لماذا يثير التلويح بالعمليات الاستشهادية ذعرا إسرائيليا؟
نيسان ـ نشر في 2024-08-20 الساعة 11:14
نيسان ـ مع تبني كتائب القسام وسرايا القدس عملية تفجير "تل أبيب"، أبرزت وسائل إعلام عبرية وعيد الكتائب بالعودة إلى التفجيرات، وطفت على السطح مخاوف من مشاهد الانتفاضة الثانية (الأقصى)، التي اندلعت عام 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو 2000 من الجنود والقوات الخاصة.
كما وشكل تلويح المقاومة الفلسطينية بعودة العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي ذعرًا كبيرًا في دائرة صنع القرار بـ "تل أبيب"، وهو ما من شأنه أن يحدث انعطافة حادة خلال الحرب الحالية على غزة، وفق محللين.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "عملية تل أبيب تذكرنا بأيام الذروة في الانتفاضة الثانية”. واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فوقعت مواجهات بين المصلّين وقوات الاحتلال.
وقال موقع واي نت" الإخباري التابع للصحيفة "الجيش والمستوطنون واجهوا تحدي العبوات الناسفة في الضفة الغربية، ولكن إدخالها إلى إسرائيل أخطر ويعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الثانية".
وأردف أن موضوع المتفجرات اكتسب زخمًا في السنوات الأخيرة، ويشمل بشكل رئيسي تحضيرها في مختبرات تصنيع بالضفة الغربية.
وفي أغلب الأحيان، لا تواجه قوات الأمن عبوات ناسفة يتم إلقاؤها عليها فحسب، بل تواجه أيضًا عبوات ناسفة مدفونة في الأرض على طول الطرق، وفق الموقع. وتابع “قبل 5 أيام فقط، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الخليل جنوبي الضفة، ويشتبه في أنها كانت معدّة لتنفيذ هجوم”. واعتبر الموقع أن الخوف الأكبر لدى الأجهزة الأمنية هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عبر إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى في إسرائيل؛ مما يسبب أضرارًا كثيرة ويثير خوفًا وذعرًا.
وتوعّدت حماس بأن "العمليات الاستشهادية" بالداخل المحتل ستعود إلى الواجهة، طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرت سياسة الاغتيالات.
وتوقفت ذروة هذه العمليات في 2006، ومنذ ذلك العام وقعت عمليات متفرقة، كان آخرها تفجير عبوة ناسفة داخل محطة للحافلات في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة عام 2022.
ووفق القناة 12 العبرية، نقلا عن أجهزة الأمن، فإن تفجير "تل أبيب" الأحد نجم عن عبوة ناسفة قوية تصل زنتها إلى 8 كيلوغرامات من المتفجرات. وتابعت “في نهاية تقييم الوضع، تقرر رفع درجة التأهب وإجراء عمليات مسح واسعة النطاق في كل كتلة غوش دان، أي منطقة تل أبيب الكبرى”.
وقال قائد منطقة أيالون في شرطة لواء "تل أبيب" حاييم بوبليل، لهيئة البث الإسرائيلي “لحسن الحظ لم يؤد الانفجار إلى كارثة”.
وأضاف أنه كان من الممكن أن ينتهي الحادث بشكل مختلف تمامًا لو انفجرت العبوة في أحد الأماكن المزدحمة القريبة، فهي عبوة قوية كان من الممكن أن تسبب أضرارًا كبيرة. من جهة تحليلية، يعتقد الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن العمليات الاستشهادية قد تعود بشكل أكبر بعد المجازر غير المسبوقة التي ارتكبتها إسرائيل خلال الحرب.
وأوضح زياد، أن العمليات الاستشهادية كانت قد انطلقت مع انتفاضة الأقصى ردا على المجازر في غزة والضفة الغربية، مضيفا أن عربدة "إسرائيل" أفضت إلى هذا الصدام الكبير.
ووفق المتحدث، فإن ما فعلته "إسرائيل" خلال الحرب بتدمير المشروع الفلسطيني من شأنه أن يواجه بأقصى رد ممكن، وقد يكون هناك قرار جدي بعودة العمليات الاستشهادية.
وشدد على أن حالة الاحتقان والثأر في صدور الفلسطينيين لا يمكن إلا أن تؤول إلى صدام حقيقي، لافتا إلى أن المقاومة تتشدد بموقفها بسبب إجرام الإسرائيليين. ونبه إلى أن المجتمع الغزي دفع فاتورة ضخمة من الدماء "لذلك فإن المقاومة مدينة له بمواصلة القتال في الميدان وعلى طاولة التفاوض حتى يحقق الشعب الفلسطيني ما يريد".
