حاولنا الفرح فلم نجد له مكانا
نيسان ـ نشر في 2024-08-13 الساعة 10:05
نيسان ـ امس الاول اعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج التوجيهي، وكانت ابنتنا آخر العنقود وفاكهة الاسرة ميرنا.. ونحن معها بانتظار النتائج، لمعرفة معدلها العام، ورغم ثقتي المطلقة بقدراتها وجديتها بالدراسة، ومستوى المدارس الخاصة التي درست فيها، منذ الصف التمهيدي وحتى التوجيهي، الا انني كنت احرص دائما على تذكيرها بضرورة ان يكون معدلها فوق التسعين، مثل اخوانها الذين درسوا في نفس المدارس، وحصلوا على معدلات اكثر من تسعين، وحتى لا تنكسر القاعدة.
ابهرتنا ميرنا بالمعدل الجيد الذي احرزته بالفرع العلمي وهو "93،3" ،وحاولنا ان نفرح على الاقل امامها، ونظهر شيئا من السرور ، لكننا لم نستطع ان نفعل شيئا اكثر من الكلام الذي يحمل الاشادة والثناء على الجهد المثمر الذي بذلته طيلة اشهر السنة الاخيرة في المرحلة الثانوية، ببساطة شديدة لم نجد مساحة للفرح ولا مكانا للفرح، فقد انتزعت جرائم الاحتلال وحلفاؤه واعوانه في فلسطين المحتلة، بقطبيها الضفة الغربية وقطاع غزة ، كل اسباب الفرح ، ولم يعد في القلب والنفس متسعا لغير الاحزان والآلام ، التي احتلت ردهات الجسد ، وتغلغلت في شرايينه واوردته، لتغذي الدماغ والقلب والنفس بالحزن والوجع ، الذي يتناثر بداخلنا ، كلما تتطاير اشلاء جسد طقل فلسطيني او سيدة فلسطينية او كهل فلسطيني بقطاع غزة، في مدارس الايواء اوالبيوت والطرقات والازقة ، مزقتها صواريخ او قنابل من طائرة او قذائف من دبابة اسرائيلية، كيف لنا ان نطرد كل هذه الاوجاع والآلام والاحزان من داخلنا لنفرح، كيف ..ونحن نستقبل يوميا اخبار الشهداء والجرحى والمعتقلين، ونحن نشاهد ابشع وافظع الجرائم الاسرائيلية التي ترتكب بحقهم.
حاولنا ان نتسامى فوق كل هذه الجراح ولم نفلح ، ولم يكن امامنا الا ملاذا واحدا ، عندما وجدنا انفسنا وسط عشيرة الاصدقاء المحبين ، محاطين بهذه العزوة من الاحباء والاعزاء والسند، التي لا تغيب ابدا عن كل مناسباتنا ، الذين اضافوا كثيرا من الجمال والبهجة الى قلوبنا ونفوسنا.
لكن ..كما تعلمنا من التاريخ والحاضر، سوف ينتصر الشعب الفلسطيني على الاحتلال وجرائمه وارهابه، كما انتصر في كل المعارك السابقة ، ونهض من جديد قويا صامدا شامخا مشهرا سلاحه في وجه عدوه، وسوف يصنع النصر والانتصار والحياة التي تليق به وتعشقه ويعشقها.
لن تكسرنا مذابح ومجازر العدو المحتل، بل سوف تزيدنا اصرارا على التمسك بالحياة والعمل للمستقبل، والتحدي في مواجهته المستمرة منذ عقود، لاننا نؤمن بان ساحة النضال والكفاح ضد هذا العدو ، وسع مساحة الارض كلها ، ولا تستثني مجالا ولا ميدانا في الحياة، وأقلها ان نبقى فلسطينيين .. النقيض الرئيسي والاساسي لهذا الاحتلال البغيض.
ابهرتنا ميرنا بالمعدل الجيد الذي احرزته بالفرع العلمي وهو "93،3" ،وحاولنا ان نفرح على الاقل امامها، ونظهر شيئا من السرور ، لكننا لم نستطع ان نفعل شيئا اكثر من الكلام الذي يحمل الاشادة والثناء على الجهد المثمر الذي بذلته طيلة اشهر السنة الاخيرة في المرحلة الثانوية، ببساطة شديدة لم نجد مساحة للفرح ولا مكانا للفرح، فقد انتزعت جرائم الاحتلال وحلفاؤه واعوانه في فلسطين المحتلة، بقطبيها الضفة الغربية وقطاع غزة ، كل اسباب الفرح ، ولم يعد في القلب والنفس متسعا لغير الاحزان والآلام ، التي احتلت ردهات الجسد ، وتغلغلت في شرايينه واوردته، لتغذي الدماغ والقلب والنفس بالحزن والوجع ، الذي يتناثر بداخلنا ، كلما تتطاير اشلاء جسد طقل فلسطيني او سيدة فلسطينية او كهل فلسطيني بقطاع غزة، في مدارس الايواء اوالبيوت والطرقات والازقة ، مزقتها صواريخ او قنابل من طائرة او قذائف من دبابة اسرائيلية، كيف لنا ان نطرد كل هذه الاوجاع والآلام والاحزان من داخلنا لنفرح، كيف ..ونحن نستقبل يوميا اخبار الشهداء والجرحى والمعتقلين، ونحن نشاهد ابشع وافظع الجرائم الاسرائيلية التي ترتكب بحقهم.
حاولنا ان نتسامى فوق كل هذه الجراح ولم نفلح ، ولم يكن امامنا الا ملاذا واحدا ، عندما وجدنا انفسنا وسط عشيرة الاصدقاء المحبين ، محاطين بهذه العزوة من الاحباء والاعزاء والسند، التي لا تغيب ابدا عن كل مناسباتنا ، الذين اضافوا كثيرا من الجمال والبهجة الى قلوبنا ونفوسنا.
لكن ..كما تعلمنا من التاريخ والحاضر، سوف ينتصر الشعب الفلسطيني على الاحتلال وجرائمه وارهابه، كما انتصر في كل المعارك السابقة ، ونهض من جديد قويا صامدا شامخا مشهرا سلاحه في وجه عدوه، وسوف يصنع النصر والانتصار والحياة التي تليق به وتعشقه ويعشقها.
لن تكسرنا مذابح ومجازر العدو المحتل، بل سوف تزيدنا اصرارا على التمسك بالحياة والعمل للمستقبل، والتحدي في مواجهته المستمرة منذ عقود، لاننا نؤمن بان ساحة النضال والكفاح ضد هذا العدو ، وسع مساحة الارض كلها ، ولا تستثني مجالا ولا ميدانا في الحياة، وأقلها ان نبقى فلسطينيين .. النقيض الرئيسي والاساسي لهذا الاحتلال البغيض.
نيسان ـ نشر في 2024-08-13 الساعة 10:05
رأي: كمال زكارنة