شرايين الحياة معطلة في الجنوب ..
نيسان ـ نشر في 2015-11-23 الساعة 16:29
إبراهيم قبيلات
عطل مواطنون جنوبيون شرايين الحياة في مدينة البتراء في تصعيد شعبي للمطالبة بحل قضية البيع الآجل "التعزيم".
الأخبار القادمة من هناك تقول إن المتضررين نفذوا إضراباً عاماً شل المرافق كافة؛ سياحية، ومؤسسات خدماتية، وتجارية ورسمية، بعد أن انخرط في دائرة الاحتجاج شيوخ ووجهاء عشائر في المنطقة إلى جانب الناشطين والمتضررين؛ رفضا لما أسموه مماطلة الحكومة في قضية "البيع الآجل".
لم يلجأ المواطنون في البتراء والشوبك ووادي موسى إلى خيارهم الأخير، إلا بعد أن زادت خشيتهم من ضياع حقوقهم المالية التي وضعوها في سلة "التعزيم".
الخطر القادم من الجانوب ليس فقط في نوعية التصعيد والتلويح بتنفيذ عصيان مدني تم تنفيذه، بل في تداعيات تجارة التعزيم وما خلفته من آثار تهدد السلم الاجتماعي وتضعه على الحافة، بعد أن خسر الناس كل ما يملكونه.
أوصل الغاضبون من سياسية التسويف الرسمي رسالتهم إلى الحكومة عبر "سلمية احتجاجهم" التي وصفها مراقبون بـ"الحضارية"، فقد خلت من كل مظاهر التخريب والعمل غير المسؤول. هل هذا ما تريده الحكومة؟ هل تسعى إلى إنضاج الحركات الشعبية وقوننتها؟.
الحكومة تقف على تفاصيل البيع الآجل وغير الآجل في الجنوب والشمال، وحتى قبل أن يظهر على السطح، لكن ما لا يُفهم هو صمتها حتى اللحظة وعدم تحملها المسؤولية في كشف الحقائق وتنفيذ القانون وإعادة الأموال إلى الناس إن بقي منها شيء.
في الجنوب لا يوجد مدخرات وعقارات يلجأ إليها الأهالي لتعويض خسائرهم، في الجنوب كل ما يمتلك الناس لا يتجاوز حبهم للأرض والمكان. في الجنوب أيضاً أطفال نسوا حلمهم وراحوا ينخرطون في معامل الإنتاج القسري. في الجنوب نخوة نكاد نفتقدها. وفي الجنوب فقر ابتلع طموح الناس منذ أمد ولا يوجد ما يخسرونه.