اتصل بنا
 

هل يمكن ان تعيش بـ 10 شخصيات حقيقية .. اقرأ هذا (الفتح العلمي)

نيسان ـ نشر في 2015-11-23 الساعة 17:54

x
نيسان ـ

نشرت مجلّة PsyCh للطبّ النّفسيّ تقريراً لدراسة عن حالة مرضيّة (case study) قام بها باحثان نفسيّان ألمانيّان على مريضة مُصابة بنوع غريب من اضطراب تعدّد الشّخصيّات الّذي أصبح يُعرف مؤخّراً بـ"اضطراب الهويّة التفارُقيّة".

هذه المريضة أُصيبت قبل 13 سنة بحادث سير فقدت جرّاءه بصرها على الرّغم من عدم تأثّر عينيها من الحادث، الأمر الّذي عزاه الأطباء إلى خلل أصاب القشرة الدماغيّة المسؤولة عن البصر - وهو ما يُعرف بالعمى القشريّ – لكن دون وجود دليل واضح على ذلك.

لاحقاً، قرّرت هذه المريضة أن تُتابع العلاج النّفسيّ لمرض إضراب الهويّة التفارقيّة هذا بعد أن ازداد سوءاً ليُلاحظ المُعالجون تنقّلها بين عشر شخصيّات مختلفة من حيث "الاسم، والعمر، والنوع، والجنس، والمزاج، والصوت، وتعابير الوجه وملامحه". أن تتنقل المريضة لعشر شخصيّات ليس أمراً نادراً في هذا المرض، لكن النادر التالي:

المدهش في الموضوع أنّ هذه المريضة بعد أربع سنين من العلاج النفسيّ استعادت بصرها! أو بالأحرى...استعاد بعضُ شخصيّاتها البصر وبقيت الأخرى عمياء! نعم...

نعم هذا صحيح .. تتحوّل من مكفوفة إلى بصيرة بحسب الشخصيّة الّتي تتجسدها، وبظرف ثوانٍ بحسب ما نقله الباحثان.

وللبحث عن دليلٍ على أنّ هذا ما يحصل بالفعل قام الباحثان بعمل تخطيط كهربائي للمنطقة المسؤولة عن البصر في مؤخرّة دماغ المريضة (EEG) وتتبعا تقلّب حالة البصر لديها، ووجدا أنّ تخطيط الدماغ يتغيّر بالتزامن مع تغيّر الشخصية.

ويرى الباحثان أنّ الخلل عصبيّ نفسيّ وليس عضويّاً، إذا لا يُمكن لخلل عضويّ أن يتقلّب في غضون ثوانٍ وبالتزامن مع الحالة النفسيّة.

وتفسير ذلك - بحسب الباحثين- هو عمليّة طبيعيّة يقوم بها الدماغ لتصفية الإشارات الّتي ترده من خلال كبت أو تجاهل بعضها ليتمكن من تفسير الإشارات الأخرى، لكن في حالة هذه المريضة، فإن المسارات العصبيّة الّتي تكبح الإشارات البصريّة ظلّت فاعلة نتيجة خلل ما بحيث لم يعد الدماغ "يرى" ما يصله من إشارات بصريّة، وعلى ما يبدو أنّ هذه المريضة - الّتي سُمّيت في المقالة بـ B T - عمياء حقّاً وليست متوهّمة.

على أيّة حال، فإنّ الفرضيّة الّتي يضعها هذان الباحثان لتفسير السبب العصبيّ لهذه الحالة لا تزال بحاجة إلى بحث أكثر وأدلّة أكثر كما يرى بعض المعلّقين في الوسط العلميّ والطبّيّ.

مجرّد التفكير في إمكانيّة حدوث ذلك مذهل .. والمذهل فيه هو كم أن النفسية البشرية هي من تقود الجسم وليس العكس.. هذه هي الخلاصة .. هنا بدأ أطباء يفكرون بعلاج الأمراض المستعصية بهذه الطريقة.

من صفحة الطالب عبدالرحمن وسام على الفيسبوك

نيسان ـ نشر في 2015-11-23 الساعة 17:54

الكلمات الأكثر بحثاً