خارطة سياسية جديدة
سميح المعايطة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2024-09-25 الساعة 08:47
نيسان ـ مع اقتراب نهاية العام الأول من العدوان على غزة اختارت إسرائيل أن ترفع وتيرة التصعيد تجاه حزب الله عبر توجيه ضربات قوية من تفجيرات البيجر وأجهزة الاتصال وعمليات الاغتيال للمجموعة القيادية العسكرية الأهم في الحزب وبعدها كانت عمليات القصف الشديدة التي أخرجت عشرات الآلاف من سكان الجنوب بمن فيهم مقاتلون في الحزب من الجنوب نازحون الى بقية لبنان وسوريا.
وفي بقية المشهد تبتعد ايران بشكل واضح عما يجري لحزب الله تماماً مثلما ابتعدت عن عملية حماس قبل عام، بل ان الرئيس الايراني يتحدث عن الأميركان بلغة ودودة وعن استعداد للحوار والتفاوض لكن المرحلة اليوم انتقالية في أميركا ما بين حكم بايدن ومن بعده ان كان ترامب أو هاريس.
المشهد يقول ان اسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي وصمت ايراني مدفوع الثمن لتغيير بنية ودور وحجم حزب الله عبر ضربات تفقد الحزب اي قوة حقيقية وتضعف هيبته امام العالم وأمام اللبنانيين من خصومه وانصاره، وما تريده اسرائيل إبعاد الحزب عن حدودها وهو امر تحقق في حرب ٢٠٠٦ عندما وافق حزب الله على القرار الدولي ١٧٠١ لكن عادت الامور بعد سنين الى ما يناقض ما تم الاتفاق عليه في ذلك الوقت.
الصورة الكبرى ليست متعلقة بحزب الله لكنها بمشهد نفوذ ايران التي نجحت منذ عام ١٩٨٢ الى اليوم في بناء شبكة ميليشيات تحكم دولها واستغلت القضية الفلسطينية استغلالاً كبيراً مع ان ايران لم تطلق رصاصة واحدة في مواجهة مباشرة مع اسرائيل.
ما بين غزة ولبنان وسوريا مشهد سياسي مختلف قد يحتاج الى وقت ليظهر بشكل نهائي لكنه قادم، فالنظام السوري الذي كانت التفاهمات مع اسرائيل اهم معادلات بقائه منذ عام ١٩٧٠ مرورا بالحرب في سوريا والى اليوم يريد التخلص من السطوة الإيرانية عليه والتي تجاوزت هيمنة الحرس الثوري وعشرات الميليشيات الطائفية التي تتواجد في سوريا الى الهيمنة الثقافية والاقتصادية وحتى اختطاف مؤسسات القرار السوري.
إيران التي تدعو للتفاوض مع أميركا والغرب أوراقها حزب الله وملف غزة وسوريا والعراق واليمن، والتاجر الايراني لن يدفع شيئا بل سيقدم فاتورة حتى من اهم الميليشيات التي تتبع حرسه الثوري، وهذا طبيعي فقد دعمها ليبيعها في سوق الاضاحي اذا قدم له الغرب ثمناً معقولاً، هذا اذا لم تتسع شهية اسرائيل وتوجه ضربات مباشرة الى ايران.
اذا ما ذهبت الامور وفق المخطط الاسرائيلي في تغيير دور حزب الله ووزنه وضرب قوته العسكرية فهذا سيترك أثراً مباشراً على حضور حماس العسكري في لبنان الذي يعمل تحت مظلة الحزب، ويضعف الاخوان المسلمين اللبنانيين الذي يعملون تحت اسم الجماعة الإسلامية الذين يعملون تحت مظلة الحزب، ويترك أثراً على ميليشيات إيران في العراق واليمن فحزب الله هو القناة والوكيل الاقليمي لايران ودوره يتعدى حدود لبنان، ومؤكد ان هذا سيظهر اثره في خارطة الميليشيات في سوريا.
قبل العدوان على غزة كانت خارطة المنطقة اهم معالمها المشروع الايراني وادواته العربية، وكانت بعض دولنا محكومة من ميليشيات وحكوماتها لا تملك أمرها، وكانت القضية الفلسطينية حيث الضفة تحت حكم إداري من السلطة وغزة تحكمها حماس، وملفات مفتوحة في اليمن ولبنان وسوريا، لكن ما كان خلال العام الماضي وما هو متوقع من القادم سيجعلنا امام خارطة سياسية معدلة ليس فيمن يحكمها شكلا لكن بمن يملك القرار، أما الخاسر فهي قضايانا الكبرى.