وبشأن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإسرائيل، قال زياد إن واشنطن لا يمكن أن تظهر بمظهر وسيط حيادي وضامن حيث تواصل الكذب بعدما نسف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق المقترح، كما يواصل اللعب بمختلف الأطراف.
وتساءل في هذا الإطار "كيف يفاوض الأميركي طرفا واحدا ويطلب من الطرف الآخر الالتزام؟"، قبل أن يؤكد أن حماس غير مخولة بأي اتفاق لا يضمن خطوطها الحمراء بالانسحاب الكامل من القطاع وعودة النازحين وعمليات الإغاثة والإعمار، إلى جانب صفقة تبادل أسرى حقيقية.
وخلص إلى أن واشنطن تدرك أن نذر الحرب الإقليمية تزداد، حيث تحاول لجم هذا التصعيد لكنها تذكي نيران الحرب بتزويد إسرائيل بالسلاح والشرعية والوقت، والضغط على حماس سياسيا.
بدوره، قال الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن إسرائيل كانت تحاول الهروب من وضع تجد فيه نفسها بحالة استنزاف مثلما حدث في الضفة الغربية بين عامي 2000 و2006.
وأشار جبارين إلى أن العمليات الفلسطينية بين عامي 2006 و2023 كانت محصورة بنطاق الضفة الغربية، مؤكدا أن إسرائيل تتعامل الآن مع تهديد حقيقي ومباشر لتل أبيب وهو ما يؤرقها. وأكد أن الاحتلال يؤدي إلى الاضطهاد ومن ثم فإن الطرف الآخر يقاوم هذا الاضطهاد والاحتلال "لذلك سارع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي للتأكيد بأن الجيش لا يريد البقاء داخل غزة".
ويعتقد أن ما يجري منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "حرب إسرائيلية انتقامية"، منبها إلى حساسية الظرف الحالي حيث تسعى واشنطن لإدارة المرحلة بدقة تحسبا للانتخابات الأميركية المقبلة.
لكن نتنياهو -وفق جبارين- يعتاش على حالات الفوضى، إذ لم يكن يفاوض على شروط الدخول إلى صفقة وقف إطلاق النار وإنما الخروج منها، مضيفا أنه يحاول البحث عن الذرائع وتحميل الطرف الآخر المسؤولية والتنصل منها. وخلص إلى أن نتنياهو غير معني بأي أطروحات للحل وإنما يريد العيش بحالة فوضى لا إستراتيجية في هذه المرحلة بهدف استمرار الحالة وحتى وإن دخل في المرحلة الأولى من الصفقة، حيث باتت أميركا تخشى ما بعد ذلك.
"شهاب"
كما وشكل تلويح المقاومة الفلسطينية بعودة العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي ذعرًا كبيرًا في دائرة صنع القرار بـ "تل أبيب"، وهو ما من شأنه أن يحدث انعطافة حادة خلال الحرب الحالية على غزة، وفق محللين.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "عملية تل أبيب تذكرنا بأيام الذروة في الانتفاضة الثانية”. واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فوقعت مواجهات بين المصلّين وقوات الاحتلال.
وقال موقع واي نت" الإخباري التابع للصحيفة "الجيش والمستوطنون واجهوا تحدي العبوات الناسفة في الضفة الغربية، ولكن إدخالها إلى إسرائيل أخطر ويعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الثانية".
وأردف أن موضوع المتفجرات اكتسب زخمًا في السنوات الأخيرة، ويشمل بشكل رئيسي تحضيرها في مختبرات تصنيع بالضفة الغربية.
وفي أغلب الأحيان، لا تواجه قوات الأمن عبوات ناسفة يتم إلقاؤها عليها فحسب، بل تواجه أيضًا عبوات ناسفة مدفونة في الأرض على طول الطرق، وفق الموقع. وتابع “قبل 5 أيام فقط، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الخليل جنوبي الضفة، ويشتبه في أنها كانت معدّة لتنفيذ هجوم”. واعتبر الموقع أن الخوف الأكبر لدى الأجهزة الأمنية هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عبر إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى في إسرائيل؛ مما يسبب أضرارًا كثيرة ويثير خوفًا وذعرًا.
وتوعّدت حماس بأن "العمليات الاستشهادية" بالداخل المحتل ستعود إلى الواجهة، طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرت سياسة الاغتيالات.
وتوقفت ذروة هذه العمليات في 2006، ومنذ ذلك العام وقعت عمليات متفرقة، كان آخرها تفجير عبوة ناسفة داخل محطة للحافلات في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة عام 2022.
