اتصل بنا
 

انتصار المقاومة في بقائها

نيسان ـ نشر في 2024-10-07 الساعة 11:05

نيسان ـ الحزب أو الحركة، ليس مهمتهما أن يمسحا دولة احتلال -يدعمها الموقف الدولي- عن الخريطة، هذا عمل المفروض أن تقوم به دول لا تعترف بوجود هذه الدولة، وهذه الدول يلزم أن يكون لها سيادة على أرضها وحدودها وإذا ما قاتلت العدو تقدمت في أرضه محافظة على عمقها الداخلي..
لذلك لا تتوقعوا من فصائل المقاومة إذا انتصرت أن يكون انتصارها يتمثل في انهاء دولة الاحتلال والاستحواذ على دولته وإدارتها بفريقه، بل مهمتها التي أقر بها الموقف الدولي، هي انهاء الاحتلال في الأجزاء التي التي تعيش فيها.. وأما المهمة الاولى لا يستطيع فعلها الا دول الاستعمار في أوائل القرن الماضي.
الفصائل المقاومة حققت هدفها بأن وضعت إنهاء الاحتلال على الطاولة الدولية، وتنبيه قوى الحرية في العالم الى قضيتها العادلة، لتقوم بدعمها ومؤازرتها لتحقيق هدفها البعيد وهو انهاء دولة الاحتلال، وهذا يحتاج الى دولة.
فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، لم تدعمهم أي دولة من دول الإقليم التي يعيش فيها أفراد المقاومة، ولم تحقق لهم نقطة ارتكاز يبنون عليها، ويستطيعون الزحف واحتلال مناطق يضيفونها الى جسم الدولة الداعمة..
لأنه لا يمكن أن تثمر انتصاراتك إلا إذا انطلقت من دولة تستطيع أن تراكم انتصارات المقاومة وتبني عليها، لكن للأسف كل الدول في العالم الاسلامي، خاضعة للدول الكبرى، ولا تملك مشروعاً ينهي الاحتلال، بل هي تدور في فلك أحد طرفي النزاع الدولي، وما تراه من مواقف مع أو ضد، ليست مرتكزة الى موقف مبدئي حقيقي، يستطيع أن ينهي الاحتلال أو ينهي دولة الاحتلال، لأن طرفي النزاع في الموقف الدولي رغم صراعهما المرير إلا أنه لا أحد منهما تبنى انهاء دولة الاحتلال..
يبقى أنه لا يمكن للناس أن يطلبوا من المقاومة فوق طاقتها وإمكانها، فهي تتحرك في مساحة ما يسمح به الموقف الدولي، ولأنها حركة مقاومة، فإن انتصارها في بقائها وصمودها، والشيء الذي لا يستطيع الموقف الدولي التحكم به، هو شعور المحتل بعدم الراحة والأمان ما يجعله في نهاية المطاف يحمل حقائبه ويرحل، ومواصلة الضغط بهذا الاتجاه، هو الانتصار الآني والمستقبلي.

نيسان ـ نشر في 2024-10-07 الساعة 11:05


رأي: صابر العبادي

الكلمات الأكثر بحثاً