غزة ما زالت تصلح للحياة
نيسان ـ نشر في 2024-08-13 الساعة 11:31
نيسان ـ أتوق إلى الذهاب إلى غزة، تلك البقعة التي يتنفس فيها الإنسان حريةً بعمق البحر، ويزفر كرامةً بسمو الجبال، أرغب في أن أعيش هناك، حيث كل لحظة هي نشيد للمقاومة، وكل خطوة هي صلاة للدين وللوطن، أتجول بين حاراتها التي تحكي جدرانها قصص الصمود، أرى أمهات الشهداء، أجالسهن كأنني أجالس التاريخ نفسه، أقبل جباههن الطاهرة، وأرتشف من بركاتهن القوة والعزيمة.
أذهب إلى هناك ملثماً، أحمل بندقيةً كأنها قلم يخطّ أسطورة جديدة، أكتب بها نهاية حاقدة لعدو غاشم.
أتزوج فتاة غزاوية، أبحث في عينيها عن شموخ النخيل ونقاء الينابيع، عيون فتيات غزة ليست ككل العيون؛ هي مرايا ترى فيها الحزن مجللاً بالكبرياء، ترى فيها الجمال مسورًا بالحياء..
والمتشح بالشموخ.. نعم عيونهن ليست كغيرها؛ نقية كالزمرد، عميقة كالبحر،
ترى فيها جمالاً تخلقه المعاناة.
أسير وأمضي في شوارع غزة، علني ألتقي بأبطال المقاومة، أولئك الذين يخطّون بدمائهم خريطة المستقبل، أحييهم تحية الأبطال لأبطال، أضمهم وكأنني أضم وطناً كاملاً، وليتني أنال شرف الانضمام إليهم، فأكون رصاصة في وجه الظلم.
يقولون إن غزة مدمرة ولا تصلح للحياة آه، كم يجهلون! ( نعم ) قد لا تجد فيها شواطئ باريس المترفة أو حدائق كاليفورنيا الباذخة، ولا مسابح لندن المضيئة ولا فنادقها الفاخرة، لكن في غزة، الحياة تنبض بإيقاع المقاومة، تنبض بقلب ينبض بالحرية.
لو أني هناك أستيقظ صباحاً، أحتسي قهوتي وأستقبل شمس غزة .. نعم، فشمسها ليست كأي شمس؛ هي شمسٌ تكافح كما يكافح أهلها، تدعو الأرض أن تصمد كما صمدت هي، أمشي على ترابها، وأشعر أنني أسير على جنةٍ من الحسنات،هنا استشهد بطل، وهنا جُرح آخر، وهناك بقايا مساجد تنطق بالإيمان، وبقايا بيوت تحفظ حكايات البطولة.
أتجول في أزقة الأحياء المدمرة، أبكي تارة وأبتسم تارة أخرى، لأنني أرى أرواحًا تضيء وسط الأنقاض، أرى بيوتهم المدمرة، لكنها قائمة بكرامة أهلها.
أمشي وأشعر بملائكة تحيط بي، لا مكان للشر هنا، فقط للخير، فالشر انهزم أمام إيمان أهل غزة .. ما بقي إلا شياطين الصهاينة، الذين يواجهون بالرصاص والصواريخ مقاومة لا تعرف الخوف.
أنظر إلى السماء في غزة، وأخاطبها، نعم أخاطبها كأنها رفيقة درب، فحتى السماء هناك تشهد وتتكلم، تبتسم لصمود أهلها، وتبكي بذات الوقت على ما حل بهم.
وفي غزة، رغم الدمار والجوع والحصار والعطش، هناك كنوز لا تملكها أي أرض أخرى، صحيح، لا توجد لديهم قطارات سريعة ولا ساعة بيج بن، ولا سور الصين العظيم، ولا شلالات فيكتوريا
ولا مطاعم فاخرة ومقاهي براقة، لكن لديهم الكرامة، والإنسانية، والحرية، ولديهم بطولات لا تعد ولا تحصى، في غزة، هناك الشهامة والمروءة، وهناك نساء يختلفن عن نساء العالم؛ جمالهن ينبع من الحياء والشموخ.
يوجد هناك أبو عبيدة الملثم، وهناك ضريح لأربعين ألف شهيد من أهل الجنة، سيشفعون 2800000 مليون من أهلهم وذويهم، هناك العدالة التي أنزلها الله في كتابه، هم يمشون عليها، هناك العجائز العابدون المخلصون، والرجال الأتقياء الذين يخلصون لدينهم وأوطانهم ومقدساتهم، هناك الشباب الثائرون المقاتلون لأعداء الدين والوطن، هناك أكثر من مئة ألف سيدة أنجبت مئات الآلاف من الثائرين الأحياء والشهداء الأبرار.
ما زال في غزة المرابطون، المعاهدون، المجاهدون، وما زال فيها المثقفون. وما زال فيها عشرات الآلاف من الأطفال حفظة القرآن.
