نحن في عين العاصفة
نيسان ـ نشر في 2024-07-29 الساعة 06:37
نيسان ـ علينا أن نقف مطولا وبعمق عند ضربة مجدل شمس، اي الصاروخ الذي ادى الى مقتل وجرح عشرات الاطفال الدروز، في هذه القرية المحتلة في الجولان منذ عام 1967.
سقوط الصاروخ على مجدل شمس، واتهام اسرائيل لحزب الله، ونفي حزب الله مسؤوليته، يقول عدة امور، اما ان الصاروخ اسرائيلي تم توجيهه بشكل متعمد لغايات معينة، لاتهام حزب الله به لتوظيفات لاحقة، او ان الصاروخ اطلقه حزب الله، ولم يكن موجها ضد الملعب حيث الاطفال، وانحرف او اخطأ لسبب ما، فأدى الى هذه النتيجة غير المخطط لها اصلا.
المريب هنا الكذبة الاسرائيلية بكون القبة الحديدية لم تعترض الصاروخ لأسباب فنية، بما يعزز التفسير الاول اي ان الصاروخ كان اسرائيليا وان الضربة مفتعلة، لغايات محددة، ولا يهم اسرائيل هنا اذا كان القتلى من الدروز، فالمهم ألا يسقط على الاسرائيليين، وان يتم توظيف الضربة لاعتبارات سيأتي ذكرها في توقيت حساس جدا، وفاصل ايضا.
توقيت الضربة اولا جاء خلال وجود رئيس الحكومة الاسرائيلية في واشنطن، وهي تصب في اطار تحريض الاسرائيليين على لبنان، وفي اطار التحشيد لاخذ موافقات اميركية على ضرورة توجيه ضربة كبرى ضد لبنان، وعلى ما يبدو ان الحادثة مخطط لها، وليس ادل على ذلك من توقيتها، ومكان سقوطها، وهوية الضحايا، حيث ان اسرائيل هنا تلعب بدم الآخرين مجانا.
تريد اسرائيل توظيف الضربة في سيناريوهين، او احدهما بالتوازي او التوالي، الاول اشعال حرب داخل لبنان بين الشيعة والدروز على خلفية مقتل دروز، وقد تكون هناك ترتيبات امنية ستنفجر لاحقا من حيث وقوع حوادث اعتداءات، من باب رد الفعل على الضربة، بما يفسر خروج وليد جنبلاط للتصريح بطريقة يراد عبرها تهدئة لبنان حيث قال "نشدد التحذير ممّا تعمل عليه إسرائيل منذ زمن بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد".
التوجس من وقوع فتنة يعد امرا مفهوما، خصوصا بين الشيعة والدروز وتمتد الى بقية المكونات اللبنانية، مع دخول اطراف ثانية في تواقيت مختلفة، من المسيحيين والسنة، وربما انزلاق السوريين والفلسطينيين في سيناريو يستهدف حرق لبنان من الداخل، وتدميره، وادخال حزب الله في معركة داخلية، بدلا من مواجهته عبر الحرب، وهذا توظيف محتمل.
السيناريو الثاني توجيه ضربة غير مسبوقة ضد لبنان، خصوصا، اذا حصلت اسرائيل على ضوء اخضر من واشنطن، وهيأت لهذه الضربة بضربة مجدل شمس، التي للمفارقة تؤدي الى تباكي دول كثيرة على الاطفال فيها، وهم ذاتهم الذين لا يتباكون على اطفال اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين في ضربات ثانية، فالدم اذا سفكه الاسرائيلي، حلال، واذا سفكه طرف آخر يصير حراما، والمهم هنا ان حملة التحريض ضد لبنان، بلغت اعلى مستوياتها، من المطالبة بقتل قيادة حزب الله، وحرق لبنان، وغير ذلك من مطالبات.
هذا يعني ان سيناريو انفجار الوضع في لبنان من خلال ضربة اسرائيلية كبرى وثأرية وموسعة وممتدة في محاولة لمنع اي ردود فعل لبنانية على الضربة، خلالها او بعدها، سيكون امرا واردا، مما يعني ان الاحتمالات متعددة، اي ان اللبنانيين يستعدون لمثل هذه النوعية من الضربات الكبرى، بسيناريوهات قد تؤدي لحرب اوسع، وبحيث تدخل كل المنطقة حربا غير مسبوقة، خصوصا، ان احتمالات تمدد الحرب واردة اليوم، من فلسطين، الى لبنان، مرورا بسورية، والعراق واليمن، وربما وصولا بنهاية المطاف الى ايران ذاتها في توقيت ما.
سنكتشف قريبا جدا ماذا سيجري وسنعرف لحظتها على ماذا اتفق رئيس الحكومة الاسرائيلية مع واشنطن حتى قبل ضربة مجدل شمس، بما سيفسر لنا كل الخطوات التالية، وربما الاهم ان يشار هنا، الى ان كل الاقليم بهذا المعنى بات في عين العاصفة، وليس على اطرافها.
لبنان امام سيناريوهين، داخلي، وخارجي، وقد يحدثان معا، وقد تفتح بوابات لبنان الجحيم كله على كل الاقليم، بما سيثبت ان غزة كانت مجرد شرارة قدحت غاز الاقليم، فأشعلته.
