عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر القيود ويربح مساحات
نيسان ـ نشر في 2024-10-07 الساعة 11:21
x
نيسان ـ بعد مضي نحو عام من حرب إسرائيل على غزة، نجح المحتوى الرقمي الفلسطيني في كسر القيود وربح مساحات أوسع في منصات التواصل الاجتماعي لنشر تفاصيل تلك المظلمة التاريخية الطويلة.
ومع هذا المستجد، وصلت القضية الفلسطينية إلى فئات عديدة، سواء داخل العالم العربي والإسلامي أو الغربي، رغم ضغوط إسرائيلية تقيد المحتوى الرقمي الفلسطيني.
وحسب خبير مغربي، في حديث للأناضول، فإن منصات التواصل جعلت الفرد يعيش حالة الفلسطينيين دون أن يكون في مكانهم ويعيش مآسيهم، وأسهمت في حرية التعبير بالدول التي تقيد المظاهرات.
لكن رغم أهمية هذه المنصات، فإن "الخوارزميات تحد من انتشار المحتوى الفلسطيني"، وفق باحث متخصص استدرك بأن الأفراد وجدوا تقنيات لتفادي الحظر، وبالتالي المحافظة على انتشار هذا المحتوى في ظل استمرار الإبادة.
تفاعل رقمي
يرى الخبير المتخصص بالإعلام والتواصل عبد الحكيم أحمين أن جميع الفئات العمرية شاركت في التفاعل الرقمي مع "طوفان الأقصى"، مشددا على "أهمية منصات التواصل الاجتماعي، التي دفعت العديد من الفئات في الغرب إلى الخروج في مظاهرات، مثل طلاب الجامعات الغربية".
ونوه أحمين بمشاركة الفنانين والممثلين والرياضيين والمثقفين، سواء في العالم العربي أو الغربي، في التفاعل الرقمي، مشيرا إلى أن "انخراط الأجيال الجديدة كان واضحا".
وأضاف أن هذا الانخراط "جعل إسرائيل تضيّق وتستهدف مشاهير منصات التواصل وأصحاب القنوات في يوتيوب والصحفيين الذين ينقلون البث المباشر من غزة".
أدوات نشر شخصية
من جانبه، يرى الباحث في المجال التقني حسن خرجوج أن منصات التواصل كان لها دور كبير في التعريف بالقضية في ظل التطور التكنولوجي، والتجاوز الذي طال الإعلام التقليدي من جريدة وراديو وتلفاز.
ويوضح خرجوج أن كل مواطن صار يملك أدوات للنشر عبر الهاتف، لذلك فإن منصات التواصل ساهمت في انتشار المعلومة المرتبطة بالقضية الفلسطينية بشكل كبير، موضحا أن "مقاطع الفيديو تنتشر بشكل كبير في مختلف مناطق العالم، بشكل آني وسريع".
ويرى خرجوج أن "جيل زد" بدأ يتابع القضية، وأصبح يتفاعل بشكل كبير ويشارك المحتوى الفلسطيني ويتعاطف معه.
و"جيل زد" هم مواليد من أواخر التسعينيات أو من عام 2000 إلى منتصف العقد الأول من القرن الـ21، في حين أن جيل "ألفا" هو الذي رأى النور منذ 2010 إلى 2020.
وإذا كان الجيل الأول نشأ في ظل بيئة إعلامية تقليدية بموازاة بيئة رقمية، فإن الجيل الثاني وجد نفسه في خضم الثورة الرقمية.
وقال خرجوج إن "المحتوى الرقمي له أثر كبير على مستوى الانتشار، والأجيال الحالية تعيش الفترة الذهبية من حيث سرعة انتشار المعلومات، خاصة بمنصات التواصل الاجتماعي".
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى ما يراه حقوقيون "أكبر سجن في العالم"، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في ظل أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
ذوبان الحدود
بدوره، أشاد أحمين بالدور البارز الذي يقوم به "جيل زد" سواء على المستوى الرقمي أو الواقعي، خاصة أنه قاد في وقت سابق احتجاجات في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية المحتلة.
وتخشى عشرات العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح طردا وشيكا لها من منازلها التي عاشت فيها منذ عام 1956، ليستحوذ عليها مستوطنون إسرائيليون.
وأضاف أحمين "حاليا الكل منخرط في العالم الرقمي، بما فيها الفئات العمرية الأخرى، خاصة أن الأجيال السابقة عاشت فترة الفضائيات والقنوات الإعلامية، ثم انخرطت في المنصات الرقمية".
وأضاف أن "الانتشار الواسع للمنصات الرقمية جعل الحدود تذوب بين المناطق والأجيال، وتجد كبار السن منخرطين إلى جانب الأجيال الشابة".
