أمين عام حزبي والنية : أزعر

نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
من بين جملة التحولات الاجتماعية التي طرأت على الإنسان العربي ومؤسساته المدنية، هو التشوه العميق في صقل هوية حزبية محترمة وقادرة على تمثيل شريحة فكرية سياسية محددة، بعد إقناعها ان ما يطرحه الحزب من حلول، مثلا قادرة على معالجة اوجاع الناس.
نسوق هذه المقدمة لنقول إن التفسخ أولاً، طال مؤسسات وادارات، ما ادى بعد طول امد الى (النمنمة) الحزبية التي صارت تتمدد باتجاه الأطراف والدماغ وحتى الجهاز الهظمي. حتى وصلت القدم.
دعونا من متاهات التفاصيل، المحزن في الحالة الحزبية العربية هو أن الناس شاهدت بأم عينها ديدان الأرض وهي تتحول إلى كائنات سياسية، توشك ان تتحول الى ديناصورات ذات شأن، ثم جرى إقناعها بأنها أسماك ولها زعانف وحراشف، وكل ما عليها هو السباحة في البحار الحزبية الزرقاء.
ولانها غارقة في التوهم، وتعيشه بكل تفاصيله على الارض، دست (الأسماك) رأسها في سطل المصالح الشخصية، فسالت دماء من الوجوه .
بالنسبة للمواطنين العرب فإنهم يدركون جيداً أنهم أمام (متردية حزبية)، نهشتها الضباع وقد جمعهم جوع مزمن للتمكين والوصولية، والمنطلقة أصلا من الذنائبية وأوهامها في الثراء والوجاهات المزعومة.
مهلاً ..وأنت تسير في بلاد العرب اوطاني عصراً قد تجد أحدهم هناك، قد يكون مصطفاً على حافة الحلم أو بجانب بنك الوهم، فجرب أن تناديه بقولك يا (أزعر)، حتما سيجيبك بغمزة ما .
فالأزعر هنا ليست شتيمة بقدر ما هي تحمل من وجوه متنفعة من نضالها السياسي مدفوع الأجر، أو قل هي مفردة يراد منها (المديح) في زمن التحولات الكبيرة.
هذا الامين غير الامين وبحكم تشكّل بيئة تفوح منها روائح كثيرة انتجت مع الايام خلايا مشوهة، تحكمها أهدافها الصغيرة، وما ان مر الحزب باول اختبار حتى انقلب الجميع على بعضهم في معركة لا ناقة للناس فيها ولا جمل.
أما بعد؛
اطرح هذا العفن وانا أعود من البلاد العربية حاملا برأسي إطلاق مبادرة حزبية أردنية حقيقية، ليست برامجية بل فكرية نتشارك جميعا في ولادتها بعيداً عن تشوهات الخداج السياسي العربي.