سقوط الصاروخ على مجدل شمس، واتهام اسرائيل لحزب الله، ونفي حزب الله مسؤوليته، يقول عدة امور، اما ان الصاروخ اسرائيلي تم توجيهه بشكل متعمد لغايات معينة، لاتهام حزب الله به لتوظيفات لاحقة، او ان الصاروخ اطلقه حزب الله، ولم يكن موجها ضد الملعب حيث الاطفال، وانحرف او اخطأ لسبب ما، فأدى الى هذه النتيجة غير المخطط لها اصلا.
المريب هنا الكذبة الاسرائيلية بكون القبة الحديدية لم تعترض الصاروخ لأسباب فنية، بما يعزز التفسير الاول اي ان الصاروخ كان اسرائيليا وان الضربة مفتعلة، لغايات محددة، ولا يهم اسرائيل هنا اذا كان القتلى من الدروز، فالمهم ألا يسقط على الاسرائيليين، وان يتم توظيف الضربة لاعتبارات سيأتي ذكرها في توقيت حساس جدا، وفاصل ايضا.
توقيت الضربة اولا جاء خلال وجود رئيس الحكومة الاسرائيلية في واشنطن، وهي تصب في اطار تحريض الاسرائيليين على لبنان، وفي اطار التحشيد لاخذ موافقات اميركية على ضرورة توجيه ضربة كبرى ضد لبنان، وعلى ما يبدو ان الحادثة مخطط لها، وليس ادل على ذلك من توقيتها، ومكان سقوطها، وهوية الضحايا، حيث ان اسرائيل هنا تلعب بدم الآخرين مجانا.
تريد اسرائيل توظيف الضربة في سيناريوهين، او احدهما بالتوازي او التوالي، الاول اشعال حرب داخل لبنان بين الشيعة والدروز على خلفية مقتل دروز، وقد تكون هناك ترتيبات امنية ستنفجر لاحقا من حيث وقوع حوادث اعتداءات، من باب رد الفعل على الضربة، بما يفسر خروج وليد جنبلاط للتصريح بطريقة يراد عبرها تهدئة لبنان حيث قال "نشدد التحذير ممّا تعمل عليه إسرائيل منذ زمن بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد".
التوجس من وقوع فتنة يعد امرا مفهوما، خصوصا بين الشيعة والدروز وتمتد الى بقية المكونات اللبنانية، مع دخول اطراف ثانية في تواقيت مختلفة، من المسيحيين والسنة، وربما انزلاق السوريين والفلسطينيين في سيناريو يستهدف حرق لبنان من الداخل، وتدميره، وادخال حزب الله في معركة داخلية، بدلا من مواجهته عبر الحرب، وهذا توظيف محتمل.
السيناريو الثاني توجيه ضربة غير مسبوقة ضد لبنان، خصوصا، اذا حصلت اسرائيل على ضوء اخضر من واشنطن، وهيأت لهذه الضربة بضربة مجدل شمس، التي للمفارقة تؤدي الى تباكي دول كثيرة على الاطفال فيها، وهم ذاتهم الذين لا يتباكون على اطفال اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين في ضربات ثانية، فالدم اذا سفكه الاسرائيلي، حلال، واذا سفكه طرف آخر يصير حراما، والمهم هنا ان حملة التحريض ضد لبنان، بلغت اعلى مستوياتها، من المطالبة بقتل قيادة حزب الله، وحرق لبنان، وغير ذلك من مطالبات.
هذا يعني ان سيناريو انفجار الوضع في لبنان من خلال ضربة اسرائيلية كبرى وثأرية وموسعة وممتدة في محاولة لمنع اي ردود فعل لبنانية على الضربة، خلالها او بعدها، سيكون امرا واردا، مما يعني ان الاحتمالات متعددة، اي ان اللبنانيين يستعدون لمثل هذه النوعية من الضربات الكبرى، بسيناريوهات قد تؤدي لحرب اوسع، وبحيث تدخل كل المنطقة حربا غير مسبوقة، خصوصا، ان احتمالات تمدد الحرب واردة اليوم، من فلسطين، الى لبنان، مرورا بسورية، والعراق واليمن، وربما وصولا بنهاية المطاف الى ايران ذاتها في توقيت ما.
سنكتشف قريبا جدا ماذا سيجري وسنعرف لحظتها على ماذا اتفق رئيس الحكومة الاسرائيلية مع واشنطن حتى قبل ضربة مجدل شمس، بما سيفسر لنا كل الخطوات التالية، وربما الاهم ان يشار هنا، الى ان كل الاقليم بهذا المعنى بات في عين العاصفة، وليس على اطرافها.
لبنان امام سيناريوهين، داخلي، وخارجي، وقد يحدثان معا، وقد تفتح بوابات لبنان الجحيم كله على كل الاقليم، بما سيثبت ان غزة كانت مجرد شرارة قدحت غاز الاقليم، فأشعلته.
نيسان ـ نشر في 2024-07-29 الساعة 06:37
رأي: ماهر أبو طير