبشاعة والتخريب وقتل كل شيء بدءا بالإنسان ومرورا بالمباني. إن المنظر العام لغزة هو "سينغرافيا" لدمار هائل لا يوصف صنع بأيد إسرائيلية وأميركية بمنتهى الحقد والكره والقهر الذي يعكس ما وصل إليه الإنسان من جبروت وقهر لأخيه الإنسان.
ما يسيل الآن في غزة ليس دما فقط ولكنه لحم التصق بالإسمنت وأرواح هامت تبحث عن محبيها وعقول ذهبت بلا رجعة وأطفال انزوت في خيامها لا تعلم بعد لماذا هي وحيدة بعد أن فقدت كل أفراد عائلتها
نشعر بأننا نعيش في غابة كبيرة سقطت فيها كل الشعارات والقيم والمبادئ التي نسمعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل ومجلس الأمن وهيئة الأمم والمحاكم الدولية التي لا تنفذ قراراتها إلا على الضعفاء. منذ 8 أشهر ونحن نباد على مرأى من العالم الذي لا يحرك ساكنا سوى من بعض الأصوات الحرة هنا وهناك وبعض الدول الأوروبية وقليل جدا من الدول العربية التي انتصرت لإنسانيتها ولنا، وهي من تعطينا بعضا من الأكسجين الذي يساعدنا على البقاء ويعزز صمودنا.
ما يحدث في غزة لا يشبه أي دراما سابقة أنتجتها أعظم شركات الإنتاج؛ إنه المشهد الأعظم للتوحش الذي لا يشبهه شيء ولا يستطيع القلم وصفه مهما بلغت البلاغة والفصاحة باللغة. ببساطة ما يحدث لا يوصف وسوف نحتاج بعد الحرب لعشرات السنين بحثا وتشخيصا لما حدث وستظل آثاره باقية لأجيال قادمة.
ما يسيل الآن في غزة ليس دما فقط ولكنه لحم التصق بالإسمنت وأرواح هامت تبحث عن محبيها وعقول ذهبت بلا رجعة وأطفال انزوت في خيامها لا تعلم بعد لماذا هي وحيدة بعد أن فقدت كل أفراد عائلتها.

نيسان ـ نشر في 2024-07-06 الساعة 12:21

الكلمات الأكثر بحثاً