في غزة، ما زالت الحياة تزهر، بل إن كل الحياة تتلألأ في غزة .. نعم، الألم شديد، لكنه طريق الصبر والثبات الذي يقود إلى النصر القريب، والقوة، والتحرير .
أذهب إلى هناك ملثماً، أحمل بندقيةً كأنها قلم يخطّ أسطورة جديدة، أكتب بها نهاية حاقدة لعدو غاشم.
أتزوج فتاة غزاوية، أبحث في عينيها عن شموخ النخيل ونقاء الينابيع، عيون فتيات غزة ليست ككل العيون؛ هي مرايا ترى فيها الحزن مجللاً بالكبرياء، ترى فيها الجمال مسورًا بالحياء..
والمتشح بالشموخ.. نعم عيونهن ليست كغيرها؛ نقية كالزمرد، عميقة كالبحر،
ترى فيها جمالاً تخلقه المعاناة.
أسير وأمضي في شوارع غزة، علني ألتقي بأبطال المقاومة، أولئك الذين يخطّون بدمائهم خريطة المستقبل، أحييهم تحية الأبطال لأبطال، أضمهم وكأنني أضم وطناً كاملاً، وليتني أنال شرف الانضمام إليهم، فأكون رصاصة في وجه الظلم.
يقولون إن غزة مدمرة ولا تصلح للحياة آه، كم يجهلون! ( نعم ) قد لا تجد فيها شواطئ باريس المترفة أو حدائق كاليفورنيا الباذخة، ولا مسابح لندن المضيئة ولا فنادقها الفاخرة، لكن في غزة، الحياة تنبض بإيقاع المقاومة، تنبض بقلب ينبض بالحرية.
لو أني هناك أستيقظ صباحاً، أحتسي قهوتي وأستقبل شمس غزة .. نعم، فشمسها ليست كأي شمس؛ هي شمسٌ تكافح كما يكافح أهلها، تدعو الأرض أن تصمد كما صمدت هي، أمشي على ترابها، وأشعر أنني أسير على جنةٍ من الحسنات،هنا استشهد بطل، وهنا جُرح آخر، وهناك بقايا مساجد تنطق بالإيمان، وبقايا بيوت تحفظ حكايات البطولة.
أتجول في أزقة الأحياء المدمرة، أبكي تارة وأبتسم تارة أخرى، لأنني أرى أرواحًا تضيء وسط الأنقاض، أرى بيوتهم المدمرة، لكنها قائمة بكرامة أهلها.
أمشي وأشعر بملائكة تحيط بي، لا مكان للشر هنا، فقط للخير، فالشر انهزم أمام إيمان أهل غزة .. ما بقي إلا شياطين الصهاينة، الذين يواجهون بالرصاص والصواريخ مقاومة لا تعرف الخوف.
أنظر إلى السماء في غزة، وأخاطبها، نعم أخاطبها كأنها رفيقة درب، فحتى السماء هناك تشهد وتتكلم، تبتسم لصمود أهلها، وتبكي بذات الوقت على ما حل بهم.
وفي غزة، رغم الدمار والجوع والحصار والعطش، هناك كنوز لا تملكها أي أرض أخرى، صحيح، لا توجد لديهم قطارات سريعة ولا ساعة بيج بن، ولا سور الصين العظيم، ولا شلالات فيكتوريا
ولا مطاعم فاخرة ومقاهي براقة، لكن لديهم الكرامة، والإنسانية، والحرية، ولديهم بطولات لا تعد ولا تحصى، في غزة، هناك الشهامة والمروءة، وهناك نساء يختلفن عن نساء العالم؛ جمالهن ينبع من الحياء والشموخ.
يوجد هناك أبو عبيدة الملثم، وهناك ضريح لأربعين ألف شهيد من أهل الجنة، سيشفعون 2800000 مليون من أهلهم وذويهم، هناك العدالة التي أنزلها الله في كتابه، هم يمشون عليها، هناك العجائز العابدون المخلصون، والرجال الأتقياء الذين يخلصون لدينهم وأوطانهم ومقدساتهم، هناك الشباب الثائرون المقاتلون لأعداء الدين والوطن، هناك أكثر من مئة ألف سيدة أنجبت مئات الآلاف من الثائرين الأحياء والشهداء الأبرار.
ما زال في غزة المرابطون، المعاهدون، المجاهدون، وما زال فيها المثقفون. وما زال فيها عشرات الآلاف من الأطفال حفظة القرآن.
في غزة، ما زالت الحياة تزهر، بل إن كل الحياة تتلألأ في غزة .. نعم، الألم شديد، لكنه طريق الصبر والثبات الذي يقود إلى النصر القريب، والقوة، والتحرير .
نيسان ـ نشر في 2024-08-13 الساعة 11:31
رأي: أحمد سلامة