اتصل بنا
 

محللون: هذه دوافع استقبال بوتفليقة لزعيم جبهة البوليساريو

نيسان ـ نشر في 2015-11-25 الساعة 16:21

x
نيسان ـ

بعد أيام قليلة من تلقي المغرب برقية "تهنئة وتبريكات" مبعوثة من الرئيس الجزائري بمناسبة عيد الاستقلال، حيث لم يتوان عن الإعراب عن "عزمه الصادق" في العمل مع الملك على توطيد علاقات الأخوة والتضامن القائمة بين البلدين ومد جسور التآزر والتعاون بينهما خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين، يقوم بوتفليقة باستقبال زعيم جبهة البوليساريو، في تناقض كبير بين الكلام والفعل.

ويرى محللون سياسيون أن اللقاء الذي جمع عبد العزيز بوتفليقة وزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، يحمل في طياته رسائل عديدة للمغرب ولساكنة مخيمات تندوف، في ظل أنباء عن مرض ولد عبد العزيز ورفض أصوات من داخل المخيمات بقاءه على رأس قيادتها، فضلا عن تساؤلات عن جدوى ضخ الجزائر للمليارات في جيوب قيادة البوليساريو.

في هذا الصدد، اعتبر البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو العائد إلى الوطن، أن عددا من الوقائع هي التي دفعت بالرئيس الجزائري إلى استقبال زعيم الانفصاليين، من أهمها "الزيارة الناجحة التي قام بها الملك محمد السادس نحو العيون في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والتي برهنت على النوايا الصادقة للمغرب من أجل تنزيل الجهوية الموسعة وفق القانون والدستور المغربيين".

وأفاد المتحدث بأن إعطاء الانطلاقة لتنزيل الجهوية، بداية فعلية لتنفيذ الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمغرب، ما يؤكد على أن "المغرب يحقق تقدما على الأرض تنمويا وسياسيا، فيما لا زالت كل من البوليساريو والجزائر تراوحان مكانهما وترددان الأسطوانة المشروخة نفسها حول الحق في تقرير المصير"، يقول الدخيل.

الدخيل، في حديث مع جريدة هسبريس، نبه إلى موقف المغرب الأخير من الشعب القبايلي، حيث طالب المغرب الجزائر بمنح سكان منطقة القبايل الأمازيغ حق تقرير المصير، ووصفهم بأقدم شعب أصلي في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن أبرز الرسائل الصادرة عن اللقاء موجهة بالأساس لمحتجزي تندوف حول دعم بقاء ولد عبد العزيز على رأس الجبهة ضدا على إرادتهم.

وعن تزامن اللقاء مع زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس للمنطقة، يرى البشير الدخيل أن روس حاول زحزحة الملف ما أمكن مع أن الجميع يعلم أنه في نقطة لا يمكن زحزحتها، لافتا إلى أن المبعوث الأممي لم يأت بجديد وليس بيده فرض شيء على الأرض، وأن "الزيارة تأتي في إطار تقديم تقرير أمام الأمم المتحدة في أبريل القادم للنظر في مشاكل المنطقة"، يوضح الدخيل.

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الأول بوجدة، خالد الشيات، إن اللقاء الذي جمع بوتفليقة وولد عبد العزيز، "لقاء تقليدي وطبيعي للجزائر، على اعتبار أنها تضع ذاك الشخص رئيس جمهورية"، مؤكدا أن هذا التصرف استمرارية في اتجاه عدم التحول.

ويرى الشيات، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أن استقبال الجزائر لزعيم الجبهة، "جواب على حوار داخلي بين عدد من الأطراف الجزائرية المتسائلة عن الفوائد التي ستجنيها الجزائر من دعم الجبهة في ظل التكلفة المالية والأموال الضخمة التي تصب في جيوب قيادات البوليساريو" يشرح أستاذ العلاقات الدولية، لافتا إلى أن الاستقبال مجرد "بهرجة إعلامية" تأتي ردا على شائعات وفاة بوتفليقة في ظل وضعه الصحي المتدهور.

نيسان ـ نشر في 2015-11-25 الساعة 16:21

الكلمات الأكثر بحثاً