اتصل بنا
 

سماسرة الصحافة

نيسان ـ نشر في 2024-07-26 الساعة 07:08

نيسان ـ تنويه: بداية أنا هنا لا اعمم هناك الكثير نفخر بهم ونعتز، أنا اذكر فئة منتشرة بين هذه المهنة..
المقالة: كتب احمد ايهاب سلامة
منذ صغري وأنا لدي الملكة في الكتابة،والقراءة، المطالعة، واكتب الغزل والشعر، وأول فتاة غازلتها اسمها ملاك كتبت لها قصيدة وأنا في سن الـ ١١ والقيتها على إذاعة المدرسة
تمنيت منذ سن السابعة أن أصير صحفياً
وهيهات لمن يدري ماذا سيحل بي !
كانت معلمة اللغة العربية تسألني دوماً ماذا تريد أن تصبح فأقول لها مباشرةً دون تفكير "صحافياً" وتسألني لماذا؟ فأصمت، ثم بعدها بقليل أقول لها أحب هذه المهنة وتقول: إن شاء الله
نشوفك "صحفي"
حين كبرت، وها انا في العمر الصحفي (٣ سنين) أي فترة قصيرة لا تذكر، ويشهد الله أني لا عدت أُحبها وقد رأيت فيها العجائب، فما بالك بعدها بـ ثلاث اخرى!
واتمنى أن أعود لصغري لأتراجع عن ما تمنيت، بل وأقول لمعلمتي أنك تريدين الشر لي حين دعوتِ لي أن أصبح صحفياً، بل رفعتِ يداك ودعوتِ
علي بسوء الحظ طوال عمري
ألعن ذاك اليوم الذي تمنيت فيه أن أدخل هذه المهنة التي بها رؤوس المنافقين والمتكبرين ورؤوس قبائل قريش وبها ما لا يُطاق ..
بل والعن ذاك اليوم الذي تعرفت فيه على معلمتي، والمدرسة التي كانت بها.. واليوم الذي خضت فيه هذه المهنة
تسألني صديقة تعمل في الإعلام عن السبب: فاقول لها: أن في الصحافة رؤوس أقلام وناشرين وأصحاب راس مال، لا يهمهم خبراتك، ولا شهاداتك، ولا مؤهلاتك العلمية، ضعها كلها على حدى وانقعها في كأس ماء واشربها
يهمهم أن يكون توجهك كما يريد، فإن كان احدهم يقول أن الله ثالث ثلاثة يجب أن تطاوعه، واذ قال أحدهم انا سيدكم الأعلى، أو قال أن الراء ألف والكسرة مفتوحة، طاوعهُ لا محال
وهز رأسك وابصم، ووافقه مباشرةً
لا يحب أن تعارضه او تخالفه الرأي ولو كنت أصح منه، يظن نفسه أنه عبد الله المختار، لا يملك مالاً ليسدد راتبك آخر الشهر فيقسمه لـ (شهر ونصف وشهرين) ويعطيك ياهم بالإقساط، وحين تأخدهم تشعر أنه يمن عليك، ليس حقك وحق تعبك، لا "تمنن" وربما صدقة أيضاً!
مثل بعض الرؤساء ومثل بعض الوزراء لديه جنون العظمة والكبرياء، لكن للأمانة وللانصاف، الوزير اسمه وزير،والرئيس رئيس يحق له مثلا أن يشعر انه
كذلك وهم أيضاً يملكون المال الوفير
للأسف الشديد هناك الكثير من دخلوا إلى هذه المهنة وحولوها لمهنة
تجارة وصناعة ووكراً للإستعراض والبحث عن تفاعل ولو بأخبارٍ مزيفة..
أرجو من الحكومة التشديد على هؤلاء الفئة فقط، هم من يثيرون النعرة والفتن والكراهية، أما الباقي صدقا مساكين، دراويش ولو رأيت مألفاتهم وكتاباتهم ومعلقاتهم، هم يبحثون عن رغيف عيش يسترون به أنفسهم، واخرين مثلي يكتبون ليخرجوا الألم الذي بداخلهم
يكتبون حرصاً على الوطن ولو كان السقف عال ..
"يكتبون" لينسوا أوجاع من يلقي عليهم فتات خبز بقهرٍ وذل، هؤلاء أعطوهم الحرية ودعهم يكتبون فصدقا لا يشكلون خطراً، وهم لا يكتبون بل
الحزن والوجع الذي بداخلهم (يكتب) يسبقهم قلمهم الباكي إلى الكتابة ..
إمنحونا بعض الحرية فنحن (غلابة) نبحث عن طعام وشراب كي لا نمد يدنا آخر الشهر لغريب، نكتب لأننا حقا نعشق تراب هذا الوطن مثل الزعبي وغيره الكثير همنا الوحيد حب هذا البلد
إمنحونا الحرية وخذوا الباقي
ولا تعيدوهم.

نيسان ـ نشر في 2024-07-26 الساعة 07:08


رأي: أحمد سلامة

الكلمات الأكثر بحثاً