الراي
وفي بقية المشهد تبتعد ايران بشكل واضح عما يجري لحزب الله تماماً مثلما ابتعدت عن عملية حماس قبل عام، بل ان الرئيس الايراني يتحدث عن الأميركان بلغة ودودة وعن استعداد للحوار والتفاوض لكن المرحلة اليوم انتقالية في أميركا ما بين حكم بايدن ومن بعده ان كان ترامب أو هاريس.
المشهد يقول ان اسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي وصمت ايراني مدفوع الثمن لتغيير بنية ودور وحجم حزب الله عبر ضربات تفقد الحزب اي قوة حقيقية وتضعف هيبته امام العالم وأمام اللبنانيين من خصومه وانصاره، وما تريده اسرائيل إبعاد الحزب عن حدودها وهو امر تحقق في حرب ٢٠٠٦ عندما وافق حزب الله على القرار الدولي ١٧٠١ لكن عادت الامور بعد سنين الى ما يناقض ما تم الاتفاق عليه في ذلك الوقت.
الصورة الكبرى ليست متعلقة بحزب الله لكنها بمشهد نفوذ ايران التي نجحت منذ عام ١٩٨٢ الى اليوم في بناء شبكة ميليشيات تحكم دولها واستغلت القضية الفلسطينية استغلالاً كبيراً مع ان ايران لم تطلق رصاصة واحدة في مواجهة مباشرة مع اسرائيل.
ما بين غزة ولبنان وسوريا مشهد سياسي مختلف قد يحتاج الى وقت ليظهر بشكل نهائي لكنه قادم، فالنظام السوري الذي كانت التفاهمات مع اسرائيل اهم معادلات بقائه منذ عام ١٩٧٠ مرورا بالحرب في سوريا والى اليوم يريد التخلص من السطوة الإيرانية عليه والتي تجاوزت هيمنة الحرس الثوري وعشرات الميليشيات الطائفية التي تتواجد في سوريا الى الهيمنة الثقافية والاقتصادية وحتى اختطاف مؤسسات القرار السوري.
إيران التي تدعو للتفاوض مع أميركا والغرب أوراقها حزب الله وملف غزة وسوريا والعراق واليمن، والتاجر الايراني لن يدفع شيئا بل سيقدم فاتورة حتى من اهم الميليشيات التي تتبع حرسه الثوري، وهذا طبيعي فقد دعمها ليبيعها في سوق الاضاحي اذا قدم له الغرب ثمناً معقولاً، هذا اذا لم تتسع شهية اسرائيل وتوجه ضربات مباشرة الى ايران.
اذا ما ذهبت الامور وفق المخطط الاسرائيلي في تغيير دور حزب الله ووزنه وضرب قوته العسكرية فهذا سيترك أثراً مباشراً على حضور حماس العسكري في لبنان الذي يعمل تحت مظلة الحزب، ويضعف الاخوان المسلمين اللبنانيين الذي يعملون تحت اسم الجماعة الإسلامية الذين يعملون تحت مظلة الحزب، ويترك أثراً على ميليشيات إيران في العراق واليمن فحزب الله هو القناة والوكيل الاقليمي لايران ودوره يتعدى حدود لبنان، ومؤكد ان هذا سيظهر اثره في خارطة الميليشيات في سوريا.
قبل العدوان على غزة كانت خارطة المنطقة اهم معالمها المشروع الايراني وادواته العربية، وكانت بعض دولنا محكومة من ميليشيات وحكوماتها لا تملك أمرها، وكانت القضية الفلسطينية حيث الضفة تحت حكم إداري من السلطة وغزة تحكمها حماس، وملفات مفتوحة في اليمن ولبنان وسوريا، لكن ما كان خلال العام الماضي وما هو متوقع من القادم سيجعلنا امام خارطة سياسية معدلة ليس فيمن يحكمها شكلا لكن بمن يملك القرار، أما الخاسر فهي قضايانا الكبرى.
الراي
نيسان ـ نشر في 2024-09-25 الساعة 08:47
رأي: سميح المعايطة كاتب أردني