و"المنصات الرقمية جعلت الفرد يعيش حالة الفلسطينيين دون أن يكون في مكان الحادث، ويعيش مآسيهم وما يتعرضون له"، حسب أحمين.
وأكد أن "القصص المصورة يكون لها أثر كبير وتنتشر بشكل سريع عن طريق العدوى (انتشار سريع جدا).. والأجيال الحالية تتأثر بخصوص ما يقع بغزة".
تقييد الخوارزميات
غير أن خوارزميات المنصات الرقمية، وفق خرجوج، تحد من انتشار المحتوى الرقمي الفلسطيني "الذي يخضع لرقابة بشكل كبير".
واستدرك "الأفراد وجدوا تقنيات لتفادي حذف الخوارزميات هذا المحتوى، وبالتالي المحافظة على انتشاره".
وحسب تقرير لمركز "صدى سوشال" (أهلي) صدر في مايو/أيار الماضي، ارتكبت منصات التواصل أكثر من 5450 انتهاكا للمحتوى الرقمي الفلسطيني خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024.
وأفاد بأن 32% من إجمالي هذه الانتهاكات كانت في إنستغرام، و26% في فيسبوك، و16% في واتساب، و14% على تيك توك، في حين بلغ حجم الانتهاكات في إكس 12%.
وانتقد أحمين بعض الدول المطبعة (لم يحددها) التي فرضت على شبابها عدم التعبير عن آرائهم في منصات التواصل الاجتماعي، وفرضت ما أسماه "قمعا اتصاليا" عليهم.
في حين أن "الدول الغربية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، سمحت لجماهيرها وشبابها بالتعبير عن آرائهم بشكل واضح"، كما أضاف.
ويرى أحمين أن بعض الدول مارست نوعا من التضييق الرقمي في البداية، خاصة فرنسا وألمانيا، ثم تراجعت بعد ذلك بفعل الزخم الشعبي القوي الذي عبَّر عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن "فئات من العرب والمسلمين شاركوا على المستوى الواقعي والافتراضي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني عبر المنصات الرقمية، خاصة المقيمين بالغرب الذين كان لهم دور كبير في كسر القيود والخوف".
لكنه يلاحظ في الوقت نفسه أن "بعض الدول بالمنطقة لا تزال تفرض قبضة حديدية على حرية التعبير"، معتبرا أن "المتابعة الرقمية كان لها فوائد عديدة، وجعلت الفئات الصغيرة والشابة تتعرف على القضية الفلسطينية لأول مرة".
ومع هذا المستجد، وصلت القضية الفلسطينية إلى فئات عديدة، سواء داخل العالم العربي والإسلامي أو الغربي، رغم ضغوط إسرائيلية تقيد المحتوى الرقمي الفلسطيني.
وحسب خبير مغربي، في حديث للأناضول، فإن منصات التواصل جعلت الفرد يعيش حالة الفلسطينيين دون أن يكون في مكانهم ويعيش مآسيهم، وأسهمت في حرية التعبير بالدول التي تقيد المظاهرات.
لكن رغم أهمية هذه المنصات، فإن "الخوارزميات تحد من انتشار المحتوى الفلسطيني"، وفق باحث متخصص استدرك بأن الأفراد وجدوا تقنيات لتفادي الحظر، وبالتالي المحافظة على انتشار هذا المحتوى في ظل استمرار الإبادة.
تفاعل رقمي
يرى الخبير المتخصص بالإعلام والتواصل عبد الحكيم أحمين أن جميع الفئات العمرية شاركت في التفاعل الرقمي مع "طوفان الأقصى"، مشددا على "أهمية منصات التواصل الاجتماعي، التي دفعت العديد من الفئات في الغرب إلى الخروج في مظاهرات، مثل طلاب الجامعات الغربية".
ونوه أحمين بمشاركة الفنانين والممثلين والرياضيين والمثقفين، سواء في العالم العربي أو الغربي، في التفاعل الرقمي، مشيرا إلى أن "انخراط الأجيال الجديدة كان واضحا".
وأضاف أن هذا الانخراط "جعل إسرائيل تضيّق وتستهدف مشاهير منصات التواصل وأصحاب القنوات في يوتيوب والصحفيين الذين ينقلون البث المباشر من غزة".
أدوات نشر شخصية
من جانبه، يرى الباحث في المجال التقني حسن خرجوج أن منصات التواصل كان لها دور كبير في التعريف بالقضية في ظل التطور التكنولوجي، والتجاوز الذي طال الإعلام التقليدي من جريدة وراديو وتلفاز.
