إلاّ فلسطين
نيسان ـ نشر في 2024-07-27 الساعة 22:50
نيسان ـ ما هو الأكثر أهمية في تاريخ العالم، طالبان أم انهيار الإمبراطورية السوفييتية؟ بعض المسلمين الثائرين أم تحرير وسط أوروبا ونهاية الحرب الباردة؟ – زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق.
في الوقت الذي تُذبح فيه أطفال فلسطين، تختار داعش تنفيذ عملية في عُمان تستهدف فيها مسجداً يتجمع فيه الشيعة. وقبلها، فككت عمّان خلية إرهابية. لم نسمع عن طلقة واحدة من داعش وأخواتها ضد الصهاينة منذ عشرة أشهر، أو على أي من الدول التي لوثت دماء أطفال فلسطين بأيديهم. بدلاً من ذلك، يستهدفون دولاً تدعم الفلسطينيين!
عندما تسأل الدواعش لماذا لا يحاربون في فلسطين، يتنطع الظاهري بالحديث عن ترتيب الأولويات، بينما يتحجج الخليفة الدجال بأن علينا أن نحرر العالم العربي قبل تحرير فلسطين.
أي هراء هذا!
سأتبرع بالإجابة على السؤال: لماذا لا تحارب داعش في فلسطين؟
أطلقت الولايات المتحدة في عام 2012 عملية أسمتها "Timber Sycamore" أي "خشب الجميز". كان الهدف من هذه العملية دعم جميع الفصائل المعارضة للأسد لتغيير نظام الحكم، بغض النظر عن أيديولوجية هذه المنظمات، بهدف تنصيب حكومة أكثر ودية مع الولايات المتحدة.
رصدت الولايات المتحدة لهذه العملية سبعة مليارات دولار، وزودت الفصائل المعارضة بالسلاح وقامت بتدريب مقاتليهم في معسكراتها. من بين المستفيدين من هذا البرنامج كان جيش الإسلام، الذي سعى لتطهير سوريا من الشيعة واشتهر باستخدام المدنيين العلويين كدروع بشرية بوضعهم في أقفاص، وأحرار الشام، التي أسسها خالد السوري الذي قاتل مع أسامة بن لادن واتُّهم بتنفيذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، وجبهة النصرة، التي تعتبر جزءًا من تنظيم القاعدة.
اعترف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بأن واشنطن استخدمت داعش كأداة لإخضاع الحكومة السورية وممارسة الضغط اللازم للتفاوض على إزالة الأسد.
بالطبع، فإن تاريخ الولايات المتحدة طويل في دعم الجماعات المتطرفة. من المعروف أنها غررت بالشباب المسلمين للذهاب إلى أفغانستان في نهاية القرن الماضي للقتال في حرب مقدسة اخترعتها ضد السوفييت. أطلق على العملية آنذاك "الإعصار"، حيث بدأت في عام 1979 ووصلت كلفتها السنوية إلى 600 مليون دولار. كانت هذه العملية أطول عملية لوكالة المخابرات الأمريكية، وانتهت بانهيار الاتحاد السوفييتي. كان الهدف منها استنزاف الاتحاد السوفييتي في حرب طويلة من خلال تمويل وتسليح مجموعات المجاهدين المختلفة في أفغانستان عبر وكالة الاستخبارات الباكستانية.
كان من بين الذين دعمهم البرنامج أمير الحرب الأفغاني الشهير قلب الدين حكمتيار، الذي ارتكب عشرات المجازر بحق المدنيين. حتى إن رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو قالت للرئيس الأمريكي جورج بوش الأب: "إنك تصنع فرانكشتاين!"
وحتى نكون منصفين، فالولايات المتحدة لم تستغل الإرهابيين الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين فقط، بل دعمت جميع الفصائل المتطرفة في سبيل تحقيق مصالحها. من أشهر هؤلاء كانت حركة الكونترا في نيكاراغوا عام 1984، التي حاربت الحكومة الاشتراكية المنتخبة والتي رأت الولايات المتحدة أنها تهدد مصالحها. ارتبطت بهذه الحركة فضيحة إيران-كونترا بين أعوام 1985 و1987، حيث كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية تبيع السلاح لإيران في حربها مع العراق وتستخدم العائدات في تمويل الكونترا.
وبالطبع، لا تكترث الإمبراطورية بالضحايا المدنيين الذين تتسبب بهم حروبها. في موقف يبعث على الصدمة والاشمئزاز، حين سئلت مادلين أولبرايت، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة آنذاك، عن مقتل نصف مليون طفل عراقي بسبب سياسات الولايات المتحدة، أجابت بلا مبالاة وبتجاهل صارخ للإنسانية: "أعتقد أن هذا خيار صعب، ولكن الثمن كما نعتقد يستحق ذلك!".
لذلك، علينا أن نتذكر دائمًا وبكل وضوح أن وراء كل عملية لداعش وأخواتها تكمن مصلحة صهيونية أمريكية مباشرة، هدفها زعزعة استقرار الدول وابتزازها ومعاقبتها إذا تجرأت على اتخاذ مواقف لا ترضيهما. ويجب أن ندرك أن كل محاولة اتصال مع شاب مغرر به لتجنيده ليست سوى مؤامرة خبيثة تهدف إلى استغلاله في قتل أهله وتدمير وطنه خدمة لأجندات خارجية لا ترحم.
