اتصل بنا
 

الملك: لسنا ساحة للصراعات.. ورسائل عراقجي

نيسان ـ نشر في 2024-10-17 الساعة 10:28

نيسان ـ الملك عبدالله الثاني، يلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يزور الأردن ضمن جولة إقليمية شملت حتى اليوم لبنان وسوريا والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان.
زيارة عراقجي للأردن تبدو ضمن سياق مختلف نوعا ما عن زيارته لباقي الدول نظرا لأن الأردن واقع جغرافيا في مدى أي قصف جوي متبادل بين إيران ودولة الاحتلال، وينبغي أن يتحدث في عمان بلغة مختلفة تماما عن باقي العواصم.
وفي مثل هذه الزيارة غالبا ما يخرج التصريح الرسمي بصيغة تقليدية بأن الجولة الإقليمية تأتي على وقع تصاعد التوتر في المنطقة والتهديدات المتبادلة بين إيران والاحتلال الصهيوني.
وهي تأتي بعد أسبوعين على إطلاق إيران نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه فلسطين المحتلة ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله مع الجنرال في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتوعدت دولة الاحتلال بالرد على الهجوم الإيراني. من جهتها، توعدت طهران بأنها سترد في المقابل على أي اعتداء يستهدفها.
الأردن أكد أكثر من مرة، وعبر عدة قنوات علنية وسرية أنه "لن يكون ساحة حرب لأحد"، و بأنه سيتصدى "لأي تهديد لأمنه واستقراره" من قبل أي منهما.
وتبدو زيارة عراقجي للأردن ردا على الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي لإيران، والتقى فيها رئيس إيران مسعود بزشكيان.
وجرى خلال الاجتماع، بحث التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، وكان الصفدي أكد في تصريحات صحافية أن خفض التصعيد وحماية المنطقة من ويلات حرب إقليمية يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، ووقف تل أبيب استباحتها لحقوق الشعب الفلسطيني، وخرقها للقانون الدولي.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستدافع عن تل أبيب في حالة وقوع هجوم إيراني، ونقلت سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة.
ولا يتوقع أن يحمل عراقجي رسائل لينقلها الأردن إلى الأطراف الأخرى، ففي مثل هذه الظروف المتوترة وشخصية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المستفزة والمتغطرسة والوقحة، وانشغال الإدارة الأمريكية بانتخبات رئاسية متوترة، لن يقبل الأردن بدور ساعي البريد خصوصا حين لا يكون الطرف الآخر مستعدا لاستقبال البريد، او الاستماع لصوت العقل.
الملك عبد الله الثاني شدد للوزير الإيراني على "ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان كخطوة أولى نحو التهدئة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المملكة لن تكون ساحة للصراعات الإقليمية. وأكد الملك خلال استقباله عراقجي اليوم الأربعاء على ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة محذرا من أن "استمرار القتل والتدمير سيبقي المنطقة رهينة العنف وتوسيع الصراع".
الملك يؤكد في جميع لقاءاته الداخلية والخارجية على ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية، وبأن حل جميع قضايا المنطقة يأتي ضمن هذا السياق، وبأن الخطوة الأولى هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعلى لبنان.
وسيتوجه وزير الخارجية الإيراني لاحقا إلى مصر وتركيا في إطار جولته الإقليمية لإجراء مشاورات تهدف إلى "وقف الإبادة الجماعية والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني" وفق ما كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة "إكس".
وربما ليؤكد لجميع الأطراف العربية وتركيا بأن إيران سترد في حال هوجمت من قبل دولة الاحتلال، وبأن هذا الهجوم ربما لن يكون مستعجلا وسيكون حجمه بناء على حجم الضربة الإسرائيلية المتوقعة.
في جميع الأحوال الزيارة للأردن لم تكن برتوكولية او شكلية وإنما حملت تأكيدات أردنية بأنه ليس طرفا في التصعيد الإيراني الإسرائيلي، وربما حملت رسالة شديدة اللهجة حول ما يجري على حدود الأردن الشمالية مع سوريا .

نيسان ـ نشر في 2024-10-17 الساعة 10:28


رأي: علي سعادة

الكلمات الأكثر بحثاً