ماذا لو ظهر 'الموت الأسود' مجددا في الحروب؟
نيسان ـ نشر في 2024-07-12 الساعة 15:01
x
نيسان ـ ماذا لو استنجد المتحاربون في الوقت الراهن بـ"بالموت الأسود" تماما كما فعل أسلافهم في الحرب العالمية الأولى؟
الغازات السامة أو ما طلق عليها "الموت الأسود"، عرفها العالم قبل وقت طويل من الحرب العالمية الأولى، لكن القادة العسكريين ترددوا في استخدامها في الحروب والصراعات.
كانت بداية استخدام الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى، وتحديدا في أكتوبر/ تشرين أول 1914 حين بدأ الجيش الألماني في استعمال قذائف متشظية بكرات معالجة كيميائيا بمواد مهيجة لإطلاقها على الأعداء. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في مواقع عديدة بينها "متحف الحرب العالمية الأولى".
وبلغ مجموع ما استخدم من العناصر الكيميائية في الحرب العالمية الأولى، والتي شملت غازات الكلور والخردل والبروم والفوسجين، أكثر من مائة ألف طن، وقد أصيب حوالي 1.2 مليون شخص، وقتل نحو 91 ألفا، بينهم 11572 جنديا كنديا، و2000 أمريكي.
غاز الكلور
استعمل الجيش الألماني أسطوانات غاز الكلورين في أبريل/ نيسان عام 1915 في يبرس ضد الجيش الفرنسي، حيث يعمل هذا الغاز على تدمير الجهاز التنفسي للخصم ما يقود إلى موت بطيء خنقا أو ما يعرف بـ«الموت الأسود».
وكان من المهم بدرجة عالية استعمال الغاز في ظروف جوية مناسبة قبل البدء بهجوم الغاز السام.
ومن الأمثلة على ذلك حين استخدم البريطانيون الغاز السام في 25 سبتمبر/ أيلول عام 1915.
فبعد نشر الغاز أمام الجنود البريطانيين ليتمكن الجيش من السيطرة على خنادق العدو بسرعة قبل أن يحصنها العدو مرة أخرى، هبت رياح أرجعت الغاز إلى الجنود.
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
غاز الخردل
استخدم الجيش الألماني غاز الخردل الفتاك لأول مرة بهجماته الكيمائية في 12 يوليو/ تموز عام 1917 ضد قوات بريطانية وفرنسية في بلجيكا.
واكتشف غاز الخردل مصادفة في القرن التاسع عشر من قبل الكيمائي الألماني ألبرت نيمان، وكان بمثابة نقطة تحول في الحرب الكيميائية لأنه فاق في تأثيره المدمر جميع المواد السامة المعروفة في ذلك الوقت.
وحينها، كانت الإمبراطورية الألمانية بدأت في إنتاج غاز الخردل على نطاق صناعي منذ وقت قصير في عام 1916.
ويتسبب هذا الغاز السام في حروق شديدة بالغشاء المخاطي للعينين والجهاز التنفسي، وتقرحات بالجلد، وقد يلقى المصاب حتفه في اليوم الثاني أو الثالث أو بعد عدة أشهر.
ويشير المؤرخون البريطانيون إلى أن خسائرهم الناتجة عن هجمات القوات الألمانية بغاز الخردل تمثل 80 بالمئة من إجمالي عدد الوفيات بالمواد السامة على امتداد الحرب العالمية الأولى.
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
والقوات الألمانية كانت قبل ذلك التاريخ تستخدم في هجماتها على قوات خصومها الغازات السامة ذات التأثير الخانق، وهي الكلور والبروم والفوسجين ودي فوسجين.
وقد تعرضت قوات روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى أكثر من غيرها لعدد كبير من الهجمات الكيميائية الألمانية باستخدام مثل هذه الغازات الخانقة.
ومن بين 500 ألف شخص أصيبوا في المواقع التي تعرضت لمثل هذه الهجمات الكيميائية، قتل حوالي 66 ألفا.
ومن بين أشهر تلك الوقائع التي تظهر بشاعة تأثير هذا السلاح، واحدة جرت في 6 أغسطس/ آب عام 1915 واشتهرت في وقت لاحق باسم "هجوم الموتى".
