اتصل بنا
 

محللون عسكريون: الضربة الإیرانیة ستكون غير مسبوقة وهذه سيناريوهاتها

نيسان ـ نشر في 2024-08-06 الساعة 11:39

محللون عسكريون: الضربة الإیرانیة ستكون غير
نيسان ـ لا زال العالم يتكهن حجم وشكل الرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية والذي وقع في طهران يوم الأربعاء الماضي، وفيما إذا كان سيصل إلى أهداف استراتيجية عسكرية إسرائيلية أو سيتطور ليصبح حربًا إقليميةً ربما تلقي بظلالها على العالم أجمع.
هجوم متعدد الجبھات
يتوقع محللون عسكریون مباغتة الهجوم الإيراني لـ "تل أبيب" من حيث عدد الجبھات، ونوعية الأھداف العسكریة، والتعمق في مناطق الاحتلال الإسرائيلي، بھدف التأثير على سيادته وموازاته لعملية اغتيال هنية.
یری الفریق المتقاعد قاصد محمود، أن عملیة اغتیال ھنیة مست رمزیة الدولة الإیرانیة وسیادتھا، واستھدفت شخصیة سیاسیة كبیرة، لافتاً إلى أن الردّ الإیراني لا يحتمل تنازلات، وسیستھدف مواقع حیویة إسرائيلية قد تكون عسكرية بشكل رئيسي أو اقتصادية، لا أھداف ذات طبيعة مدنية.
ورجح الفریق قاصد لـ"السبیل" استخدام إیران إمكانیات صاروخية متطورة ومتعددة المستويات، وبأعداد كثيفة، بالإضافة إلى احتمالات حدوث هجوم سیبرانی، والذي من شأنھا التشویش وتعطيل الأنظمة البنیویة لدى الاحتلال الإسرائيلي.
ولن تكون الضربة الإیرانیة على مرحلة واحدة بحسب الفریق قاصد، وإنما ضربات متتالية لإرباك الاستطلاعات الجویة الإسرائیلیة والأمریكیة وغیرھا من الدول التي ستشارك في مواجھة الرد المتوقع.
من جھته، لا يستبعد الخبير العسكري محمد مقابلة أن تستهدف الضربة الإیرانیة موقعًا حساسًا يضم شخصيات عسكرية محددة، أو "قد یتم رصد تحرك ضباط في تل أبیب وضربھم" أو ربما يستهدف الكنیست كرمز سیادي للاحتلال.
ويؤكد مقابلة لـ"السبیل" أن محور المقاومة الموجود في اتجاھات جغرافية متعددة سُیوظف في إطار الرد، حيث سیشارك حزب الله من جھة الجولان، والحوثيون من جھة البحر الأحمر، عدا عن العنوان الأبرز في الرد والذي سیكون من جھة إیران.
ھل سيتطور الرد الإيراني إلى حرب إقلیمیة؟

یقول الفریق قاصد إن وجود حرب من عدمها يعتمد على طبيعة الرد الإسرائيلي على ھذه الضربة، وقدرة أمریكا في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لعدم دخول حرب إقلیمیة، معتبرًا أن رئیس حكومة الاحتلال بنیامین نتنیاھو یرغب في توسعة الحرب لضمان دخول إيران فیھا والضغط على أميركا للمشاركة أیضًا.
في المقابل، يرى الخبير العسكري مقابلة أن حجم الضربة الإیرانیة سیكون موجعًا لكنه لن يستدعي الردع الأمريكي، لافتاً إلى أنه لا يمكن الجزم بتحول الرد إلى حرب موسعة من عدمه؛ لأن الاحتلال قد يرد على الضربة الإیرانیة، الأمر الذي ربما يقود المنطقة لمعركة حقیقیة، مضیفًا "تفاصیل أي معركة ھي من واجبات الشیطان".
أما الخبير العسكري مأمون أبو نوار، فلا يعتقد توسع الرد الإیراني ليصل إلى حرب إقلیمیة، مبینًا أن الولايات المتحدة غير معنية بالدخول في حرب ستؤثر على قواعدھا العسكریة، وقد توقف مضیق باب المندب وھرمز و غیره.
ویبین أبو نوار لـ"السبيل" أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمتلك خیارًا عسكریًا للرد على إيران بشكل مباشر، وأن الرد الإيراني سيكون من خلال عملية جوية معقدة جدا.
ما الأسلحة التي ستستخدمھا إیران في الرد المرتقب؟
من المتوقع أن تتعدد الأسلحة المستخدمة في الرد الإيراني ما بین صواریخ بالیستیة ومسیّرات وهجوم سیبراني، حیث یتوقع الفریق قاصد بدء الرد بالجیل التقلیدي من الصواریخ لاستھلاك الدفاع الجوي الإسرائيلي والأميركي، قبل أن تستخدم الصواریخ البالیستیة الدقیقة أو صواريخ كروز بعيدة المدى في مراحل لاحقة، لضمان الوصول إلى الأھداف المرجوة وتجنب الاعتراض، بحسب رأيه.
من جانبه، استبعد الخبير العسكري مقابلة أن تكون الضربة الإیرانیة مشابھة لنظیرتھا في إبریل/نیسان الماضي، مضيفاً "لا وسیلة للوصول للكیان الصھیوني إلا من خلال الصواریخ أو اختراقات معینة في أراضي 48 یقوم بھا حزب الله".
في حین يعتقد الخبير العسكري أبو نوار أن الدفاع الجوي الإسرائيلي لن يتمكن من صد معظم الضربات الإیرانیة، ما یعني سقوطھا داخل الأراضي المحتلة.
"ردٌ جديدٌ ومفاجئ"
"الرد الإيراني سيكون جديدًا ومفاجئًا، وفي الزمان والمكان المناسبين"، بهذه الكلمات وصف مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني حجة الإسلام طائب في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، شكل الرد الإيراني المتوقع.
الرد المرتقب، لن يكون الأول من نوعه، فقد سبقه، "الوعد الصادق" في أبريل/نیسان الماضي كردّ على استھداف الاحتلال للقنصلیة الإیرانیة في دمشق، وقتل عدد من القادة العسكريين الایرانیین، حیث وجھت أكثر من 200 مسیرة باتجاه الاحتلال الإسرائيلي أصاب نصفھا وفق التلفزيون الرسمي الإيراني الأھداف التي أطلقت لأجلھا، ولم يتبع الهجوم آنذاك أي تداعيات.
احتياطات من جانب المحتل
من جهته، قام الاحتلال الإسرائيلي بالتحضير للرد الإيراني لحماية نفسها من أي مخاطر متوقعة؛ حيث عطّلت أمس الأحد نظام تحديد المواقع الـ GPS في "تل أبيب" كإجراء احترازي، وأعلن التأهب للدفاع جوًا وبرًا وبحرًا، وتفعيل نظام التحذير والتنبيه الأمني عبر شبكات الهاتف المحمول، عدا عن إعداد مخبأ للقيادة العسكرية تحت الأرض في القدس ليتحصن فيها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقادة الأمن.
وتبقى هذه سيناريوهات يقدمها محللون عسكريون ضمن الأوضاع والمعطيات الراهنة، في ظل انتظار عالمي للرد الإيراني الذي يُتوقع أن يكون خلال الساعات القادمة، ليبقى التساؤل: هل سيكون الرد الإيراني هذه المرة كما تتأمل الشعوب العربية ويصيب أهدافًا عسكرية أم مجرد ردع للاحتلال الإسرائيلي كما كان في أبريل الماضي؟
السبيل

نيسان ـ نشر في 2024-08-06 الساعة 11:39

الكلمات الأكثر بحثاً