حروفي لـ صفاء حازم

نيسان ـ

حُروف لغتي تاهت في تشكيل جملي ..تناثرت ووصل عبقها إلى المدينة التي يحن لها قلبي (عَمَّانْ)/عَمُّونْ)/(فِيلادِلْفيا)/(مَديْنَة التلال السبع) ...مدينة اللاجىء والنازح ،مدينة السوري والعراقي،الفلسطيني والأردني...

عمَّان المدينة الأثرية لم تعرف معنى العنصرية تسمى محافظة العاصمة ولكنها محافظة كل البلدان ...

تلك المباني القديمة والنوافذ الرثّة تحمل في جوهرها معنى النكبة والنكسة ...عاشت عمَّان معنا وسكنت فينا،،واحتلال الكويت كانت تعنينا ..

أسير في (وَسْطِ البَلد) تسرقني نظرات العيون وكأنني أصبحت أدير نقاشاً بلغة العيون وها أنا أتقن لهجتها ...أرى الحزن يأكل وجوههم،أرى التعب ينخر جسدهم ☹️☹️

-ذاك العجوز:أكره العمل ولكنني مجبر لأشتري رغيف الخبز لأولادي ...

-تلك المرأة: أحب الاحتفاظ ببراءة وجهي ولكنني مجبرة على تأدية دور الأب فزوجي غرق في مطر نوفمبر ...

-يا طفلي ألا تخاف من الشارع! (ضحك ساخراً) أتممت العاشرة من عمري وأصبحت أكبر مخاوفي من نفسي ...

-بئساً لماذا! بئساً لحياتنا ...

-شو معنى حياة! ...نسيت معناها لانه المعاناة بتحيي الألم والحزن في أيامي ..

-ليش دايما بسألونا من واحنا صغار (فلسطيني أو أردني) مشان يحددوا بأي قائمة يحطوك (الأحياء أم الأموات) ...

-طيب إنت بأي قائمة ؟ ...أنا !! أنا جثة من زمان

-(في الصيدلية) شو كان نفسك تصير ؟ كان نفسي اصير طبيب ...يعني كله من بعض قريب ..همسلي وقال : شو الفايدة من الصيدلاني أو الطبيب اذا آخرة الناس بالقبور!...

-وفجأة الناس يتراكضون وبأصوات الندى يتمتمون (مطر~مطر) يركض نظري لذاك الشاب ذو المعطف الفريد يحمل بيده اليمنى ملف أوراق وبالأخرى حقيبة جهاز الكتروني _لاب توب_ (في عقلي:وكأن أحلامه جاوزت السماء) ...لما تسير تحت المطر ؟ حتى أطهر نفسي من ذنوبي ...أنا شاب من عمَّان(عمّان الغربية) لا تفسري هذا بذاك ... فالمطر نقيٌ لا يحق بأن يبلل رداء النبلاء ولا يتسلل إلى محلات الأغنياء ولا بنوك ولا حتى مطاعم السعداء !! لأنها ستتلوث بخباثة النقود ...

ماذا كنت تريد أن تكون ! فرد من الأغنياءO.o وماذا علمتك النقود! (حقارة الزمان)

-أنت عبارة عن ... ركام ليس له وجود ...

رحلتي أوشكت على الانتهاء ... تعلمت بألّا أفسر لغة العيون حتى لا يطرق الحزن باب جلستي مع نفسي (نحتاج لتجديد معنى الحياة فينا ) !