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
هجوم الموتى
هجوم الرجال الموتى، أو معركة قلعة أوسويك، كانت إحدى معارك الحرب العالمية الأولى التي حاولت خلالها القوات الألمانية السيطرة على قلعة أوسويك (شمال شرق بولندا الآن)، في 6 أغسطس/ آب 1915.
وحصلت الحادثة على اسمها من الجثث الملطخة بالدماء، مثل مظهر المقاتلين الروس بعد قصفهم بمزيج من الغازات السامة والكلور والبروم من قبل الألمان.
وفي ذلك الوقت، قررت قوات الإمبراطورية الألمانية السيطرة على قلعة "أوسوفيتس" الواقعة حاليا في بولندا وكانت حينها ضمن الإمبراطورية الروسية.
والقلعة كانت في موضع استراتيجي، وكانت نقطة مقاومة حصينة تصد تقدم الألمان نحو الأراضي الروسية.
ولم يكن في مقدور القوات المهاجمة الالتفاف على القلعة للتقدم، وذلك لأنها كانت محاطة بمستنقعات يصعب اجتيازها.
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
والقوات الإمبراطورية الألمانية التي كان لها السبق في الحرب العالمية الأولى في استخدام الغازات الكيميائية السامة، قررت ضمان نجاح اقتحامها لقلعة "أوسوفيتس" بتسميم المدافعين الروس بغاز الكلور.
وفي صبيحة يوم 6 أغسطس/ آب عام 1915، فتح الألمان أسطوانات الغاز السام، وحملت رياح خفيفة سحابة من ضباب أخضر داكن هي عبارة عن خليط من غازي الكلور والبروم إلى المواقع الروسية.
ولم يكن لدى المدافعين الروس عن القلعة أقنعة ولا أي نوع من الوسائل للوقاية من هذا السلاح الفتاك.
ويصف المشهد المرعب أحد المدافعين عن القلعة بقوله: "تم تسميم جميع الكائنات الحية في الهواء الطلق على رأس جسر القلعة حتى الموت".
وأضاف أنه "جرى تدمير جميع المساحات الخضراء في القلعة وفي المنطقة المجاورة على طول مسار الغازات، وتحولت الأوراق على الأشجار إلى اللون الأصفر، ضمرت وسقطت، وتحول العشب إلى اللون الأسود واستلقى على الأرض، وتناثرت بتلات الزهور حولها".
الغازات السامة أو ما طلق عليها "الموت الأسود"، عرفها العالم قبل وقت طويل من الحرب العالمية الأولى، لكن القادة العسكريين ترددوا في استخدامها في الحروب والصراعات.
كانت بداية استخدام الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى، وتحديدا في أكتوبر/ تشرين أول 1914 حين بدأ الجيش الألماني في استعمال قذائف متشظية بكرات معالجة كيميائيا بمواد مهيجة لإطلاقها على الأعداء. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في مواقع عديدة بينها "متحف الحرب العالمية الأولى".
وبلغ مجموع ما استخدم من العناصر الكيميائية في الحرب العالمية الأولى، والتي شملت غازات الكلور والخردل والبروم والفوسجين، أكثر من مائة ألف طن، وقد أصيب حوالي 1.2 مليون شخص، وقتل نحو 91 ألفا، بينهم 11572 جنديا كنديا، و2000 أمريكي.
غاز الكلور
استعمل الجيش الألماني أسطوانات غاز الكلورين في أبريل/ نيسان عام 1915 في يبرس ضد الجيش الفرنسي، حيث يعمل هذا الغاز على تدمير الجهاز التنفسي للخصم ما يقود إلى موت بطيء خنقا أو ما يعرف بـ«الموت الأسود».
وكان من المهم بدرجة عالية استعمال الغاز في ظروف جوية مناسبة قبل البدء بهجوم الغاز السام.
ومن الأمثلة على ذلك حين استخدم البريطانيون الغاز السام في 25 سبتمبر/ أيلول عام 1915.
فبعد نشر الغاز أمام الجنود البريطانيين ليتمكن الجيش من السيطرة على خنادق العدو بسرعة قبل أن يحصنها العدو مرة أخرى، هبت رياح أرجعت الغاز إلى الجنود.
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
غاز الخردل
استخدم الجيش الألماني غاز الخردل الفتاك لأول مرة بهجماته الكيمائية في 12 يوليو/ تموز عام 1917 ضد قوات بريطانية وفرنسية في بلجيكا.