ويوضح خرجوج أن كل مواطن صار يملك أدوات للنشر عبر الهاتف، لذلك فإن منصات التواصل ساهمت في انتشار المعلومة المرتبطة بالقضية الفلسطينية بشكل كبير، موضحا أن "مقاطع الفيديو تنتشر بشكل كبير في مختلف مناطق العالم، بشكل آني وسريع".
ويرى خرجوج أن "جيل زد" بدأ يتابع القضية، وأصبح يتفاعل بشكل كبير ويشارك المحتوى الفلسطيني ويتعاطف معه.
و"جيل زد" هم مواليد من أواخر التسعينيات أو من عام 2000 إلى منتصف العقد الأول من القرن الـ21، في حين أن جيل "ألفا" هو الذي رأى النور منذ 2010 إلى 2020.
وإذا كان الجيل الأول نشأ في ظل بيئة إعلامية تقليدية بموازاة بيئة رقمية، فإن الجيل الثاني وجد نفسه في خضم الثورة الرقمية.
وقال خرجوج إن "المحتوى الرقمي له أثر كبير على مستوى الانتشار، والأجيال الحالية تعيش الفترة الذهبية من حيث سرعة انتشار المعلومات، خاصة بمنصات التواصل الاجتماعي".
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى ما يراه حقوقيون "أكبر سجن في العالم"، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في ظل أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
ذوبان الحدود
بدوره، أشاد أحمين بالدور البارز الذي يقوم به "جيل زد" سواء على المستوى الرقمي أو الواقعي، خاصة أنه قاد في وقت سابق احتجاجات في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية المحتلة.
وتخشى عشرات العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح طردا وشيكا لها من منازلها التي عاشت فيها منذ عام 1956، ليستحوذ عليها مستوطنون إسرائيليون.
وأضاف أحمين "حاليا الكل منخرط في العالم الرقمي، بما فيها الفئات العمرية الأخرى، خاصة أن الأجيال السابقة عاشت فترة الفضائيات والقنوات الإعلامية، ثم انخرطت في المنصات الرقمية".
وأضاف أن "الانتشار الواسع للمنصات الرقمية جعل الحدود تذوب بين المناطق والأجيال، وتجد كبار السن منخرطين إلى جانب الأجيال الشابة".
و"المنصات الرقمية جعلت الفرد يعيش حالة الفلسطينيين دون أن يكون في مكان الحادث، ويعيش مآسيهم وما يتعرضون له"، حسب أحمين.
وأكد أن "القصص المصورة يكون لها أثر كبير وتنتشر بشكل سريع عن طريق العدوى (انتشار سريع جدا).. والأجيال الحالية تتأثر بخصوص ما يقع بغزة".
تقييد الخوارزميات
غير أن خوارزميات المنصات الرقمية، وفق خرجوج، تحد من انتشار المحتوى الرقمي الفلسطيني "الذي يخضع لرقابة بشكل كبير".
واستدرك "الأفراد وجدوا تقنيات لتفادي حذف الخوارزميات هذا المحتوى، وبالتالي المحافظة على انتشاره".
وحسب تقرير لمركز "صدى سوشال" (أهلي) صدر في مايو/أيار الماضي، ارتكبت منصات التواصل أكثر من 5450 انتهاكا للمحتوى الرقمي الفلسطيني خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024.
وأفاد بأن 32% من إجمالي هذه الانتهاكات كانت في إنستغرام، و26% في فيسبوك، و16% في واتساب، و14% على تيك توك، في حين بلغ حجم الانتهاكات في إكس 12%.
وانتقد أحمين بعض الدول المطبعة (لم يحددها) التي فرضت على شبابها عدم التعبير عن آرائهم في منصات التواصل الاجتماعي، وفرضت ما أسماه "قمعا اتصاليا" عليهم.
في حين أن "الدول الغربية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، سمحت لجماهيرها وشبابها بالتعبير عن آرائهم بشكل واضح"، كما أضاف.
ويرى أحمين أن بعض الدول مارست نوعا من التضييق الرقمي في البداية، خاصة فرنسا وألمانيا، ثم تراجعت بعد ذلك بفعل الزخم الشعبي القوي الذي عبَّر عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن "فئات من العرب والمسلمين شاركوا على المستوى الواقعي والافتراضي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني عبر المنصات الرقمية، خاصة المقيمين بالغرب الذين كان لهم دور كبير في كسر القيود والخوف".
لكنه يلاحظ في الوقت نفسه أن "بعض الدول بالمنطقة لا تزال تفرض قبضة حديدية على حرية التعبير"، معتبرا أن "المتابعة الرقمية كان لها فوائد عديدة، وجعلت الفئات الصغيرة والشابة تتعرف على القضية الفلسطينية لأول مرة".