اتصل بنا
 

عمان.. الجدول والتلال والقلب العتيق

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-07-17 الساعة 07:03

x
نيسان ـ مجددا..هي عمّان.. دوما وابدا.. قصة عشق يتناغم فيها، باستثنائية جميلة، الزمان والمكان والسكّان.. المدينة التي تتمتع بروح متيقّظة، تحرس أبناءها وتحميهم من غدر الشرور.. هذه الصبية الفاتنة، نمت وتطوّرت لتكون على الدوام، في كل زاوية وزقاق، مصدر جذب والهام للفن والإبداع.
عمّان وكما ورد في كتاب «عمان حكاية الناس والتلال.. عمان .. مسيرة انجاز ترسخ المدينة العصرية» الصادر عن أمانة عمان الكبرى، بأن عمان كما ذات الجاذبية الخارقة، يتنقل فيها الزمان بكل يسر واطمئنان بين العريق والحديث، في سيمفونية من الجمال تعزف الطبيعة العمّانية كما تحب الطبيعة أن تكون.. ولعمّان حكايتها مع مواطنيها، تتعدد فصولها بتعدد ألوانهم، وتمتاز ببصماتهم العريقة التي تشد إنتباه الفنانين وتربكهم أحيانا، وتغريهم، في الآن نفسه، بالوصول إلى السمو الإبداعي الذي طالما تاقوا إليه..
كل ما في عمّان جميل بطبيعته: أوديتها العريقة وتلالها السبعة التي تحتل الأفق، قلاعها الشامخة وعمرانها الحديث، أحياؤها الشعبية وضواحيها الراقية، أسواقها القديمة وأزقّتها التي تفوح منها رائحة الشواء، والإحتفاء شبه اليومي بالفول والحمص، والطيف العمّاني الإنساني الذي لا يدع للتمييز مجالا..
الجدول والتلال والقلب العتيق
«قصة عمّان تبدأ دوماً بتلالها الأسطورية السبع التلال المتداخلة والمتشابكة التي ألقت بظلالها على جدول ماء نبع من صخورها الصلبة لتجتذب الشعوب والغزاة إليها» مع اقتراب نهاية القرن التاسع عشر، ما كان لأحد أن يتوقع أن تشهد الآثار المهجورة لوادي عمّان والتلال من حولها ميلاد عاصمة عربية، لتنمو وتزدهر إلى مدينة مليونية خلال قرن ونيّف من الزمن.
لكن ها هي عمّان: عاصمة عربية شابّة في محيط مرصّع بالعواصم القديمة. مدينة حديثة يسكنها ظل قلب عتيق، تروي قصة نجاح عربية في القرنين العشرين والحادي والعشرين.. قصة ذات بدايةٍ غير متوقعة لبوتقة للثقافات وللتأثيرات، تحمل مستقبلاً واعداً وتفتح باباً مشرعاً على المشرق العربي والعالم بأسره، لكن أولاً وقبل كل شيء، هي بيت ووجهة لأكثر من أربعة ملايين إنسان بين مقيم وضيف شد الرحال إليها.
قصة عمّان تبدأ دوماً بتلالها الأسطورية السبع، التلال المتداخلة والمتشابكة التي ألقت بظلالها على جدول ماءٍ نبع من صخورها الصلبة لتجتذب الشعوب والغزاة إليها، تلال كانت حاضنة لعين غزال - أقدم القرى الزراعية في العالم وللعديد من الحضارات وكانت وطناً للكثيرين. تلال حملت على أكتافها ربة عمون عاصمة العمّونيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ومر بها الآشوريون والفرس واحتضنت الإغريق والأنباط فالرومان الذين جعلوها أكبر مدن الديكابولس، من البيزنطيين إلى الأمويين العرب المسلمين، كل الحضارات والغزاة الذين اتخذوا منها مستقراً، اختاروا قلب المدينة ليحطّوا به رحالهم وليستظلّوا بتلالها. حملت العديد من الأسماء: من ربّة عمّون إلى فيلادلفيا، مدينة الحب الأخوي ومدينة التلال السبع.. واليوم هي عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية.
عبر آلاف السنين خلفت الحضارات العديد من الشواهد، فمن تماثيل عين غزال إلى رجم الملفوف - أحد أبراج المراقبة التي شيّدها العمونيون على تلال عمّان - ومن قصر العبد (من الفترة الهلنستية) في عراق الأمير إلى جبل القلعة الذي يطل على وسط عمّان ويقف شامخاً بجدرانه مقابلاً للمدرج الروماني الضخم، تبقى الكنائس البيزنطية والمعبد الروماني والقصر الأموي وغيرها من الآثار التي تزيّن فضاء المدينة شواهد على عظمة من مروا بربّة عمّون، ومؤكّدة على أن عمّان هي واحدة من أقدم العواصم في العالم.
قصص متراكمة، تكشف فصولها عن استقرار بشري وبدايات جديدة تروي وتوثّق لصعود واندثار الحضارات، تروي حكايات من مروا بها ومن اتخذوا منها منزلا. حكايات عن زلازل وحركات نزوح وهجرة وسلام من نهاية العصر الأموي إلى 1878.

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-07-17 الساعة 07:03

الكلمات الأكثر بحثاً