في الوقت الذي تُذبح فيه أطفال فلسطين، تختار داعش تنفيذ عملية في عُمان تستهدف فيها مسجداً يتجمع فيه الشيعة. وقبلها، فككت عمّان خلية إرهابية. لم نسمع عن طلقة واحدة من داعش وأخواتها ضد الصهاينة منذ عشرة أشهر، أو على أي من الدول التي لوثت دماء أطفال فلسطين بأيديهم. بدلاً من ذلك، يستهدفون دولاً تدعم الفلسطينيين!
عندما تسأل الدواعش لماذا لا يحاربون في فلسطين، يتنطع الظاهري بالحديث عن ترتيب الأولويات، بينما يتحجج الخليفة الدجال بأن علينا أن نحرر العالم العربي قبل تحرير فلسطين.
أي هراء هذا!
سأتبرع بالإجابة على السؤال: لماذا لا تحارب داعش في فلسطين؟
أطلقت الولايات المتحدة في عام 2012 عملية أسمتها "Timber Sycamore" أي "خشب الجميز". كان الهدف من هذه العملية دعم جميع الفصائل المعارضة للأسد لتغيير نظام الحكم، بغض النظر عن أيديولوجية هذه المنظمات، بهدف تنصيب حكومة أكثر ودية مع الولايات المتحدة.
رصدت الولايات المتحدة لهذه العملية سبعة مليارات دولار، وزودت الفصائل المعارضة بالسلاح وقامت بتدريب مقاتليهم في معسكراتها. من بين المستفيدين من هذا البرنامج كان جيش الإسلام، الذي سعى لتطهير سوريا من الشيعة واشتهر باستخدام المدنيين العلويين كدروع بشرية بوضعهم في أقفاص، وأحرار الشام، التي أسسها خالد السوري الذي قاتل مع أسامة بن لادن واتُّهم بتنفيذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، وجبهة النصرة، التي تعتبر جزءًا من تنظيم القاعدة.
اعترف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بأن واشنطن استخدمت داعش كأداة لإخضاع الحكومة السورية وممارسة الضغط اللازم للتفاوض على إزالة الأسد.
بالطبع، فإن تاريخ الولايات المتحدة طويل في دعم الجماعات المتطرفة. من المعروف أنها غررت بالشباب المسلمين للذهاب إلى أفغانستان في نهاية القرن الماضي للقتال في حرب مقدسة اخترعتها ضد السوفييت. أطلق على العملية آنذاك "الإعصار"، حيث بدأت في عام 1979 ووصلت كلفتها السنوية إلى 600 مليون دولار. كانت هذه العملية أطول عملية لوكالة المخابرات الأمريكية، وانتهت بانهيار الاتحاد السوفييتي. كان الهدف منها استنزاف الاتحاد السوفييتي في حرب طويلة من خلال تمويل وتسليح مجموعات المجاهدين المختلفة في أفغانستان عبر وكالة الاستخبارات الباكستانية.
كان من بين الذين دعمهم البرنامج أمير الحرب الأفغاني الشهير قلب الدين حكمتيار، الذي ارتكب عشرات المجازر بحق المدنيين. حتى إن رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو قالت للرئيس الأمريكي جورج بوش الأب: "إنك تصنع فرانكشتاين!"
وحتى نكون منصفين، فالولايات المتحدة لم تستغل الإرهابيين الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين فقط، بل دعمت جميع الفصائل المتطرفة في سبيل تحقيق مصالحها. من أشهر هؤلاء كانت حركة الكونترا في نيكاراغوا عام 1984، التي حاربت الحكومة الاشتراكية المنتخبة والتي رأت الولايات المتحدة أنها تهدد مصالحها. ارتبطت بهذه الحركة فضيحة إيران-كونترا بين أعوام 1985 و1987، حيث كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية تبيع السلاح لإيران في حربها مع العراق وتستخدم العائدات في تمويل الكونترا.
وبالطبع، لا تكترث الإمبراطورية بالضحايا المدنيين الذين تتسبب بهم حروبها. في موقف يبعث على الصدمة والاشمئزاز، حين سئلت مادلين أولبرايت، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة آنذاك، عن مقتل نصف مليون طفل عراقي بسبب سياسات الولايات المتحدة، أجابت بلا مبالاة وبتجاهل صارخ للإنسانية: "أعتقد أن هذا خيار صعب، ولكن الثمن كما نعتقد يستحق ذلك!".
لذلك، علينا أن نتذكر دائمًا وبكل وضوح أن وراء كل عملية لداعش وأخواتها تكمن مصلحة صهيونية أمريكية مباشرة، هدفها زعزعة استقرار الدول وابتزازها ومعاقبتها إذا تجرأت على اتخاذ مواقف لا ترضيهما. ويجب أن ندرك أن كل محاولة اتصال مع شاب مغرر به لتجنيده ليست سوى مؤامرة خبيثة تهدف إلى استغلاله في قتل أهله وتدمير وطنه خدمة لأجندات خارجية لا ترحم.
نيسان ـ نشر في 2024-07-27 الساعة 22:50
رأي: اسماعيل الشريف