اتصل بنا
 

الانكشارية وضريبة الغلمان‼

نيسان ـ نشر في 2024-07-15 الساعة 08:40

الانكشارية وضريبة الغلمان‼
نيسان ـ الانكشارية وضريبة الغلمان‼
«الانكشارية» هى مسمى فرقة عسكرية ؛
يعرف أنها مثلت قوة جيش العثمانيون في غزواتهم وسبب تحولها من إمارة عثمانية إلى دولة كبيرة؛ لكنها تتكون من الجنود الع@بيد اليونانيين والصرب والألبان والأوربيين وغيرهم من الأجانب الذين خضعت أراضيهم للدولة العثمانية.
هذه الفرقة أنشأها «أورخان خان» ثاني سلاطين بني عثمان خلال القرن الرابع عشر الميلادي في 1363م
وذلك لكسر شوكة جنوده الترك من الفلاحين والفرسان من قبائل تركية بداية عهد السلطنة، إذ يشاركون في الحروب للحصول على الغنائم كمجاهدين ؛
ومتى انتهت الحرب عادوا لمزارعهم بالغنائم ؛
فيما ولاؤهم لقبائلهم أكثر من السلطان العثماني ؛
لهذا خشي أورخان انتزاع السلطة ؛
وفكر بتنظيم جيشه وتكوين فرقة المشاة «الانكشارية» التي تعني الجنود الجدد وزاد تنظيمها ابنه من بعده ...
لكن كيف تكونت «الانكشارية»؟ بدأت الفكرة بأسرى الحرب اليتامى والمشردين الصغار في المناطق التي غزاها العثمانيون، لكن عددهم لا يفي، فتم اقتراح ضريبة «الغلمان» أفتى بها مفتي الدولة العثمانية الملقب بـ»شيخ الإسلام» وجوازه قياسًا على أخذ الخمس في الغنائم ...
وهكذا فُرضت ضريبة بشريّة لتكوين «الإنكشارية» تُسمى «ضريبة الغلمان» أو «الدوشيرمة»! حيث يذهب ممثلو السلطان العثماني إلى القرى والمدن الخاضعة للعثمانيين، ويتم أخذ أفضل وأذكى طفل من كلّ أسرة ليس وحيدها، ما بين عمر 8 ـ 14 كضريبة بشريّة بجانب الجزية التي يدفعونها للخزينة العثمانية ...
وكان الأطفال المنتزعون من أسرهم يتم توزيعهم على العائلات الفلاحية التركية ليتعلموا اللغة والتقاليد، ثم يتم إدخالهم الثكنات - التى يقع أغلبها فى اسطنبول-وتصبح صفة الواحد منهم "ينى جى عجمى أوغلان" أى "الجندى الغلام العجمى المستجد" ويتلقون تدريبات قاسية تحت طائلة عقوبات تبدأ من الجلد حتى الإعدام مروراً بالحبس والإخصاء
ولكنهم يتميزون بعد ذلك بتلقى رواتب عالية جداً وبحصانة من الملاحقة من القضاء المدني.. وهذا ما أدى مع الوقت - إضافة لعامل العُزلة والانتزاع من الأسرة - إلى تحولهم لقوة باطشة نالت من السلطة نفسها !
ساهم الجيش الانكشارى فى العديد من الانتصارات المهمة للدولة العثمانية، ومن بينها غزو القسطنطينية فى ربيع عام 1453، والمعركة التى وقعت فى مواجهة الصفويين فى جالديران عام 1514،
وقد اتبع الجيش الانكشارى أسلوب الهجمات السريعة من إطلاق النار، وبالتالى كانوا يقدمون الضربة الحاسمة النهائية فى المواجهات، الأمر الذى جعل الأوروبيين يرون بأن الجيش الانكشارى هو السلاح السرى للدولة العثمانية، وهو قادر على استخدام الأسلحة النارية بشكلٍ فعال، وقد كان أعظم انتصارٍ لهم عندما استطاعوا هزيمة عشرات الفرسان باستخدام البنادق الدقيقة فى معركة موهاج عام 1526 ...
عندما أدرك الجيش الانكشارى أهميته، بدأ يرغب فى الحصول على حياةٍ أفضل، ممّا دفعهم لتنظيم ثورةٍ عام 1449، للمطالبة بأجورٍ أعلى، وتكرر ذلك عدّة مراتٍ فى القرون التالية، وقد تحول الجيش تدريجياً إلى قوةٍ فاسدةٍ بسبب جمعهم للثروة، وحصولهم على القوة والنفوذ، إلى أن قام محمود الثانى بحلّ هذا الجيش قسراً فى عام 1826 لكنهم لم يلتزموا.
وبالتالى خرجت قوات السلطان إلى ميدان الخيل باسطنبول وكانت تطل عليه ثكنات الإنكشارية، وتحتشد فيه الفيالق الإنكشارية المتمردة، ولم يمض وقت طويل حتى أحاط رجال المدفعية الميدان، وسلطوا مدافعهم على الإنكشارية من كل الجهات، فحصدتهم حصدًا، بعد أن عجزوا عن المقاومة، وسقط منهم ستة آلاف جندى إنكشارى .
منقول عن // التاريخ المفقود و الضائع

نيسان ـ نشر في 2024-07-15 الساعة 08:40

الكلمات الأكثر بحثاً