رسالة مفتوحة للأستاذ عبد المجيد الذنيبات
سالم الفلاحات
قيادي في جماعة الاخوان المسلمين في الاردن
نيسان ـ نشر في 2015-03-24
24/3/2015م
في البداية
•لا نحاكم النوايا فحكمها ومردها إلى الله وحده.
• وليس لنا إلا الظاهر والله يتولى السرائر.
•والأدب مطلوب في كل حال ويمتحن عند الاختلاف وعند الخصومة وقلَّ من ينجح في الاختبار.
•كلٌ يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنا وغيري من هذا الكل، ولا يشذ عنه أحد.
•ولكل شريف وعالم ووجيه هفوة أو هفوات: وكل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون، اللهم اجعلنا منهم، كما أن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.
•إن شطب تاريخ الأشخاص لموقف لا خلاف على تخطيئه ورفضه ليس من الإنصاف ولا من المصلحة في شيء.
رسالة في عهدتي لا أظنها عند غيري ولا حتى عند من كتبها وهي بخط يده، رسالة من الأستاذ عبد المجيد الذنيبات موجهة للمراقب العام يومذاك أ. سالم الفلاحات وللمكتب التنفيذي بتاريخ 1/12/2007م أي بعد اختياره عضواً في مجلس الأعيان بيومين أو ثلاثة فقط، وكانت رداً على طلب المكتب منه توضيح الموقف، وقرار المكتب بعد ذلك بأن يستقيل من الأعيان بعد أن يحضر جلسة الافتتاح الرسمية لمجلس الأمة.
•لقد حوت الرسالة دروساً عظيمة أرجو أن يتأملها القارئ وأن يراجعها الكاتب على حد سواء.
• وحوت استعدادات مميزة واستجابة مقدرة وجنديَّة متقدمة.
• كما حوت لمن يقرأها بين السطور شخصية الكاتب ومواصفاتها ودقائقها..... لا تملك إلا وأن تقدر كاتبها وتذكره بما ألزم به نفسه.
السلام عليكم يا أخي أبا محمد ورحمة الله وبركاته . .
أرجو أن تقرأ الرسالة " رسالتك التي مضى عليها سبع سنوات وأربعة أشهر وأن تقرأها في ساعة خلوة أولاً مرة ومرتين وثلاثاً " .
وأن تكون كما ألزمت نفسك وكما وصفت حال الرجال الدعاة ساعات الامتحان والابتلاء.
وأرجو أن تقرأها بالعين نفسها والإرادة نفسها التي جعلتك تلتزم في عام 1997 بمقاطعة الانتخابات النيابية لأول مرة وكنت مراقباً عاماً للجماعة، مخالفاً وجهة نظرك ونفذت القرار الأصعب دون تردد.
أرجو أن تقرأها وأنت الذي يشهد لك كل من عرفك بالكرم وحسن الضيافة والابتعاد عن المن، ولا زِلتُ لا أنسى موقفك عام (2007) يوم تبرعت من مالك الخاص بمبلغ كبير لبناء المركز العام للجماعة ولا زلت أذكر لك موقفك بردّك على مدير مخابرات سابق على الهاتف بالقوة والجرأة والأدب.
أرجوك أن تقرأ الرسالة وتعيد النظر بكل اجتهاد لك مهما تراءى لك خيره، كما أدعو القارئ وبخاصة إخواني الإخوان المسلمين أن يقرأوا الرسالة أيضاً بعين أخرى، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون.
ولندعُ الله تعالى: اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا أتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه.
نص الرسالة الأصلية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجميعن . .
فضيلة الأخ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين حفظه الله . .
الإخوة الأحبة أعضاء المكتب التنفيذي حفظهم الله . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أكتب لكم هذه الرسالة وكُلّي ألم وحرقة لما أصاب الجماعة وحل بها من أوضاع وأوجاع ليست جديدة بل هي تراكمات لحالات مزمنة ، لكن حالها الآن وبعد نتائج الانتخابات البرلمانية وتداعياتها لم يسبق للجماعة أن مرت به من قبل ولذا فمن الواجب الشرعي والتنظيمي ونحن جميعا مسؤولون عن هذه الحال أن نبادر للعلاج والخروج مما نحن فيه.
الإخوة الأحبة:
لقد شاء الله أن يمتحن إيماني ويبتليني بأن كلفت بعضوية مجلس الأعيان وهو الموقع المرموق في الدنيا والذي يسعى له الكثير من الناس كما تعلمون وبما له من ميزات دنيوية عديدة لا تحصى . وقد وجدت قبولا من بعض إخواني، وإعراضاً من البعض الآخر ولمست أن القيادة التي اعتز بها واحتفظ لها ببيعة السمع والطاعة، لها موقف احترمه لذا ولحرصي الأكيد على وحدة صف الجماعة، وحتى لا أعين المتربصين بالدعوة عليكم ( كقيادة) وعليَّ كرمز من رموزها وحتى لا نفتح بابا للشيطان والقيل والقال فإنني أضع (نفسي) بين أيديكم جندياً عاملاً ملتزماً بقراراتكم وإن خالفت رأيي لتقدروا مصلحة الجماعة أولا، ثم مصلحة الوطن ثانيا في بقائي عضوا في مجلس الأعيان أو الانسحاب منه ، واعلموا علم اليقين أن الدنيا كلها بما فيها من جاه ومال وموقع لا يساوي لحظة واحدة أكون فيها منسجما مع نفسي ومع ما كنت ولا زلت أدعو له من وحدة للصف وطاعة لله أولاً ثم لقيادتها، وحتى لا اسبب حرجا للجماعة من وراء تكليفي بهذا الموقع، ولتبقى الجماعة حصننا الذي نلوذ به بعد الله سبحانه وتعالى، وتبقى أخوتنا هي اللحمة التي يجب الحفاظ عليها والتي يجب أن تسمو على أية مغانم دنيوية زائلة.
لن أطيل عليكم ، لكنني اسألكم الله تعالى أن تضعوا مصلحة الجماعة والوطن فوق كل اعتبار وتجعلوا من علاجكم لهذه القضية عنوانا لمعالجات أخرى تحفظ للصف وحدته وتكرس مفهوم المؤسسية والسمع والطاعة وأن تبادروا لمحاسبة المخالفين الحقيقيين والذين تسببوا في هذا الوضع الذي تعاني منه الدعوة ، أما ما يخصني فأرجو أن تأخذوا كامل حريتكم دون حرج في اتخاذ ما ترونه مناسبا من قرارات ولن تجدوا مني إلاَّ السمع والطاعة مهما كلفني قراركم من حرج أو مشقة ، فكل ما سوف أعانيه من حرج لن يساوي عندي جناح بعوضة مما عساني سأعانيه لو ظهرت أمامكم وأمام إخواني الذين أعتز بأخوتهم أنني مخالف وأنني بعت دعوتي وأخوتي وآخرتي بعرض زائل من الدنيا.
أسال الله العلي العظيم أن يلهمنا السداد والرشاد وأن يهب لنا أسباب طاعته وييسرها لنا وان يلهمكم الرأي السديد والرشيد والله يتولاكم بحفظه ورعايته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عبد المجيد الذنيات
في 21 ذو القعدة 1428
1/12/2007