ووفق القناة 12 العبرية، نقلا عن أجهزة الأمن، فإن تفجير "تل أبيب" الأحد نجم عن عبوة ناسفة قوية تصل زنتها إلى 8 كيلوغرامات من المتفجرات. وتابعت “في نهاية تقييم الوضع، تقرر رفع درجة التأهب وإجراء عمليات مسح واسعة النطاق في كل كتلة غوش دان، أي منطقة تل أبيب الكبرى”.
وقال قائد منطقة أيالون في شرطة لواء "تل أبيب" حاييم بوبليل، لهيئة البث الإسرائيلي “لحسن الحظ لم يؤد الانفجار إلى كارثة”.
وأضاف أنه كان من الممكن أن ينتهي الحادث بشكل مختلف تمامًا لو انفجرت العبوة في أحد الأماكن المزدحمة القريبة، فهي عبوة قوية كان من الممكن أن تسبب أضرارًا كبيرة. من جهة تحليلية، يعتقد الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن العمليات الاستشهادية قد تعود بشكل أكبر بعد المجازر غير المسبوقة التي ارتكبتها إسرائيل خلال الحرب.
وأوضح زياد، أن العمليات الاستشهادية كانت قد انطلقت مع انتفاضة الأقصى ردا على المجازر في غزة والضفة الغربية، مضيفا أن عربدة "إسرائيل" أفضت إلى هذا الصدام الكبير.
ووفق المتحدث، فإن ما فعلته "إسرائيل" خلال الحرب بتدمير المشروع الفلسطيني من شأنه أن يواجه بأقصى رد ممكن، وقد يكون هناك قرار جدي بعودة العمليات الاستشهادية.
وشدد على أن حالة الاحتقان والثأر في صدور الفلسطينيين لا يمكن إلا أن تؤول إلى صدام حقيقي، لافتا إلى أن المقاومة تتشدد بموقفها بسبب إجرام الإسرائيليين. ونبه إلى أن المجتمع الغزي دفع فاتورة ضخمة من الدماء "لذلك فإن المقاومة مدينة له بمواصلة القتال في الميدان وعلى طاولة التفاوض حتى يحقق الشعب الفلسطيني ما يريد".
وبشأن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإسرائيل، قال زياد إن واشنطن لا يمكن أن تظهر بمظهر وسيط حيادي وضامن حيث تواصل الكذب بعدما نسف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق المقترح، كما يواصل اللعب بمختلف الأطراف.
وتساءل في هذا الإطار "كيف يفاوض الأميركي طرفا واحدا ويطلب من الطرف الآخر الالتزام؟"، قبل أن يؤكد أن حماس غير مخولة بأي اتفاق لا يضمن خطوطها الحمراء بالانسحاب الكامل من القطاع وعودة النازحين وعمليات الإغاثة والإعمار، إلى جانب صفقة تبادل أسرى حقيقية.
وخلص إلى أن واشنطن تدرك أن نذر الحرب الإقليمية تزداد، حيث تحاول لجم هذا التصعيد لكنها تذكي نيران الحرب بتزويد إسرائيل بالسلاح والشرعية والوقت، والضغط على حماس سياسيا.
بدوره، قال الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن إسرائيل كانت تحاول الهروب من وضع تجد فيه نفسها بحالة استنزاف مثلما حدث في الضفة الغربية بين عامي 2000 و2006.
وأشار جبارين إلى أن العمليات الفلسطينية بين عامي 2006 و2023 كانت محصورة بنطاق الضفة الغربية، مؤكدا أن إسرائيل تتعامل الآن مع تهديد حقيقي ومباشر لتل أبيب وهو ما يؤرقها. وأكد أن الاحتلال يؤدي إلى الاضطهاد ومن ثم فإن الطرف الآخر يقاوم هذا الاضطهاد والاحتلال "لذلك سارع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي للتأكيد بأن الجيش لا يريد البقاء داخل غزة".
ويعتقد أن ما يجري منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "حرب إسرائيلية انتقامية"، منبها إلى حساسية الظرف الحالي حيث تسعى واشنطن لإدارة المرحلة بدقة تحسبا للانتخابات الأميركية المقبلة.
لكن نتنياهو -وفق جبارين- يعتاش على حالات الفوضى، إذ لم يكن يفاوض على شروط الدخول إلى صفقة وقف إطلاق النار وإنما الخروج منها، مضيفا أنه يحاول البحث عن الذرائع وتحميل الطرف الآخر المسؤولية والتنصل منها. وخلص إلى أن نتنياهو غير معني بأي أطروحات للحل وإنما يريد العيش بحالة فوضى لا إستراتيجية في هذه المرحلة بهدف استمرار الحالة وحتى وإن دخل في المرحلة الأولى من الصفقة، حيث باتت أميركا تخشى ما بعد ذلك.
"شهاب"


