اتصل بنا
 

كيف تجند السي اي ايه جواسيسها حول العالم عبر الإنترنت؟

نيسان ـ نشر في 2024-10-11 الساعة 04:11

x
نيسان ـ أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حملة جديدة لتوظيف جواسيس محتملين في الصين وإيران وكوريا الشمالية بعد حملة تدعي واشنطن أنها كانت ناجحة لتجنيد الروس.
وهذه ليست أول مره، فوكالات الدفاع والتجسس الأميركية لعبت دوراً رئيسياً في إنشاء الإنترنت، تحولت منذ سنوات إلى خدمات البث عبر الإنترنت لتجنيد جواسيس تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً.
حملة أمريكية جديدة لتجنيد الجواسيس
تأتي حملة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الجديدة بعد إدعاء نجاح حملة سابقة ركزت على روسيا، حيث تسعى الوكالة إلى التواصل مع الأفراد الذين تعتقد أنهم غير راضين عن حكوماتهم، خصوصًا في ظل تعزيز التعاون بين الصين وروسيا وإيران.
في بيان صدر يوم 29 سبتمبر، أعلنت الوكالة عن نشر إرشادات متعددة اللغات تشمل الصينية والكورية والفارسية عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيليجرام، فيسبوك، إكس (تويتر سابقًا)، إنستغرام، لينكدإن، ويوتيوب، بهدف تسهيل التواصل الآمن مع الوكالة سواء عبر الإنترنت العام أو الشبكة المظلمة.
هذه الحملة ليست جديدة، إذ بدأت الوكالة منذ سنوات باستخدام الإنترنت لتجنيد عملاء بطرق أكثر تطورًا. وفقًا لتقرير نشرته رويترز عام 2020، تحولت الـسي اي ايه إلى استخدام خدمات البث عبر الإنترنت مثل نتفلكس وأمازون لتجنيد جواسيس تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، في خطوة تعكس تغيرًا ملحوظًا في أساليب التجنيد التقليدية.
إذ يعتقد الخبراء أن هذه الحملات تعكس التطور المستمر للتجسس بالتوازي مع التكنولوجيا الحديثة.
كيف كانت تجندهم في السابق؟
في الماضي، اعتمدت وكالات الاستخبارات حول العالم بشكل رئيسي على أساليب تقليدية في عمليات التجسس وجمع المعلومات، بما في ذلك إرسال رسائل إلكترونية مستهدفة، تنظيم مؤتمرات علمية، أو عبر عروض وظائف وهمية، وحتى من خلال اللقاءات المباشرة مع ضباط الاستخبارات.
كانت هذه الأساليب تهدف إلى استقطاب الأفراد وجمع المعلومات التي تساهم في تشكيل السياسات الحكومية.
فعلى سبيل المثال، أنفقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ملايين الدولارات لتنظيم مؤتمرات علمية في أنحاء مختلفة من العالم، بهدف جذب علماء نوويين إيرانيين إلى بيئات يسهل فيها التواصل معهم بشكل سري ودفعهم للانشقاق.
إذ كان بعض المؤتمرات تنظم فقط من أجل إغراء العلماء النوويين الإيرانيين بالخروج من وطنهم إلى مكان يسهل الوصول إليه، حيث يستطيع ضباط الاستخبارات الأميركية الاقتراب منهم بشكل فردي وحثهم على الانشقاق.
فعل سبيل المثال، تم تجنيد مهندس إيراني، عمل في تجميع أجهزة الطرد المركزي للبرنامج النووي، وافق على الانشقاق بشرط متابعة درجة الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). رغم عدم امتلاكه وثائق رسمية، ضغطت وكالة الاستخبارات المركزية على MIT لقبوله. وبعد استجواب شفوي من قبل لجنة أساتذة، تم قبوله وحصل على درجة الدكتوراه.
ففي عهد الرئيس جورج دبليو بوش، كانت الحكومة الأميركية تمتلك "أموالاً لا حصر لها" لتمويل الجهود السرية الرامية إلى تأخير تطوير إيران للأسلحة النووية.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان في تقرير لها، فإن المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها من المؤتمرات الأكاديمية قادرة على تشكيل السياسات. فقد ساعدت في إقناع إدارة جورج دبليو بوش عن طريق الخطأ كما اتضح ــ بأن صدام حسين ما زال يطور أسلحة الدمار الشامل في العراق.
ورغم أن هذه وسائل ما زالت تعمل، إلا أن الأمور لم تعد تسير على هذا النحو بشكل صحيح دائماً، لأسباب عديدة، مثل الحروب وتصاعد العداوة الصريحة اليوم، وفقاً لما أشار إليه الخبراء.
ففي روسيا على، منذ بداية حرب أوكرانيا، طردت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون مئات الدبلوماسيين الروس احتجاجًا على الحرب. وردت روسيا بطرد مئات الدبلوماسيين الغربيين في تحركات متبادلة. ونتيجة لذلك، اضطرت السفارات الأمريكية وغيرها من السفارات الغربية إلى الحد بشكل حاد من الخدمات، مما يجعل من الصعب التواصل المباشر مع الولايات المتحدة.
أما في الصين، فقد أصبح تجنيد العملاء الصينيين، أو حتى مقابلتهم، أكثر خطورة من أي وقت مضى. إذ يستخدم نظام المراقبة الشامل في بكين تحليلات البيانات الضخمة لاستخراج البيانات من ملايين الكاميرات في المدن الكبرى، إلى جانب جيوش من المراقبين البشريين.
فوفقاً، لتقرير لصحيفة وول ستريت جورنال كانت تستغل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الفساد المتفشي في المراكز العليا للحزب الشيوعي والوزارات الحكومية لتجنيد العشرات من المسؤولين كعملاء مدفوعي الأجر، كما قال مسؤولون سابقون مطلعون على الأحداث.
ولكن في انتكاسة كارثية، تم القضاء على هذه الشبكة عندما ألقت الصين القبض على الخونة في وسطها واحدا تلو الآخر.
قال مسؤولون سابقون إن الخلل في الاتصالات السرية التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية مع عملائها، والتي استغلتها بكين، هو السبب المشتبه به وراء الاختراق. ولم تُعرف تفاصيل ما حدث علناً، ومن غير الواضح ما إذا كان أي شخص في الوكالة قد خضع للمساءلة.
وقال مسؤول أميركي كبير سابق عن الخسائر في الصين: "مروعة. مروعة. مروعة. ولدي شكوك حول ما إذا كان هناك قدر كبير من التعافي منذ ذلك الحين".

نيسان ـ نشر في 2024-10-11 الساعة 04:11

الكلمات الأكثر بحثاً