اتصل بنا
 

مخاطر عدم الحسم السريع في اليمن .. خبايا الوضع القائم

كاتب أردني وخبير مياه

نيسان ـ نشر في 2015-11-26 الساعة 23:13

نيسان ـ

اليمنيون الذين أحببناهم وعشنا معهم خبرناهم أشد الناس معرفة بالحق وأكثر الناس تواضعا وأكثر الناس ترحابا بالعروبة وأبنائها ولكن.

أمر كرهناه هناك, كرسه حكم الإئمة ومشى به صالح واستغله أبشع استغلال ألا وهو الوقت.

الوقت في اليمن قتيل, قتله عهد الإئمة وأرداه حكم صالح كل يوم.

نقول هذا, لأن الوقت يسرق من قوات التحالف العربي في اليمن.

في سوريا الأمر معقد والدنيا كلها تتصارع على رأس الشعب السوري في مأساة القرن.

أما في اليمن فالأمر ليس كذلك فحتى أطفال المدارس رموا الحوثيين بالأحذية وقالوا لهم لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.

تعود الحكم السابق ابتزاز الخليج وبالحوثيين أنفسهم ولكن الأمر كان مقدورا عليه.

أما الآن فالمشهد كارثي إن استمرت الحرب فإن كان هدف الحرب تجنيب الخليج مخاطر إيران في اليمن فقط فنحن أمام كارثة لأن هذه الحرب ما كانت الأمة بحاجة إليها لولا إهمال اليمن وأهلها عشرات السنين فهذه الحرب هدفهاالأول يجب أن يكون تعمير اليمن وإخراج أهله من تخلف تراكم مئات السنين. إن كان الهدف وقف توسع إيران فقط فتوقعوا حربا ستمتد عشرات السنين في بلد تتبدل فيه الولاءات كل يوم.

الوقت لعبة إيران ولعبة حاضنة صالح في اليمن, بل أقول لكم لقد أصبح للوضع القائم الآن في اليمن رجالاته ومافياته والمستفيدين منه, فمشتقات النفط تباع في السوق السوداء والسلاح يباع في الشوارع وأصبح هناك أغنياء حرب وتجار حرب.

وأكثر من ذلك في اليمن مائة ألف قرية وإذا استمرت الحرب ربما لن يبقى في المدن سوى أزلام إيران وسيرحل اليمنيون الى قراهم أو قد يعضوا على جذع شجرة حتى لا يقعوا في دماء لا يتورع أزلام إيران على الوقوع فيها.

الوضع خطير جدا واستمرار لعبة الوقت ستدفع الى مسرح الأحداث لاعبين جدد.

إن كان في التحالف منافقين يتراءى لصف التحالف أن لا مجال لكشفهم فمصير الأمة ليس فيه مجاملات.

لا مجال لاستمرار الحرب لا في الداخل اليمني ولا في الداخل الخليجي فطول الحرب سيغري إيران بمد أذرع الشيطان في الكويت والبحرين والإمارات.

هذه الحرب لا تحتمل الانتقام الشخصي فمصير شخص لا يساوي مصير أمة.

تحاول إيران الآن إطباق كماشة حول الخليج فإهمال العراق سابقا مهد لاستباحة سوريا ومصيبة في اليمن ستقضي علينا.

إيران تلعب لعبة الوقت القذرة فحذار.

لذلك فالوقت ليس وقت تحقيق أمجاد شخصية ولا انتقام ولا وقت ترك منافقين بين الصفوف ولا وقت تصفية حسابات مع الإخوان المسلمين.

لقد استغرق إعداد إيران لما يحدث الآن في اليمن ربع قرن من الزمان في وقت ظن الخليج أن اليمن وأهلها شر يكفيهم إياه حكم صالح وقات صالح.

يا إخوتنا في مركز القرار في التحالف أنتم أدرى وأعرف منا وأنتم أفلحتم في فتح النار وإن جاء متأخرا على عدو كان سيفتك بالأمة جميعها وكان سيستبيح أقدس مقدساتها ولكن هل الرؤية واضحة وهل ستتعلمون من درس العراق وهل أدركتم حاجتكم ليمن سعيد بأبنائه وثرواته.

يا إخوتنا في الخليج أقنعوا اليمنيين بالحجة والبرهان أنكم تريدون يمنا يرفل بثرواته مثلكم وينعم بحياته مثلكم وأنا أعدكم أن الحرب ستنتهي غدا.

الخطط الحربية وحدها لإنهاء الحرب لا تكفي بكل أسف وحتى لو انتهت مرحلة فستتبعها مراحل وستبقى اليمن تنتقل من حلقة عنف الى أخرى حتى يقتنع اليمنيون أنهم جميعا رابحون عندها لن تبقى في اليمن مشكلة قاعدة أو قضية جنوبية أو غيرها فكل هذه القصص ومعها قصة الحوثيين ما هي إلا ألاعيب إيران وحقبة صالح منذ ربع قرن.

من كتاب نيسان

نيسان ـ نشر في 2015-11-26 الساعة 23:13

الكلمات الأكثر بحثاً