واكتشف غاز الخردل مصادفة في القرن التاسع عشر من قبل الكيمائي الألماني ألبرت نيمان، وكان بمثابة نقطة تحول في الحرب الكيميائية لأنه فاق في تأثيره المدمر جميع المواد السامة المعروفة في ذلك الوقت.
وحينها، كانت الإمبراطورية الألمانية بدأت في إنتاج غاز الخردل على نطاق صناعي منذ وقت قصير في عام 1916.
ويتسبب هذا الغاز السام في حروق شديدة بالغشاء المخاطي للعينين والجهاز التنفسي، وتقرحات بالجلد، وقد يلقى المصاب حتفه في اليوم الثاني أو الثالث أو بعد عدة أشهر.
ويشير المؤرخون البريطانيون إلى أن خسائرهم الناتجة عن هجمات القوات الألمانية بغاز الخردل تمثل 80 بالمئة من إجمالي عدد الوفيات بالمواد السامة على امتداد الحرب العالمية الأولى.
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
والقوات الألمانية كانت قبل ذلك التاريخ تستخدم في هجماتها على قوات خصومها الغازات السامة ذات التأثير الخانق، وهي الكلور والبروم والفوسجين ودي فوسجين.
وقد تعرضت قوات روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى أكثر من غيرها لعدد كبير من الهجمات الكيميائية الألمانية باستخدام مثل هذه الغازات الخانقة.
ومن بين 500 ألف شخص أصيبوا في المواقع التي تعرضت لمثل هذه الهجمات الكيميائية، قتل حوالي 66 ألفا.
ومن بين أشهر تلك الوقائع التي تظهر بشاعة تأثير هذا السلاح، واحدة جرت في 6 أغسطس/ آب عام 1915 واشتهرت في وقت لاحق باسم "هجوم الموتى".
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
هجوم الموتى
هجوم الرجال الموتى، أو معركة قلعة أوسويك، كانت إحدى معارك الحرب العالمية الأولى التي حاولت خلالها القوات الألمانية السيطرة على قلعة أوسويك (شمال شرق بولندا الآن)، في 6 أغسطس/ آب 1915.
وحصلت الحادثة على اسمها من الجثث الملطخة بالدماء، مثل مظهر المقاتلين الروس بعد قصفهم بمزيج من الغازات السامة والكلور والبروم من قبل الألمان.
وفي ذلك الوقت، قررت قوات الإمبراطورية الألمانية السيطرة على قلعة "أوسوفيتس" الواقعة حاليا في بولندا وكانت حينها ضمن الإمبراطورية الروسية.
والقلعة كانت في موضع استراتيجي، وكانت نقطة مقاومة حصينة تصد تقدم الألمان نحو الأراضي الروسية.
ولم يكن في مقدور القوات المهاجمة الالتفاف على القلعة للتقدم، وذلك لأنها كانت محاطة بمستنقعات يصعب اجتيازها.
جنود يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز خلال الحرب العالمية الأولى
والقوات الإمبراطورية الألمانية التي كان لها السبق في الحرب العالمية الأولى في استخدام الغازات الكيميائية السامة، قررت ضمان نجاح اقتحامها لقلعة "أوسوفيتس" بتسميم المدافعين الروس بغاز الكلور.
وفي صبيحة يوم 6 أغسطس/ آب عام 1915، فتح الألمان أسطوانات الغاز السام، وحملت رياح خفيفة سحابة من ضباب أخضر داكن هي عبارة عن خليط من غازي الكلور والبروم إلى المواقع الروسية.
ولم يكن لدى المدافعين الروس عن القلعة أقنعة ولا أي نوع من الوسائل للوقاية من هذا السلاح الفتاك.
ويصف المشهد المرعب أحد المدافعين عن القلعة بقوله: "تم تسميم جميع الكائنات الحية في الهواء الطلق على رأس جسر القلعة حتى الموت".
وأضاف أنه "جرى تدمير جميع المساحات الخضراء في القلعة وفي المنطقة المجاورة على طول مسار الغازات، وتحولت الأوراق على الأشجار إلى اللون الأصفر، ضمرت وسقطت، وتحول العشب إلى اللون الأسود واستلقى على الأرض، وتناثرت بتلات الزهور حولها".