ديمقراطية لها أنياب..!!
محمد المحيسن
كاتب وصحافي أردني
نيسان ـ نشر في 2024-09-09 الساعة 14:13
نيسان ـ كتب : محمد محيسن
"شبه الذكاء الاصطناعي الديمقراطية بـ"واي فاي"، أحياناً تكون الإشارة قوية وكل شيء يعمل تماماً، وأحياناً أخرى تحس أنها لا توصل ولا حتى رسالة واتساب.
الديمقراطية في أساسها هي فكرة تدعو الناس للمشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصهم؛ صوتك، صوتي، صوت الجميع. لكن المشكلة أنها ليست دائماً تُطبَّق بطريقة مثالية.
الواقع أن الديمقراطية ليست مثالية، لكنها محاولة لتحسين الوضع وتقليل التحكم من قِبل فئة صغيرة. فهل هي كذبة؟ لا، لكنها تشبه أي شيء جيد أُسيء استخدامه. الديمقراطية كانت في الأساس فكرة عظيمة، لكن بعض السياسيين حولوا الموضوع إلى مسرحية هزلية استناداً إلى مصالحهم الضيقة.
وعندما سُئل تشرشل عن الديمقراطية أجاب بكل صراحة بأنها شر لا بد منه، فباسمها ارتكبت جرائم تماماً كما ارتُكبت جرائم باسم الحرية والثورة، وبات لها أنياب ، ليتحول مشهدها الآن في العالم ملتبساً.
ويزعم الغرب ان أكبر تحدٍّ تتعرض له هو كيفية التعامل مع خصومها الأمر الذي أعطاهم الحق في اختراع أسلحة الدمار.
تخيلوا معي أن "نتنياهو" يصف حرب الإبادة في غزة بأنها معركة بين الديمقراطية وما أسماه التحضر وبين التخلف. وبالرغم من أن أشلاء الأطفال الشهداء الفلسطينيين أبكت العالم، وجد نتنياهو مئات السياسيين الأمريكيين في استقباله يصفقون ويهتفون باسم الديمقراطية.
الغرب، الذي طالما زعم أنه صانع الديمقراطية ومصدرها، يعرف أن كثيراً من أباطرته وطغاته جاؤوا من خلال صندوق الانتخاب وتحت قبة البرلمان.
أما نحن في العالم الثالث فقد عرفنا أنماطاً من الديمقراطية؛ بعضها معلب وبعضها مركب عجيب، وأخرى مستنسخة. ولكنها انتهت إلى طوابير من المتسولين، وطوابير أخرى من المنافقين، وطابور خامس يعقبه سادس وسابع حتى العاشر، ومديونيات لا تستطيع عدة أجيال تسديد الربا المترتب عليها. ونسب مرتفعة من المرض والفقر، وثقافة اختزلت مفهوم السيادة إلى علم ونشيد. أما العلم والثقافة وحتى المروءة والشجاعة فقد باتت بفضل هذه التجارب ذكريات جميلة وحكايا "ختيارية".
يزعم أحد متابعي العرس الديمقراطي في البلد أن تجمعاً كاملاً من الناس، وبعد لقاء عاطفي مع أحد المرشحين الثقال، أن صوتهم لن يذهب إلا لمن يدفع أكثر.. أرجو أن أكون مخطئاً..."
"شبه الذكاء الاصطناعي الديمقراطية بـ"واي فاي"، أحياناً تكون الإشارة قوية وكل شيء يعمل تماماً، وأحياناً أخرى تحس أنها لا توصل ولا حتى رسالة واتساب.
الديمقراطية في أساسها هي فكرة تدعو الناس للمشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصهم؛ صوتك، صوتي، صوت الجميع. لكن المشكلة أنها ليست دائماً تُطبَّق بطريقة مثالية.
الواقع أن الديمقراطية ليست مثالية، لكنها محاولة لتحسين الوضع وتقليل التحكم من قِبل فئة صغيرة. فهل هي كذبة؟ لا، لكنها تشبه أي شيء جيد أُسيء استخدامه. الديمقراطية كانت في الأساس فكرة عظيمة، لكن بعض السياسيين حولوا الموضوع إلى مسرحية هزلية استناداً إلى مصالحهم الضيقة.
وعندما سُئل تشرشل عن الديمقراطية أجاب بكل صراحة بأنها شر لا بد منه، فباسمها ارتكبت جرائم تماماً كما ارتُكبت جرائم باسم الحرية والثورة، وبات لها أنياب ، ليتحول مشهدها الآن في العالم ملتبساً.
ويزعم الغرب ان أكبر تحدٍّ تتعرض له هو كيفية التعامل مع خصومها الأمر الذي أعطاهم الحق في اختراع أسلحة الدمار.
تخيلوا معي أن "نتنياهو" يصف حرب الإبادة في غزة بأنها معركة بين الديمقراطية وما أسماه التحضر وبين التخلف. وبالرغم من أن أشلاء الأطفال الشهداء الفلسطينيين أبكت العالم، وجد نتنياهو مئات السياسيين الأمريكيين في استقباله يصفقون ويهتفون باسم الديمقراطية.
الغرب، الذي طالما زعم أنه صانع الديمقراطية ومصدرها، يعرف أن كثيراً من أباطرته وطغاته جاؤوا من خلال صندوق الانتخاب وتحت قبة البرلمان.
أما نحن في العالم الثالث فقد عرفنا أنماطاً من الديمقراطية؛ بعضها معلب وبعضها مركب عجيب، وأخرى مستنسخة. ولكنها انتهت إلى طوابير من المتسولين، وطوابير أخرى من المنافقين، وطابور خامس يعقبه سادس وسابع حتى العاشر، ومديونيات لا تستطيع عدة أجيال تسديد الربا المترتب عليها. ونسب مرتفعة من المرض والفقر، وثقافة اختزلت مفهوم السيادة إلى علم ونشيد. أما العلم والثقافة وحتى المروءة والشجاعة فقد باتت بفضل هذه التجارب ذكريات جميلة وحكايا "ختيارية".
يزعم أحد متابعي العرس الديمقراطي في البلد أن تجمعاً كاملاً من الناس، وبعد لقاء عاطفي مع أحد المرشحين الثقال، أن صوتهم لن يذهب إلا لمن يدفع أكثر.. أرجو أن أكون مخطئاً..."
نيسان ـ نشر في 2024-09-09 الساعة 14:13
رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني